أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أفضل بـ50 مرة.. بثينة شعبان تسترسل في فوائد "كورونا"

شعبان - أرشيف

في زاويتها المعنونة (لحظة حقيقة) كتبت بثينة شعبان متسائلة عن زمن كورونا وهل سيكون له فوائد، وكعادتها ستلوي عنق الواقع في نظرتها الاستشرافية التي اعتمد عليها بشار الأسد، وأوصلت سوريا إلى خرابها المقيم.

بدأت شعبان زاويتها بالحديث عن اختلاف مواعيدها وتغير برامجها في زمن كورونا، ثم انتصارها على الحجر الطوعي بالقراءة: (وجدت أنه لدي وقت أفضل للقراءة والكتابة والتفكّر بمواضيع كنت أتمنى أن أخصص لها بعضاً من وقتي وأن أصل إلى استنتاجات ما بصددها).

أسبوع التأمل قاد بثينة شعبان إلى ألأسئلة المذهلة والخطيرة: (هل يمكن أن يكون زمن كورونا، رغم كل ما جلب لنا من الكوارث والفقد والخوف والمرض، هل يمكن أن يكون له فوائد ما في بعض جوانبه؟).

من هذه الأسئلة الوجودية: (هل كانت تلك السرعة في أسلوب الحياة مجرد محاكاة لاشعورية للسرعة التقنية التي يستخدمها الإنسان دون التوقّف والتفكّر بما يحتاج وما لا يحتاج، وبما هو مفيد وما هو غير مفيد؟ هل انساقت البشرية وهي راكضة في مضمار التنافس على استحواذ الأشياء دون أن تتأكد فعلاً ما هو الضروري من غير الضروري؟). بعد إجاباتها عن تأثيرات الحياة السريعة قبل كورونا على الأسرة تنتقل إلى التأثيرات الاقتصادية والسياسية لكورونا وخصوصاً التهويل الغربي ضد الصين: (كورونا كشف وبشكل لاريب فيه أن الفوقية الغربية لا محلّ لها بعد اليوم بين الدول وأن الوقت قد حان ليتخلّى مستعمرو الأمس عن عنجهيتهم واستهانتهم بالشعوب الأخرى). ثم تبدأ الأسئلة الأكثر جدية وعمقاً: (فمن كان يصدّق قبل شهرين من اليوم أن الصين وروسيا سوف تتسابقان لإنقاذ إيطاليا من هذا الوباء، بينما لم تفعل ألمانيا أو الولايات المتحدة شيئاً لمساعدة عضو في الاتحاد الأوروبي؟).

أيضاً لا بد من حصة لتساؤلات الاستخفاف بالغرب الذي يدعي القوة: (من كان يصدّق قبل أشهر أن إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا ستُظهر العجز الذي أظهرته في المعدات والتجهيزات الطبية، وأن الولايات المتحدة لا تمتلك 1% من أجهزة التنفس التي قد تحتاجها لمواجهة كورونا؟ هل قوة هذه البلدان مازالت قوة عسكرية فقط مجهزة لاحتلال أراضي الغير ونهب ثرواتهم دون أن يكون التركيز الأول والأساسي هو صحة ورفاه هذه الشعوب؟).

أما الاستنتاج الكبير فيأتي في السؤال التالي لمستشارة الأسد: (من هنا انطلقت الأسئلة حول طبيعة الحكم في هذه البلدان وما إذا كانت أولوياتها تركّز على صحة مواطنيها أم على الحفاظ على ثروات الـ 1% من الناس الذين يمتلكون معظم ثروات وخيرات هذه البلدان؟).

أما السؤال الذي يفضح الغرب وديمقراطيته الواهية: (ولا شك أيضاً أن هذه الأسئلة وغيرها أكثر سوف تتدحرج لتتناول كنه الديمقراطية الليبرالية في الغرب وما إذا كان هذا النظام هو الأنسب للبشرية، أم أن الحاجة أصبحت ملحّة اليوم لإيجاد نظم تعبّر فعلاً عن مصلحة الإنسان وتوقه وتوجهاته وخيره وصحته)..بالتأكيد نظام الأسد وسيده بوتين هما الأفضل؟.

ومن هنا يمكن الانتقال إلى كذبة الانتخابات وحرية الاعلام: (لم يعد كافياً أن يتحدث البعض عن نظام الانتخابات وحرية الإعلام خاصة وأن الانتخابات في معظم هذه الدول تموّلها شركات أو أثرياء يتحكّمون بعدها بالقرار السياسي وأن حرية الإعلام برهنت على أنها وهم كبير بعد أن اكتشفنا جميعاً زيف الإعلام المضلّل والأكاذيب الممنهجة التي روّجها الإعلام الغربي).

ولا بد من استثمار هذا التسلسل البديع لهذه الأسئلة: (خاصة منذ أحداث الحادي عشر من أيلول وغزو أفغانستان وغزو العراق والربيع العربي والحرب الإرهابية على سورية والحرب على اليمن إلى حدّ الآن، إذ أن أي مراجعة حقيقية لأي من هذه الأحداث يكشف عمق الزيف الذي مارسته وسائل الإعلام الغربية كي تبرّر لجماهيرها ما قرّرت حكوماتها القيام به عدوان موصوف على هذه الدول لا مبرّر له على الإطلاق سوى استخدام القوى العسكرية لنهب ثروات هذه البلدان وتحويلها إلى دول فاشلة خدمة للمخطط الصهيوني في المنطقة).

النكتة الكبيرة هي ما وصلت إليه استرخاءة شعبان التأملية: (أن المؤشر الحقيقي لعدالة وكفاءة النظام السياسي يجب أن تكون كرامة الإنسان وحريته وصحته وسعادته وتكافؤ الفرص بين أبناء البلد الواحد وليس قدسية الانتخابات والتي نرى بأم أعيننا كيف يتم استغلالها وتوجيهها من قبل الـ 1% كي تكون النتائج كلها في خدمة تراكم وزيادة ثرواتهم على حساب الفقراء).

ألا تتحدث "شعبان" هنا عن نظام تعيش فيه وتعرفه جيداً؟. تنهي الرفيقة "شعبان" دورتها الفلسفية بالاستنتاج الأكثر ذكاء: (قد يكون زمن كورونا هو لحظة الحقيقة التي يتوجب علينا جميعاً أن نعيَها وأن نعيشها وأن نفهم مقتضاها لأنها قد تكون لحظة البداية لمرحلة عالمية جديدة).

المعلقون على المقال تهكموا على استنتاجات المستشارة: (لا تعليق لأني مالي خلق كمل قراءة هالمنشور الأطول من سور الصين)..بينما اكتفى أحدهم بتذكير المستشارة بمقولتها عن تحسن الاقتصاد السوري بعد الحرب: (هاي بتعرف كلشي أسم الله عليها ..بس المهم تكتب ...أحسن ب 50 مرة).

ناصر علي - زمان الوصل
(154)    هل أعجبتك المقالة (154)

حفيد صلاح الدين

2020-03-31

لسان الثعبان وليست بثينة شعبان.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي