أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

درعا.. رفض شعبي واسع لمطالب تجنيد الشباب للقتال في ليبيا

ارشيف

لاقت دعوات نظام الأسد وشركة "فاغنر" الروسية، الهادفة إلى تجنيد الشبان في درعا للقتال إلى جانب قوات "خليفة حفتر" في ليبيا، لاقت رفضا شعبيا واسعا من قبل مجالس العشائر أعيان المحافظة واللجان المركزية والأهلية. وأكدت مصادر لـ"زمان الوصل" أن قوات النظام وروسيا تسعى منذ شهور لتجنيد الشبان عبر المغريات المادية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، كما تحاول إيهام المطلوبين للنظام أن انضمامهم إلى المرتزقة المتوجهة إلى ليبيا سيسقط عنهم جميع مذكرات البحث والقضايا المتعلقة بتهم "الإرهاب ومحاربة الدولة والخيانة"، وهي التهم الجاهزة التي اعتاد نظام الأسد توجيهها للشعب على مدار نصف قرن.

وشددت المصادر على أن محاولات روسيا تجري عبر ممثلين عن شركة "فاغنر"، التي اجتمعت عدة مرات مع قيادات من "الفيلق الخامس" في مدينة "بصرى الشام"، كما يسعى النظام بدوره عبر رئيس المجموعة الأمنية اللواء "حسام لوقا" ورئيس فرع الأمن العسكري العميد "لؤي العلي"، الإيقاع بالشبان وتحديدا عناصر "التسويات" المطلوبين للأفرع الأمنية.

وردا على هذه المحاولات، أصدرت فعاليات مدنية أمس الأحد، بيانا رفضت فيه جميع محاولات جر الشبان للقتال في ليبيا، رافضا تحويل شبان سوريا إلى مرتزقة مرتهنين للأنظمة البائسة وشركات القتل واستخبارات العالم القذرة. وقال البيان الذي وصل "زمان الوصل" نسخة عنه: "لقد تابعت كافّة الفعاليّات بحوران وباهتمام بالغ تلك الدّعوة المشبوهة والهادفة لتجنيد شباب حوران خاصّة والجنوب عامّة ونقلهم للقتال كمُرتزقة في ليبيا".

وأضافت: "وبَعد الوقوف عن كَثَب على تفاصيل هذه الدّعوة وحيثيّاتها ومعرفة أبعادها الحقيقية ونتائجها السّلبية على حوران شعباً وتاريخا وما ستَتركُه من آثار تمتد لأمّة العرب والمسلمين وما ستسبّبهُ من زيادة في معاناة النّاس وسفك المزيد من الدماء البريئة، وبالوقت الذي يجب أن يسعى أصحاب هذه الدّعوة لإيجاد الحلول وإنهاء مشاكل الجنوب بعد أن فرضوا عليه التّسويات، نجدهم يفتعلون الأزمات والمشاكل ويغررون بالشباب ويستغلّون أوضاعهم المعيشية ليزجّوا بهم في أُتون أطماعهم ومصالحهم الضيّقة".

وأكد الموقعون على الالتزام بالطرق المشروعة في انتزاع الحقوق والمحافظة عليها، مشددين على أن "فعاليّات وأهالي حوران مجتمعة ندين ونستنكر وبقوّة تلك الدعوات المشبوهة لجر شباب حوران لقتال أشقائهم في ليبيا، والتضامن والوقوف الكامل إلى جانب الشعب الليبي المظلوم الذي فُرضت عليه الحرب بالوكالة".

ودعا الموقعون على البيان إلى وقف اقتتال الأخوة في ليبيا وتفويت الفرصة على المتعطشين لسفك الدماء، مشيرا إلى أنه "فيه من المؤهلات والقدرات ما تمكنه من اتخاذ القرارات المناسبة لعودة ليبيا أبناء عمر المختار صفاً واحداً وأن يكونوا انموذجاً للحريّة والعدل والمساواة".
وحذر البيان كافة القائمين على هذه الدعوة وحملهم عواقب هذه القرارات وكل ما من شأنه إثارة القلاقل والاضطرابات بحوران والجنوب عامة، كما حمل الجهات المسؤولة في البلاد التي تدعي السيادة ما ستذهب إلية الأمور.

وطالب البيان بموقف واضح وحازم ضد هذه الدعوات، داعيا أهالي حوران والشعب السوري الحر للتضامن معاً، والوقوف بحزم ضد هذه الدعوات المشبوهة التي تحوّل شباب سوريا إلى مرتزقة مرتهنين للأنظمة البائسة وشركات القتل واستخبارات العالم القذرة.

كما حذر "من يدّعون أنفسهم قادة ورؤساء مجموعات من تجنيد الشباب وجرّهم إلى موت محتم وذل مؤكّد وزجّهم بمعارك لا ناقة لهم بها ولا جمل"، مؤكدا أن "الظلم في سوريا ما زال قائما والحقوق ما زالت مسلوبة".

ونبه البيان أبناء درعا "المغرر بهم وهم أهل النخوة والرجولة والفروسية لرفض مثل هذه الدعوات حيث إن الغاية الأولى منها تفريغ حوران من شبابها وفلذات أكبادها ليُطبق عليها المعتدي ويعيث بها فساداً وتحويلهم لشذّاذ آفاق قتله مأجورين".

ووقع على البيان "مجلس عشائر درعا وأعيانها، ولجنة درعا البلد، ومجلس الوجهاء في المنطقة الغربية، واللجنة المركزية بالمنطقة الغربية، وعشائر وأعيان منطقة الجيدور، وعشائر وأعيان المنطقة الشرقية، وكافة فعاليات حوران داخل وخارج سوريا".

محمد الحمادي - زمان الوصل
(189)    هل أعجبتك المقالة (187)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي