أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رمضان في "الباستيل السوري".. ذكريات معتقل سابق

أكد "وليد" أن جلادي السجن كانوا يأتون بالسحور والفطور - زمان الوصل

اعتاد المعتقل السابق "وليد الشيخ نايف" (50 عامًا) على قضاء شهر رمضان في سجن تدمر العسكري لـ11 سنة بعد أن تم اعتقاله بتهمة الانتماء إلى جماعة "الإخوان المسلمين" بتاريخ 14/1/1985 وذاق طوال تلك السنوات أشد أنواع التعذيب والتنكيل والشتم والضرب حتى في شهر الصيام الذي لا يوجد فارق بينه وبين باقي الشهور في سجن "الباستيل" السوري.

يروي "الشيخ نايف" لـ"زمان الوصل" كيف كان السجانون يُجبرون المساجين على شرب الماء أثناء أوقات التنفس، مشيرا إلى أن الصيام في سجن تدمر كان ممنوعاً إطلاقاً في فترة اعتقاله فلا يوجد شيء اسمه صيام لدى إدارة السجن وزبانيته، لكن مع كل هذا الترهيب والوحشية من الجلادين لم يكن أحد من السجناء يفطر في رمضان إلا المرضى -كما يقول- ويمضي خريج جامعة حلب باللغة الإنكليزية 1980 سارداً جوانب من تجربته في شهر رمضان داخل زنازين تدمر، إذ كان يفتقد اجتماع الأهل والأصحاب حول مائدة الطعام وصلاة التراويح وما يرافقها من فسحة في الزمان والمكان.

وأكد "وليد" أن جلادي السجن كانوا يأتون بالسحور والفطور بدل وجبات الطعام المعتادة بداية اعتقاله وابتداء من رمضان عام 1986 امتنعوا عن ذلك، وصارت الوجبات الثلاث على فقرها تأتيهم في مواعيدها العادية، وصار ممنوعاً إدخار الطعام إلى الفطور أو السحور.

ويضيف "إذا شعروا أن أحدهم صائم أخرجوه وبدؤوا حفلة تعذيبه وأجبروه على الإفطار، وهكذا صرنا ممنوعين من الصلاة ومن الصيام معاً. وزادنا الزبانية بذلك هماً جديداً وقهراً وعذاباً من نوع آخر".

وحسب المعتقل السابق فقد اعتاد المساجين بعد ذلك على تجميع وجبات الطعام حتى وقت إدخال وجبة العشاء ومن ثم يتم توزيع كامل طعام الوجبات الثلاثة على مجموعات الطعام.

وإذا كان الوقت شتاء يمكن أن يتناسب وقت تناول الطعام مع وقت الإفطار، وبالتالي تكون الأمور سهلة لديهم نوعاً ما -كما يقول نايف- فالطعام المجموع لا يفسد، أما في الصيف فهذه الأمور تصبح صعبة للغاية.

وقال "الشيخ نايف" إنه مع رفاق زنزانته كانوا يستخدمون طرقاً كثيرة لتناول الإفطار مع عدم نسيان مراقبة حركة حرس الشرطة فوق الشراقة (النافذة في السقف) لأنهم إذا أتوا على المهجع فستكون عقوبة كبيرة جداً لأن الصيام ممنوع.

ومن طرق الإفطار في رمضان -كما يقول- أن يقوم السجين بلف سندويشة وبجانبه إبريق ماء يكون مخصصاً لعدة أشخاص عادة، وإذا جاء السجان بغتة يقوم السجين بلف السندويشة في غطاء النوم وكأنه غير صائم ولا يعرف الصيام.

كما كان بعض المعتقلين يلجأ إلى الجلوس في مكان مكشوف على الشراقة فيما يجلس رفيقه في مكان مستور من الزنزانة وهو يتناول الإفطار، وعندما ينتهي من تناول الفطور يتبادلان الأمكنة ما بين الحراسة والإفطار.

وأحياناً يتم التناوب على شكل مجموعات وكانوا يقومون بهذه الحيلة حتى لا يبقى المهجع فارغاً فيعلم السجان بأنهم يتناولون طعام الإفطار، حسب وصف المصدر نفسه.

مشكلة السحور كانت أقل حيطة وحذرا من الإفطار في سجن تدمر -حسب "الشيخ نايف"- فكل سجين يكون نائماً في مكانه وقبل النوم بقليل يجهز سندويشة ويلفها بكيس نايلون أوقماشة أوبالبشكير ويضعها على صدره وينام فلا مكان لوضع السندويشة على الأرض لأن مساحة نوم السجين لا تتجاوز الشبر و3 أصابع وعندما يُسمع صوت السحورمن جامع قريب من سجن تدمر يستيقظ المعتقلون لتناول سحورهم البسيط والمحظوطون منهم من يكون لديه زجاجة ماء.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(244)    هل أعجبتك المقالة (235)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي