أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وليمة "غرة رمضان" تتحدى "حظر التجوال" بالجزيرة السورية

نشر بعض أصحاب الولائم صورها على مواقع التواصل الاجتماعي

رغم فرض حظر التجوال في إطار الإجراءات الاحتياطية بشأن منع انتشار فايرس "كورونا المستجد" لم تغب عادة "عزيمة الغرة" بريف "الجزيرة"، ونشر بعض أصحاب الولائم صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، فما هي "عزيمة الغرة"؟!

تعتبر عزيمة "غرة رمضان" في محافظات "الجزيرة" وعلى وجه الخصوص في منطقة الخابور امتيازا حصريا لعائلات بعينها في بعض القرى فلا ينازعها عليها أحد من السكان، وتجري العادة على أن يطوف صاحب الدعوة منتصف اليوم الأول من شهر رمضان المبارك ليوجه الدعوة الشفهية لرجال القرية ويحرص على أن لا ينسى أحدا منهم.

من العادات الجميلة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وما زالت حاضرة وهذا ما أول أمس في "الحصين" بريف دير الزور الشمالي، حين أولم أبناء عائلة "الخاير" ودعوا أهالي قريتهم إلى الإفطار الأول من شهر الصيام الحالي، كما كان يفعل والدهم "أبو هلوش" على حياته كل عام.

وعادة ما تكون الوليمة من لحم الضأن (6-8 آلاف ل س حاليا) وخبز الصاج دون تحديد نوع الطبخة سواء كانت "حميس" أو مرقة بيضاء أو حمراء، حيث يفرش تحتها رغيفا كاملا في قعر الصينية ويصب الطعام فوقه، وقد تكون برغلا أو رزا مكللا بقطع اللحم الذي استبدل بالدجاج مؤخرا نظرا لموجات الغلاء المتتابعة.

ويقدم قبلها الماء والتمر واللبن سابقا وأدخلت العصائر في وقت متأخر وعلى رأسها التمر الهندي المشروب الرمضاني الشهير، والمفترض أن عزيمة الغرة أكبر ولائم القرية خلال رمضان لأنها الأولى، وسيتبعها ولائم أخرى يتناوب سكان القرية الواحدة على إقامتها بمنازلهم وفي حال تصادف وجود "عزيمتين" في اليوم الواحد يتفق الطرفان على اقتسام أحياء القرية.

وبعد الفراغ من غسيل اليدين بالصابون وماء الأباريق الموضوعة خارج المنزل لتتناسب مع العدد الكبير للحاضرين، يمعن الضيوف، وخاصة كبار السن في صفحة السماء للحكم على عمر "هلال رمضان" هل هو ابن يوم أو يومين بهدف التأكد من صحة صيامهم وهل كان هذا اليوم بالفعل "غرة رمضان"؟! وفي الغالب لا يتفقون على رأي واحد، كما هول حال الدول الإسلامية في هذه القضية!

وعندما يؤذن لصلاة العشاء يتجه الجميع إلى المسجد لأداء الصلاة المفروضة والتراويح، وقد يكون منزل صاحب العزيمة مكانها إذا لم يكن في القرية مسجدا.

زمان الوصل
(300)    هل أعجبتك المقالة (226)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي