ألمانيا تسبق كل دول الاتحاد الأوروبي وتنهي التعامل "الرمادي" مع حزب الله

خطت الحكومة الألمانية اليوم الخميس خطوة ستكون لها أبعادها على الملف السوري بالذات، مع تصنيف أول مليشيا إيرانية ولغت في دماء السوريين باعتبارها "إرهابية"، وإصدار أوامر واضحة بحظر جميع النشاطات المرتبطة بهذه المليشيا، وملاحقة من يناصرونها أو يروجون لها.

فقد باتت مليشيا "حزب الله" تنظيما إرهابيا بشكل رسمي، وفق ما أعلنت برلين التي تزامن إعلانها مع حملة مداهمات لأشخاص ومواقع يعتقد بانتمائهم للمليشيا.

وتأتي الخطوة الألمانية لتنهي أعواما طويلة من الرمادية في سياسية برلين تجاه هذه المليشيا، حيث كان هناك تفريق بين الجناح السياسي للمليشيا (باعتباره حزبا مشروعا وفق التصنيف الألماني) وبين الجناح العسكري للمليشيا.

وعلى هذا الأساس أصبحت المليشيا ذات التوجه والتمويل الإيراني إرهابية بكلا شقيها السياسي والعسكري، ولم يعد أحد يجرؤ على إظهار مناصرته لها أو رفع شعاراتها في ألمانيا، وإلا فإن الملاحقة القانونية ستكون له بالمرصاد.

وتأكيدا على حزمها في تطبيق القانون الجديد منذ الإعلان عنه، دهمت الشرطة الألمانية مقرات 4 "جمعيات" تدير "مراكز إسلامية" لها علاقة مباشرة بالمليشيا، وتتوضع –أي "المراكز"- في: دورتموند، مونستر، بريمن، وبرلين.

ويقدر مسؤولون أمنيون أن هناك أكثر من ألف شخص من أعضاء المليشيا الإرهابية، فوق الأراضي الألمانية.

ونهاية العام الفائت وافق البرلمان الألماني على اقتراح يحث حكومة المستشارة "ميركل" على حظر جميع نشاطات مليشيا "حزب الله" فوق التراب الألماني، لدورها الإجرامي خاصة في سوريا.

ومع إعلان المليشيا بشقيها السياسي والعسكري منظمة إرهابية، تكون برلين قد اقتفت خطى واشنطن التي تتخذ نفس الإجراء بحق المليشيا منذ زمن، وكذلك بريطانيا التي سلكت نفس الطريق في شهر شباط/ فبراير 2019.

ومع إعلان "حزب الله" تنظيما إرهابيا، تكون ألمانيا أول دولة في عموم الاتحاد الأوروبي الحالي تحسم أمرها في هذا الشأن، فيما لاتزال بقية دول الاتحاد تفرق بالتنصيف بين الجناح العسكري والسياسي للمليشيا.