أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

غوتيريش VS كوفيد.. 7/0 في 55 ثانية فقط

الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" - جيتي

*"بتوقيت كورونا".. مفارقات وغرائب ترصدها "زمان الوصل" في زمن الفيروس العتيد العنيد


لست متيقنا مما إذا كان سعادة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" يهوى الرياضة، ويلاحق على سبيل المثال أخبار مواطنه البرتغالي كريستيانو رونالدو، وهو يقود "جوفنتوس"، ولكن ما أنا متيقن منه بالدلائل الملموسة أن  شباك "سعادته" تلقت 7 أهداف "نطيفة" في مباراة خاضها ضد (VS بمصطلح الرياضة) كوفيد، الفيروس العتيد العنيد.

وقبل أن ندلف إلى تفاصيل مباراة الأمين العام ضد كورونا، وحيثيات هذه الخسارة الثقيلة رغم قصر مدة المنازلة، يهمنا أن نشير إلى أن رئيس أكبر منظمة على سطح الكوكب ارتكب "فاول" خطيرا، لو ارتكبه غيره من سكان الأرض فلربما تولت "الأمم المتحدة" بنفسها نقده وتوجيهه لعدم تكراره، ولكن "ذنب فرفور مغفور"، وهذه عبارة براءة اختراعها عربية، ولذا يصعب علينا أن نترجمها لـ"غوتيريش" بالبرتغالي ولا حتى بالإنجليزي.

فداحة الخسارة لم تأت فقط من قصر مدة المباراة التي لم تتجاوز 55 ثانية، بل -وهو المحزن- من أن جميع الأهداف التي استقرت في شباك "سعادته" وشباك منظمته بالتالي، إنما سجلها "غوتيريش" على نفسه، وبمراقبة وتصديق الأمم المتحدة.. فكيف حدث ذلك.

مؤخرا، أطلق الأمين العام تحديا ضد كورونا، كان قوامه صنبور ماء وعبوة صابون سائل ومنديلا ورقيا، واستمر التحدي 55 ثانية هي مدة المقطع الذي صوره "غوتيريش" لنفسه وهو يحارب "كوفيد"، وبغض النظر عن "الفاول" الكبير الذي تحدثنا عنه، وجسده فتح "سعادته" صنبور الماء عن آخره، مستهلكا كمية تكفي لغسل أيادي 10 أو 20 شخصا، فإن نتيجة المباراة جاءت مخيبة للآمال، ولم يكن ذلك ناجما قوة كورونا بل عن ضعف خصمه.

فالماء الذي استعمله "الأمين" على شؤون أمم العالم وهدر منه كميات معتبرة في حربه ضد الفيروس، هو نفس الماء الذي تورد منظمة الأمم في موقعها الرسمي وبالأرقام، الحقائق التالية حوله:
1. ربع المنشآت الصحية (واحدة من كل 4 منشآت) في العالم تفتقر إلى خدمات الماء الأساسية، وكذلك حال ثلث المدارس الابتدائية حول العالم، ما يؤثر على حياة أكثر من ملياري شخص.
2. نحو ثلث سكان العالم (3 أشخاص من 10) يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب، وضعف هذا العدد (6 من 10 أشخاص) يفتقدون خدمات الصرف الصحي.
3. قرابة 40% من سكان الأرض يعانون من مشكلة ندرة المياه، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة تباعا، في ظل وجود 1.7 مليار إنسان على أحواض أنهار مستنزفة (سحب المياه منها يفوق غزارتها).
4. أكثر من 80% من مياه الصرف الناجمة عن الأنشطة البشرية، يتم تصريفها في الأنهار أو البحر دون إزالة التلوث منها (يعني تهديد ما تبقى من مصادر المياه الصالحة وتحويلها إلى مياه ملوثة غير قابلة للاستخدام البشري).
5. ألف طفل يموتون يوميا (أي نحو 365 ألفا سنويا)، نتيجة أمراض ناجمة عن نقص أو تلوث المياه، وانعدام خدمات الصرف الصحي.
6. نحو 70% في من مياه الأرض الواردة من الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية يتم استخدامها في ري المزروعات.
7. هناك 2.4 مليار شخص يفتقرون إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، حتى المراحيض، حيث لا يزال هناك 892 مليون شخص يقضون حاجتهم في العراء.

لمزيد من الاطلاع على الحقائق السبع (الأهداف السبعة التي سجلها الأمين العام في شباكه وشباك منظمته)، يرجى الرجوع إلى الرابط الرسمي لبرنامج "أهداف التنمية المستدامة" التابع للأمم المتحدة، علما أن هذه النتيجة القاسية (0/7) جاءت مع "الرحمة" كما يقول بعض معلقي المباريات، حيث لم نستعرض بعد أرقام الفقر المحيق بالعالم والتلوث والحروب و...، التي تجعل نسبة المحرومين من شروط النظافة وفي مقدمتها الماء النقي، في ازدياد.

وأخيرا، يقال إن سعادة الأمين العام سجل هدفا "ملعوبا" في شباكه وشباك الأمم المتحدة وهو يقارع "كوفيد" بالماء والصابون، ولكن الهدف لم يحتسب لأن صافرة النهاية أعلنت أن "3 مليارات شخص من سكان الكوكب ليس لديهم مرافق أساسية لغسل اليدين بالماء والصابون".. وهكذا بقيت النتيجة (0/7) مع "الرحمة"، وخرج الجمهور مناديا: يا سعادة الأمين العام وين رايح بها الزحمة!

زمان الوصل
(162)    هل أعجبتك المقالة (153)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي