أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحياة تتجدد في مدينة "الأتارب" بعد عودة أهلها

من الأتارب - جيتي

عاد مئات المدنيين إلى منازلهم من سكان مدينة "الأتارب" الواقعة بريف حلب الغربي شمال سوريا، وذلك عقب الاتفاق (التركي – الروسي) في بداية شهر آذار/ مارس من العام الحالي.

وأدى التصعيد العسكري لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها بدعمٍ جوي روسي إلى نزوح مئات الآلاف المدنيين من سكان ريف حلب الغربي والجنوبي وريفي إدلب الشرقي والجنوبي، إثر الحملة العسكرية الأخيرة وشن مئات الغارات الجوية والصواريخ الفراغية وقتل عدد كبير من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، حيث تعتبر مدينة "الأتارب" من أكبر المدن التي بقيت تحت سيطرت المقاومة السورية بريف حلب الغربي، والتي تبعد عن خطوط التماس مع قوات الأسد بمسافة 4 كم وهو الفوج "46" والتي سيطرت عليه قوات الأسد مؤخراً ضمن الحملة العسكرية.

وقال الناشط الإعلامي "حمزة اليوسف" وهو ناشط إعلامي من المدينة لـ"زمان الوصل": "منذ حوالي العشرون يوماً الماضية بدأت العودة التدريجية لأهالي مدينة الأتارب إلى منازلهم، حيث شهد الأسبوع الأول عودة 30 عائلة فقط، ومع الأسابيع التي تلتها شهدت المدينة عودت أكثر من 200 عائلة، ولاتزال بعض العوائل تتوافد إلى منازلها".

وأضاف "اليوسف": "هناك بعض العوائل التي كانت نازحة إلى مدينة الأتارب وهم من ريف إدلب الشرقي وحلب الغربي، أيضاً بدأت بعض العوائل بالعودة إلى منازلهم التي نزحوا منها مؤخراً داخل المدينة".

ونوه "اليوسف": "نسبة الدمار توزعت على عدة أحياء داخل المدينة وتُقدر بنسبة 40%، حيث كان أكثر الأحياء تضررٌ الحي الجنوبي الغربي من المدينة، إضافةً لنسب دمار وسطية ضمن السوق الشعبي، وأضرار مادية كبيرة في المحال التجارية، حيث أيضاً تعرضت بعض تلك المحال إلى السرقة من قبل ضعاف النفوس".

وأردف "حمزة" قائلاً: "بالنسبة للحياة الاجتماعية، هناك بعض الأسواق بدأت بعملها ولكن بشكل ضئيل بسبب القصف الذي تعرضت له، ولكن بالنسبة للخضار ومحلات بيع المواد الغذائية هناك بسطات في عدة أحياء ومحال تفي بالغرض وتُخدم المدنيين العائدين إلى المدينة، إضافةً لتشغيل الفرن الآلي وعودتهم للخدمة وتوزيع الخبز بشكل متوفر للمدنيين المتواجدين داخل المدينة، إضافةً للمعتمدين الذين كانوا سابقاً يوزعون في عدة مناطق متفرقة، أما المياه فحتى اللحظة لم يتم ضخ المياه من الشركة للأحياء، ولكن حالياً يتم شراء المياه عن طريق الصهاريج، ويوجد داخل المدينة الآن خمسة مولدات تعمل على تزويد منازل المدنيين بالكهرباء في عدة أحياء".

وأشار "اليوسف" إلى أن "فرق الدفاع المدني بدأت منذ 15 يوماً بإزالة الأنقاض، وفتح الطرقات نتيجة الغارات والصواريخ التي أحدثت دمارً هائلاً في الطرقات الرئيسية من المدينة، كما ساعدت الفرق معظم الأهالي بإزالة الركام من منازلهم ومن معظم الأحياء التي تعرضت للقصف، حيث أن الدافع الذي شجع المدنيين وأعطاهم الطمأنينة على عودتهم لمنازلهم، هو تواجد مركز الدفاع المدني على أطراف المدينة، إضافةً لتواجد العديد من النقاط الطبية تزامن مع عودة الأهالي إليها".

الجدير بالذكر أن مدينة "الأتارب" ومعظم قرى وبلدات ريف حلب الغربي والجنوبي تعرضوا لقصف عنيف وبشتى أنواع الأسلحة في شباط / فبراير من العام الحالي، وذلك إثر الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية واللبنانية بدعمٍ جوي روسي، بغية السيطرة على مناطق أكثر وتسع خارطة السيطرة لديهم، إلا أن الاتفاق "التركي – الروسي" نص على إيقاف العمليات العسكرية وتسيير دوريات مشتركة على الأوتوستراد الدولي (حلب – اللاذقية)".

محمد كركص - زمان الوصل
(272)    هل أعجبتك المقالة (260)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي