"كف مريم" منظمة سرية عملت تحت أعين النظام أنشأها عدد من شبيحته قبل الثورة بسنوات لإحداث شرخ عميق في بنية المجتمع وتركيبته المألوفة منذ مئات السنين في مدينة "القصير" التي لطالما كانت تضم خليطاً من الطوائف والأديان.
وتضم الجمعية، التي وضع لها نظام داخلي ومهام، عدداً من الشبيحة والمخبرين وذوي الصيت السيئ في المدينة الواقعة قرب الحدود السورية اللبنانية.
ذات ظهيرة من أواخر عام 2011 اقتحم عدد من ثوار القصير" مقر "أمن الدولة" في المدينة فعثروا على آلاف الوثائق المتعلقة بالمعتقلين والمغيبين والمطلوبين وأخرى تتعلق بدراسات أمنية وملفات شائكة عن الأهالي، وإحدى الدراسات مؤرخة بتاريخ 13 شباط فبراير/2010.
وأشار مصدر فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" إلى أن الدراسة كانت تتحدث عن المنظمة المسماة بـ"كف مريم" وكان المحقق في أمن الدولة المساعد غسان الملقب "أبو حمزة" مسؤولاً عن هذه الدراسة التي تضمنت تفاصيل خطيرة تتعلق بزعزعة السلم الاجتماعي.
وكشف محدثنا أن الدراسة المذكورة أشارت إلى أهداف هذه المنظمة المشبوهة ومؤسسها وأعضائها ووظائفهم، وكان مخططها تشويه صورة وسمعة العائلات السنية في القصير بكل السبل المتاحة رداً وانتقاماً من عملية اختطاف قام بها أحد أصحاب السوابق وهو سني لإحدى الفتيات من الطائفة المسيحية.
ولفت محدثنا -وفق الدراسة التي اطلع عليها- أن العقل المدبر لهذه المنظمة وأحد مؤسسيها هو "صباح كاسوحة" الذي كان يمتلك محلات عدة في القصير إحداها لبيع الهواتف وخطوط الموبايل بأرخص الأسعار ويقوم بتدوين أرقام فتيات المدينة المسلمات بمساعدة قريبه "شريف كاسوحة" الذي يمتلك أيضاً محلاً لبيع خطوط الجوالات وتحويل الوحدات ويقوم أيضاً بتدوين الأرقام.
وتابع محدثنا أن تلك الأرقام كانت توزع على زعران المدينة للقيام بمعاكسة الفتيات وتسجيل المكالمات وإرسالها عبر البلوتوث لتنتشر بين الناس، كان هؤلاء الزعران –حسب قوله- يترصدون للفتيات أثناء خروجهن من المدارس ومنهم "وائل وشقيقه ومالك كاسوحة" و"اندريه عربش" و"كاسر كاسوحة" و"ديع حداد".
وكشف محدثنا أن من أعضاء منظمة "كف مريم" المدعو "محسن نصور" وزوجته وكانت وظيفتهما الاستفادة من علاقتهما القوية وقربهما من الأمن ومع نقيب في الشرطة يُدعى "مالك نوح" كان يتردد دائماً إلى منزلهما برفقة الثريين المتشيع "أسامة عيوش" و"خالد رعد" الملقب بـ"التس" لإحياء سهرات السكر والقمار.
وكانت مهمة نقيب الشرطة ومعاون مدير المنطقة "مالك نوح"، حسب المصدر، مساعدة الزعران إن وصلت الأمور إلى الشكوى فيقوم بتبرئة المتهمين من المسيحيين وإلصاق التهم بالسنة في حال خرجت الأمور عن السيطرة وهذا ما حصل أكثر من مرة.
ويذكر أن عدد حالات المخالفات والشكاوي والتهم بحق الجناة من الطائفة المسيحية سجلت رقم صفر عام 2009 بحسب الوثائق الأمنية المشار إليها.
ومضى محدثنا ليشير إلى أن منظمة "كف مريم" ضمت أشخاصاً آخرين من أهالي المدينة ومنهم "رابعة سمعان" وهي كوافيرة كانت وظيفتها تصوير الفتيات المسلمات وقامت بالفعل بتركيب كاميرات مخفية في صالونها، وهناك الدكتور "طارق الحارث" الذي كان بجري عمليات جراحية مشبوهة للفتيات في الحالات الضرورية، وكذلك المدرس "مالك عربش" الذي تخلى عن مهمته الإنسانية وبدأ بتشغيل منزل له بعيد عن الأنظار بالقرب من المقبرة لاستقبال الزعران والفتيات إن طُلب منه ذلك، بينما كان كل من ابني "شريف كاسوحة" المدعوين "حنا" و"باتر" اللذين قتلا لاحقا، كانا الواجهة المسلحة لأي مشاكل تحدث بين الطائفتين ليبعدوا الشبهة عن الزعران ويكونوا هم كبش الفداء لتلك الاعمال القذرة.
أما وجهاء الطائفة المسيحية في القصير من أمثال المختار "سلامة سمعان" و"انطون حداد" و"داهود كاسوحة" وغيرهم الذين لم يكونوا بالضرورة على علم بالمنظمة فكانت مهمتهم التدخل وإقامة الصلح بين الطائفتين إن خرجت الأمور عن السيطرة -كما يقول المصدر- مضيفاً أن بعض المعلومات التي كانت تأتي للشباب السنة كانت من بعض عناصر الشرطة من الطائفة السنية، بعد أن شاهدوا طريقة تعامل النقيب "مالك نوح" مع تلك القضايا ومساعدته للزعران.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية