أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رابطة الصحفيين السوريين.. مواجهة "كورونا" وانتخابات الشتات

أعلنت قبل أيام، عن بدء استقبال طلبات الترشح

ليست "كورونا" وحدها، التي فرضت انتخابات "أون لاين"، لـ"رابطة الصحفيين السوريين"، في دورتها الجديدة، 2020-2023، فالرابطة المسجلة، كجمعية في فرنسا، لا يتوفر لها المقر الثابت، ويتوزع أعضاؤها، عبر شتاتهم السوري، في القارات الخمس.

مقر لفرعها في اسطنبول، ومركز الحريات التابع لها، وتقارير دورية ترصد الانتهاكات، التي يتعرض لها الصحفيون بمختلف مواقفهم، وانتماءاتهم السياسية، بيانات تضامن، تستوجب تحركا عاجلا مع زملاء في هذه الجهة أم تلك، ثمة جهود تنصب، للوصول لوسيط مع منظمات مانحة، بظروف متسارعة تصيب المشهد السوري، بعمومه، والصحفيين خاصة، لكن وقائع أقسى تنتظر، بدءا من "كورونا"، والتي قد تفرض قيودا على أعضائها، أو داعمها، وتراجعه لأكثر من سبب.

*نحن بلا دولة
"إنها فريدة، مثيرة، محفزة للعقل، للتفكير، للتحدي ،للنجاح، لا يوجد ما يشبهها إطلاقا، كل النقابات في العالم تنشط لأجل تحقيق مكاسب لأعضائها من الدولة، ونحن بلا دولة، كل قيادات النقابات متفرغة تطوعا أو مقابل جزئي أو محفزات، إلا هيئاتنا "سخرة " ومعها اللجان، كل النقابات تحيط بها مؤسسات رديفة، وتخدمها قوانين الدولة إلا نحن، نحتكم لقوانيننا الداخلية، رغم أننا مشتتون على قارات العالم كافة". يقول الصحفي عباس الديري المقيم في ألمانيا.

يقول الديري:"كل النقابات الصحفية حين تتحدث يلحقها اسم دولتها القوية، إلا نحن تلاحقنا صورة سوريا المهددة بالتقسيم والاقتتال، كل النقابات صندوقها المالي من دولتها وأعضائها، إلا نحن، قدرنا البحث عن داعم هنا وآخر هناك". ويجيب على تساؤل الانتخابات المنتظرة:"الصعوبات جمة، لكن مجددا يصر السوري على تحاوزها، نحن ننتخب مكتبنا التنفيذي للمضي، لا نؤمن بالتراجع والهزيمة".

أين مكتبكم التنفيذي أسأل "الديري" : إن كنت تقصد مكانا لا يوجد، واحدة من مشكلات واقعنا، يمكن أن يكون التنفيذي من الرئيس وستة أعضاء موزعين على جغرافيا العالم".

ولماذا لا تنتقلون لتركيا بعد نجاحكم بافتتاح فرع ومركز حريات؟. "هذه واحدة من أفضل خيارات الرابطة، إنها نقابية، ولم تقبل خضوعا سياسيا لأي طرف إقليمي أو دولي، تستقل بقرارها بزمن الضغوط والارتهان لهذا المحور أو ذاك"، الديري مجيبا على السؤال.

لا تسمح أنظمة النقابة الناشئة حديثا، 2012 بنقل ما يجري عبر صفحتها العامة للأعضاء، للخارج، فقط أخبار ونشاطات الرابطة عبر موقعها الإلكتروني متاح للجميع، لكن كثر خرقوا المتوافق عليه بإعلان" البيان رقم واحد " خرجوا من صفحة الهيئة العامة، وقالوا بحقها الكثير والقليل، لكن الرابطة بقيت في حدود التماسك الممكن، مسجلة بحضورها وشغلها، لمقعد في الاتحاد الدولي للصحفيين، شوكة بمواجهة نظام الأسد، فالسوريون مقعدان، الأول يمثله اتحاد الصحفيين في دمشق، والثاني رابطة الصحفيين السوريين، كجسم معارض، ويطرح نفسه كبديل مستقبلي.

*كورونا والدعم
"مصائب قوم عند قوم فوائد" بدت قاعدة، بمواجهة الكورونا والرابطة ومنتسبيها، فهي بمواجهة "كورونا"، وجدت الفرصة للتفكير وطرح الأسئلة العميقة، ماذا لو تراجع الدعم المالي المحدود أصلا، هل يجدر بنا طرح مبدأ الاشتراكات المالية للأعضاء، فيما نسبة عالية من منتسبيها بلا عمل أصلا، إضافة لصعوبة ذلك على بعض منتسبيها في دول اللجوء كلبنان والأردن وتركيا، و للعشرات في الشمال السوري المهدد والمحاصر.

أعدت قراءة نظام الرابطة الأساسي، ثمة فقرة تلحظ ذلك لكنها تغض النظر مؤقتا بسبب جملة المعطيات السابقة، بانتظار افتتاح المقر في العاصمة دمشق. "يحق لمجلس الرابطة المكون من المكتب التنفيذي ومجالس الفروع، اقتراح أية تعديلات، وعرضها للتصويت أمام الجمعية العامة، وإن نالت نسبة القبول المنصوص عليها تصبح سارية، هذا مؤشر لإمكانية التكيف مستقبلا، وقبول الأعضاء بمبدأ الاشتراكات، يعني استمرار الرابطة".

يقول الصحفي "ابراهيم حسين" رئيس مركز الحريات لرابطة الصحفيين السوريين. وفي إجابته على سؤال حول المقارنة مع نقابات الدول المستضيفة وهل ثمة فوارق قال: "ربما فخامة الاسم، تشعر هنا أنك سوري، صاحب قضية، تدافع عن موقف، نوعية التشاركية في القرار، حالة الجدال الفكري على صفحة الرابطة، رغم الشد والجدب، أحيانا تتعب لكنك سرعان ما تعود للشعور بأنه بيتك الذي تحب".

انتخابات وطعون روح ديمقراطية يمارسها أعضاء الرابطة، رغم قساوة الشتات السوري، فبحسب من سألتهم "زمان الوصل" فإن الإعلان عن الانتخابات وفتح أبوابها، لشغل مقعد الرئيس للرابطة، وعضوية ستة مرشحين للمكتب التنفيذي، وحتى اللحظة فإن ثلاثة كتل انتخابية، اختارت بعضها من الراغبين بالترشح، ويتنافس اثنان على مقعد الرئيس، تميزت الانتخابات بلجنة الإشراف، والنظر في الطعون المقدمة بحق المرسخين، فيما حضرت البوسترات والغرافيك والفيديو على حد سواء بمنشورات اللجنة الانتخابية، وبرامج المرشحين، "نحن أمام مشهد يستحق حضور مراقبين من الصحافة الدولية، لا يوجد قوائم لحزب البعث ناجحة سلفا، كما يجري في انتخابات اتحاد الصحفيين بدمشق، لا أحد حتى الآن يعرف إن كان سيحمل شرف تمثيل ناخبيه، أم لا، التنافس قائم، الأسئلة عميقة، يمكن للمرشح أن يتلقى وابلا من الأسئلة حول العضوية، والانتساب والطريقة المثلى، عليه أن يجيب بمسؤولية، فالكل يراقب".

*قواعد اللعبة الانتخابية
يقول الصحفي "حسام مبارك" المقيم في فرنسا مضيفا:"نحن في سابقة، سنتابع مناظرات عبر صفحة الرابطة بين المرشحين، إنها أكثر من متعة ديمقراطية، انها اشبه باليقظة، لن يمر إلا الأفضل والأكثر إقناعا، هذا مؤشر أن زمن فرض شيء على الصحفي السوري قد ولى".

قواعد اللعبة الانتخابية في رابطة الصحفيين السوريين، يحكمها عدد الأعضاء، الذين يحق لهم التصويت لناخبيهم، وقد توزعت الأعداد بين 450 عضوا بين من يحمل صفة عضو أساسي، ويحق له الترشح للانتخابات والتصويت، وبين من يحمل صفة مشارك ويحق له التصويت دون الترشح.

وكانت رابطة الصحفيين السوريين قد أعلنت قبل أيام، عن بدء استقبال طلبات الترشح من أعضائها لمنصب رئيس الرابطة وأعضاء مكتبها التنفيذي الذين سيتم اختيارهم لدورة جديدة في الأعوام الثلاثة المقبلة.

وقال رئيس اللجنة الانتخابية، سمير مطر:"إن تقديم طلب الترشح يجري عبر استمارة إلكترونية، تصل للإيميل المعتمد لكل عضو أساسي في الرابطة، تنطبق عليه شروط الترشح لعضوية المكتب التنفيذي أو رئاسة الرابطة أو كليهما معاً.مؤكدا :"اعتمدنا مبدأ التصويت الإلكتروني السري، الذي يضمن ويحقق الشفافية العالية بالانتخابات، واعتمادنا مدونة سلوك، ولائحة انتخابية، مرتكزين على النظام الأساسي الذي صوتت عليه الجمعية العامة للرابطة مؤخراً، فضلاً عن أنه يحق التصويت لأول مرة للأعضاء المشاركين الذين مضى على انتسابهم للرابطة أكثر من عام، بالإضافة إلى السماح بترشح العضو الأساسي الذي أتم الثلاثين عاماً ومضى على انتسابه ثلاثة أعوام على الأقل لرئاسة الرابطة".

أعدت مجددا الإطلالة على موقع الرابطة، إنه رصين، لدرجة الزهد، فكيف يخفي كل أوجه الحياة التي ينجزها صحفيو الشتات، مكتفيا بالإشارة لبدء إطلاق العملية الانتخابية قبل أيام.

كتبت عبارتي معلقا بأسى :"انها أكبر من انتخابات، لكنه الشتات ربما، أو سياط التهشيم، التي أكلت أجساد وأرواح السوريين، حتى وان كانوا صحفيين.

محمد العويد - زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي