المواطن يطارد الرغيف.. وإعلام النظام يروج لبزر (بديعة)

كعادته يتصرف إعلام النظام بعيداً عما يجري على أرض الواقع، وفيما يطارد السوريون رغيف الخبز بين الموزعين ومعتمدي البطاقة الذكية تنشر هذه الوسائل مقالات ومواد صحفية تتحدث عن الأوقات التي يقضيها المواطنون في فترات الحظر على أنها أوقت تسلية وهناء.

تلفزيون "الخبر" الموالي نشر تحقيقاً عن (فصفصة البزر) كإحدى وسائل التسلية التي يمارسها السوريون من وحي إلهام (بديعة) إحدى شخصيات مسلسل ضيعة ضايعة التي اشتهرت بفصفصة البزر في دورها، وجاء العنوان من خيالات الكاتب ووحي فلسفة النظام في التعاطي مع المصائب :(عم نفصفص بزر".. "بديعة" تلهم السوريين في حجرهم المنزلي).

وفي التوطئة للخبر ترك المحرر لنفسه أن يسرح في حال السوريين كما يراها وحده: (وبحكم أن المحال المسموح لها بممارسة عملها هي محال المواد الغذائية، وجد السوريون ضالتهم في صناعة الحلويات المنزلية، والإكثار من تناول البزورات).

أما موجبات فصفصة البزر فنقلها على لسان متسوقات حين قالت إحداهن: (إحدى المتسوقات في إحدى محامص دمشق قالت إنها تعتمد كثيراً على البزورات و المنقرشات وخاصة أن لديها أطفال “ودائماً يطلبون ما يسليهم في المنزل).

وبرغم انعدام الكهرباء في اليومين الأخيرين فنقل الكاتب عن أحد المواطنين (بفترة المساء تجتمع العائلة .. أنا وأطفالي.. نشاهد الأخبار وبعض الأفلام والمسلسلات والبزر سعره مقبول ومناسب للسهر).

ومن ثم يأتي دور بديعة الملهم في التحقيق على لسان إحدى السيدات: (أصبحنا نستهلك كميات إضافية من (البزر والفستق والمنقرشات) منذ بدء فترة الإجراءات الاحترازية، وخاصة يومي الجمعة والسبت كون فترة الحظر أطول، مضيفةً من باب الطرفة: (مسلسل ضيعة ضايعة ألهمنا وبديعة صار في منها بكل بيت).

أما عن أسعار البزورات في السوق السورية فهي كالتالي وفق ما رصدها التحقيق:(البز الأسود 3000 ليرة - دوار القمر 3000- والبزر المصري 3000 - الفستق المدخن 4000 – فستق العبيد 3500- المنقرشات الأخرى تبدأ الأوقية بـ250 وتصل لـ800 ليرة حسب النوع).

التعليقات على الخبر أفصحت عن الفصام الواضح لإعلام النظام الذي يقف بعيداً عن هموم السوريين وويلاتهم فعلق أحدهم: (اليوم في عالم ما معها ثمن ربطة خبز حتى يكون معها ثمن كيلو بزر)..ورد عليه آخر: (مافيني علق لأنو حبة البذر بتمي).