غيّب الموت في اسطنبول أمس (الخميس) المعارض السوري المهندس "محمد الأقرع" السكرتير السابق لـ"حركة الاشتراكيين العرب" بعد أن صارع الموت لسنوات وهو خارج الوطن، مات مقهوراً وبعيداً عن مدينته التي أعطاها وأنكرته، وفق ناشطين.
وينحدر الراحل من قرية جوبر القريبة من "باباعمرو" وهو عضو بالمكتب السياسي لحركة الاشتراكيين العرب (جماعة أكرم الحوراني)، وكان عضواً في مجلس الشعب ممثلاً لحزبه كما كان عضواً في النقابة المركزية للمهندسين وأسس -كما يقول- صديقه المهندس "لؤي السكاف" "المركز المهني الدولي" وهو أول معهد من نوعه في حمص لتدريب الراغبين في تعلم مهنة بشكل علمي.
وأشار "السكاف" إلى أن الراحل انحاز للثورة السورية منذ بدايتها، واضطر للهجرة إلى اسطنبول والإقامة فيها بعد أن قضى شقيقه المرحوم نور الدين وابنه "يوسف الأقرع" بتاريخ 28 /9 /2012 وعدد كبير من أقاربه بعد هجوم الشبيحة على قرية "جوبر"، مضيفاً أن الأقرع "عانى في آخر سنوات حياته من مرض السرطان ومن ضائقة مالية بعد أن فقد تقريباً كل شيء في بلده.
وكشف محدثنا أن "الأقرع" كان معارضاً لنظام الأسد قبل الثورة وخاصة بعد الانشقاقات التي شهدتها حركة الاشتراكيين العرب وكان آخرها بعد وفاة "عبد الغني قنوت " واختيار النطام "أحمد الأحمد" ممثلاً للحركة في الجبهة دون الرجوع لقيادة الحركة التي اختارت "مصطفى حمدون" رئيساً لها بعد عودته من العراق إثر العدوان الأمريكي عام 2003، وكان عروبياً حيث استقبل في منزله والمعهد الذي يملكه في حي "الناعورة" وسط حمص العديد من العراقيين الهاربين من جحيم الحرب في العراق بعد الاحتلال الأمريكي.
وبدوره روى المعارض "محمود العيسى" أن "الأقرع" أُجبر على مغادرة منزله سيرا على الأقدام بداية الثورة، ولم يكن بإمكانه الخروج من الخندق على تحويلة حمص..لولا وجود زوجته "أم عبد العزيز" معه حيث اضطر للمشي في الخندق مئات الأمتار حتى وصل إلى مكان استطاعت رفيقة عمره أن تسحبه.
وسكن في "مساكن برزة" بدمشق وأصر -كما يقول محدثنا- على زيارته بعد خروجه من السجن، وغادر "الأقرع" بعدها كما غادر آلاف السوريين وركبوا المخاطر ولاحقهم الموت في البر والبحر.
وأردف أن الراحل "كان إنساناً صاحب موقف يحترم كلمته ويدفع ثمنه"، لافتاً إلى أن الراحل هو الوحيد الذي قبل بأن يدرس في معاهده اللغة الإنكليزية بعد أن رفضت كل المعاهد في حمص أن تتحمل ضريبة أن يدّرس فيها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية