اعتبر المفكر العربي عزمي "بشارة" أن "تسييس الأوبئة الفيروسية واستغلالها في ترجيح موقف سياسي هو مركب من الجهل وقلة الضمير".
وقال في سلسلة خواطر عن فيروس "كورونا" نشرها على صفحته في "فيسبوك" إن الأوبئة عبر التاريخ كانت من أسباب وقف الحروب منذ التقارير الأولى عن حرب "البليبونيز" التي كانت فيها أثينا على شفا الانتصار قبل أن يضربها الوباء (يقال الطاعون ولكن لا نعرف).
وربما كانت الحمى المسماة خطأ الإسبانية (فربما كان مصدرها أصلا المعسكرات الإنكليزية المكتظة في فرنسا أو حتى الولايات المتحدة) من أسباب وقف الحرب العالمية الأولى، بحسب "بشارة".
إلا أن نظام الأسد في سوريا، على حد وصف "بشارة"، يواصل حربه على شعبه، وسوف ينتصر على الفيروس كما انتصر على "جراثيم الإرهاب"، مشيرا إلى أنه "قد يختار الرد على الفيروس (في الزمان والمكان المناسبين)"، مضيفا: "كل شيء وارد في هذه المنطقة المنكوبة المصابة في روحها وجسدها".
وفنّد مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تطورات انتشار الفيروس مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام وردود الأفعال المختلفة، بطريقة علمية منتقدا "نظرية المؤامرة" و"وباء الجهل الناطق" مستخدما وسائل الاتصال والتواصل.
وفي ما يلي الخواطر الثلاث التي نشرها الدكتور "عزمي بشارة" على صفحته ننشرها تعميما للفائدة من تحليل منطقي بعيد عن التشنجات في زمن أحوج ما تكون إليه البشرية جمعاء إلى التكافل لمواجهة "زمن كورونا":
*خواطر في زمن كورونا ولأزمنة أخرى:
1. تبدأ مشكلة "نظرية المؤامرة" في التسمية، فهي ليست نظرية بل تفكير خرافي يفسر كل ظاهرة بقصة، حكاية ... تماما مثل الأساطير.
2. من الطبيعي أن يوقظ وباء فيروسي ظاهرة إنسانية أخرى تجعل منها وسائل الاتصال وباءً شديد العدوى، ألا وهو وباء الجهل غير الصامت، الجهل الناطق، المدّعي.
3. تسييس الأوبئة الفيروسية واستغلالها في ترجيح موقف سياسي هو مركب من الجهل وقلة الضمير.
4. ومن مظاهر هذا المركب الانقسام حولها بموجب محاور سياسية مثل امتداح الصين الاشتراكية (هي في الحقيقة رأسمالية ذات نظام حكم ديكتاتوري شمولي، أي تجمع "المجدَيْن" الرأسمالية والديكتاتورية)، وذم الدول الرأسمالية الديمقراطية، إيطاليا وإسبانيا نمادجًا.
5. الصين مصدر الوباء، وهذا لا يبرر تسميته العنصرية الترامبية بالفيروس الصيني فهو بيولوجي وليس صيني؛ مثلما من الخطأ الاستمرار في تسمية انفلونزا بداية القرن الماضي بالانفلونزا الإسبانية. ولكن تستر الصين على الوباء مدة طويلة أسهم بانتشاره خارج الصين أيضا. ولم تكتف بذلك، بل عاقبت الطبيب الذي حذر منه ومن تفشيه.
6. يحسب للصين سرعة ضبط الأوضاع ومحاربة الانتشار في بلدها. ولا يُنسى أن قدراتها الهائلة غير المتوفرة للكثير من الدول أسهمت في الأمر، وكذلك سهولة تنفيذ الأوامر والتحكم بالسكان فيها. في هذه الحالة يصبح الانضباط شبه العسكري، والتنفيذ بصمت وخضوع، الذي يميز النظام الشمولي "فضيلةً".
7. الدول الديمقراطية تأخرت في أخذ الوباء بالجدية اللازمة وهذا يحسب عليها وليس لها. ولكن ترددها في فرض منع التجوال والتحكم بحياة المواطنين واستخدام المناشدة في البداية بدلًا من الأوامر، وغيرها من المعوقات هي من مزايا "نوعية الحياة" الأفضل في المجتمعات في غير ظروف الطوارئ. الأنظمة السياسية لا تقيم بموجب سلوكها في حالات الطوارئ، خلافا للبشر الذين غالبا ما يظهر جوهرهم في حالات الطوارئ. علينا أن نميز بين طبيعة الأنظمة وطبيعة البشر. ولكنه، على كل حال، درس كبير لها أن تكون مستعدة لمثل هذه الحالات.
8. ينسى كثيرون في خضم المقارنات أن ارتفاع نسب الوفيات في شمال إيطاليا لا يعود فقط للإهمال وعدم الاستعداد الكافي، بل أيضا لارتفاع معدل الأعمار فيها ولارتفاع نسبة المسنين الأكثر تعرضا لمضاعفات الوباء. فنسبتهم مرتفعة في المناطق المتطورة اقتصاديًا وصحيًا.
9. ليس أمام الدول التي لا تتوفر لديها قدرات أميركا وأوروبا ولا قدرات الصين واليابان سوى أن تعمل ما في وسعها في الوقاية بالحجر وغيره بالاعتماد على توعية المواطنين وتضامنهم، بانتظار ان يكتشف غيرها اللقاح. فهل تفعل ما في وسعها فعلا؟
10. التنافس الحر الذي يتيحه المجتمع الحر واقتصاد السوق أساس الكثير من الابداع في الفكر والعلم والإنتاج. ولكن من سيئاته إخضاع صحة البشر له، بما في ذلك إنتاج الأدوية واللقاحات. إن الاستثمار بهدف الربح في صناعة الأدوية واللقاحات هو من معيقات تطوير لقاح سارس وكورونا وغيرها، مثلما كان وما زال من معيقات اكتشاف علاج أو علاجات للسرطان. فالاستثمار الرأسمالي يركز على الأدوية واللقاحات الأكثر استخداما وذات العائد المالي السريع. وهي تتنافس حاليا على اكتشاف لقاح كورونا لأنه جاذب للاستثمار من طرف الدول المعنية به لأسباب اجتماعية صحية غير ربحية، ورأس المال الذي يستثمر بهدف الربح.
11. النظام الرأسمالي قائم في روسيا والصين مثلما هو قائم في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن الحرية السياسية والفكرية التي تتيح الإبداع قائمة في الدول الديمقراطية.
12. طيبة بعض الناس وطبيعتهم الخيرة تظهر في المخاطر والأزمات، ويقمع الخوف طيبة البعض للأسف مثلما يظهره عند البعض الآخر. ولكن ثمة أفراد لا يظهرون أي جانب خير في الأزمات لأنه ليس لديهم مثل هذا الجانب أصلا. ومنهم ترامب. فقد تجاهل الوباء بداية واستخف به، وسخر منه في مسلك رجولاني "ماتشوي"، ثم أصيب بالرعب من فقدان الأصوات فقام بخطوات مثل: استغلال الخوف من الوباء لتحويله إلى كراهية ضد الأجانب (الصين)، الدخول في منافسة طفولية مع الأوروبين: "من أسرع؟" و"من أفضل؟". حالته لا علاج لها حتى بعد إيجاد علاج لكورونا.
13. عسى أن تعبر البشرية هذه المحنة بسلام وبأقل خسائر ممكنة، وأن نتعلم منها بعض الأمور. وقد أتيحت لبعضنا فرصة العمل من البيت والاهتمام بالعائلة، والقراءة أكثر والتأمل وغيرها. وتعلم بعضنا تقدير من يعملون على تخفيف معاناة الآخرين. وتعلم كثيرون مواجهة التحدي بالتعاطف والتآلف والمحبة. ونأمل أن يتعلم آخرون أمورا مثل ضرورة الاستثمار في أمور غير آنية وغير ربحية وبعيدة المدى مثل تطوير لقاحات لأوبئة قد تحصل، وتجهيز المستشفيات والطواقم الطبية عددا وعدة لطارئ كهذا، وأيضا لمخاطر غير مرئية أخرى مثل تلوث البيئة. ونأمل أن يتعلم كثيرون من هذه المحنة أن البشر متشابهون أكثر مما هو مختلفون، وأننا بمعان كثيرة على نفس السفينة.
*خواطر من زمن كورونا ولأزمنة أخرى (2)
1. التفكير بمصير الإنسانية في زمن الوباء لا ينفصل عن القلق على الناس الذين تحبهم والتفكير بمصائر من لم تعد على صلة مباشرة بهم. لا تعود مفاهيم مثل الإنسانية والعالم والبشرية مفاهيم مجردة. أنت مهتم فعلا وعينيا بأحوال كل بلد، القريب والبعيد، أصبحت أرقامه التي تهمك هي عدد المصابين فيه، وعدد الوفيات، والإجراءات التي يتخذها، وسلوك المجتمعات المختلفة حيال الوباء.
2. حضور الموت المستمر في الفضاء الذي لم يعد ينفصل فيه المجال الخاص عن العام كثيرا يهمش مواضيع أخرى مهمة.
3. الوباء يعيد الدولة، حتى بالنسبة لأولئك الذين أخطأوا في نعي الدولة، وكل منظري ال"ما بعد" على أنواعهم. في الأزمات يتطلع الناس إلى الدولة. إنها المرجع، الإطار الوحيد المنظم القادر على التصدي. هي التي تقرر الإجراءات ومدد الإغلاق ومنع التجول. هي التي تحدد الميزانيات المخصصة لمكافحة المرض. حدودها هي المرجع في تصنيف "نحن" و"الآخرين". أول ما يهمك هو أرقام المصابين والمحجورين والمعالجين في الدولة، وعدد الفحوص التي أجريت، وعدد المتعافين، وعدد الأسرة وأجهزة التنفس في مستشفيات الدولة التي تعيش فيها.
4. لكنك لا تعرف كيف تميز الخطوات المتخذة ضد المرض هل هي مدروسة فعلا، أم ناجمة عن عجز، أم استجابة لضغوط الرأي العام. كما أن الوباء العالمي يبين نسبية الحدود، وتواضع إمكانيات الدولة.
5. لا تتوقف هنا، أنت تتابع ما يجري في العالم أجمع. ولأول مرة تهتم بمتابعة يومية لتقارير منظمة دولية ومؤتمراتها الصحفية.
6. أنت تدرك أن خطوات الدولة وإجراءاتها تشبه خطوات دول أخرى. أصبحت هناك مدارس دولية في التعامل مع المرض. يحيرك أن وسائل الإعلام تميل إلى المقابلة بين تطرفين: الصين وإيطاليا، مثلما تقسم الدنيا عادة في السياسة والرياضة. ويحيرك إعجاب البعض بالصين التي تستّرت على المرض وأسهمت بانتشاره في تسترها هذا، وأن نموذج كوريا الجنوبية الأنجح لا يثير اهتمام أحد سوى منظمة الصحة العالمية التي تبنته.
7. أنت تتابع أبحاث العلماء في مختبرات دول أخرى وقارات أخرى وتجاربهم بشأن اللقاح والعلاجات. (التي ينتظر نتائجها أيضا من يكفّر الباحثين والعلماء، مثلما استفاد من منتجاتهم في السابق، ومثلما يفعل ذلك الآن عبر أجهزة ووسائل تواصل أنتجها هؤلاء الكفار). ستتواصل القطيعة والتنافر الإدراكي بين التفكير والممارسة. فهذه أمور لا يحلها التعامل مع الوباء.
8. أنت حانق على شخص مثل ترامب ما زال سلوكه يدل على أنه يعدُّ شخصَه هو الموضوع الوحيد، وبعده بمسافة طويلة جدا تأتي أرقام البورصة موضوعه المحبب، والذي لا يفقه فيه شيئا أيضا.
9. أخيرا تنمّطت الأكاذيب والشائعات حول الوباء، أصبحت تعرف ما يفضل أن تقرأه، وما عليك أن تتجنب حتى إلقاء نظرة عليه. ثمة مرضى بهوس لفت النظر وطلب الإعجاب والاعتراف بواسطة نشر الصور المزيفة والشائعات لا يوقفهم لا وباء ولا حرب عالمية، وعلى نحو متناقض حتى الوباء لا "يعالج" المرض الذي ابتلوا به.
10. تفكر باستمرار في عقم التفكير المتواصل بالتعقيم. ماذا عقمت؟ وماذا نسيت؟ وقبل ماذا وبعد ماذا؟ وما فائدة كل التعقيم الذي قمت به إذا لم تفطن إلى تعقيم نظاراتك طوال الأسبوعين الأخيرين؟
11. وشيء واحد يعيق تركيزك، فشلك في تحويل حركة اليد إلى الوجه إلى حركة إرادية، فشلك أن تعيها وتدركها. أنت عاجز عن التحكم بها مهما حاولت. وعندما تفكر بها يبدأ موضع في وجهك (مختلف في كل مرة) بالإلحاح أن تحكه بيدك، وكلما صمدت في امتناعك عن لمس وجهك تمادى في الإلحاح، وأخيرا يصبح كلي الحضور لا يحررك منه إلا قيامك من مكانك لكي تعقم يدك وتحكه أو تفركه بعصبية المنتقم، هذا إذا لم تقم بعشر حركات لا إرادية إلى وجهك في طريقك إلى المعقم.
*خواطر في زمن كورونا ولأزمنة أخرى (3)
1. كثر أنبياء الغضب الذين يحمّلون التطور و"التقدم" ونمط الحياة المعاصر المسؤولية حتى عن الوباء. يمكن تحميل التقدم والتطور المسؤولية عن قضايا البيئة، وكذلك الحروب الحديثة المدمرة، وصولا حتى إلى الأمراض النفسية واغتراب الفرد في المجتمع وأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول. والقائمة طويلة، فاختر ما شئت! لكن الأوبئة ليست ضمن القائمة. عرفت الحضارات السابقة الأوبئة المميتة المدمرة بمقاييس لا يمكن تخيلها (الطاعون، والتيفوس، والكوليرا، والحمى الصفراء والقائمة طويلة أيضا)، ولم يكن ثمة طب أو علم أو مجتمعات منظمة في دول. اجتاحت الأوبئة المؤرَّخ لها بالتفصيل قارات بأكملها منذ الطاعون في القرن الرابع عشر عدة مرات من دون طائرات وقطارات، فحتى الذباب أسهم في نقله، فضلا عن البعوض والجرذان. حصدت الأوبئة حياة الناس المرعوبين من هذا المجهول الذي بدا عقابا إلهيا. حتى المشعوذين والكهنة هربوا، وخلت مدن ومناطق كاملة من الحياة، ولم يبق في حالات كثيرة من يدفن الأموات. أما في عصرنا فأصبحت الأوبئة أكثر ندرة وأقل فتكا، وذلك بفضل العلوم النظرية والمخبرية والطب وما أنتجته من لقاحات وعلاجات، والمجتمع المنظم، وعوامل كثيرة متداخلة تتعلق بتطور الإنتاج والنظافة والسكن وعادات البشر الصحية، فازداد عدد سكان الأرض وطالت أعمارهم بتناسب طردي مع التطور الاجتماعي الاقتصادي، وقلت وفيات الأطفال، وتحسن الغذاء والدواء. وقد يعتبر البعض هذه الأمور لعنة أيضا، ولكن هذا موضوع آخر.
2. نضيف إلى الخاطرة الأولى "والله أعلم".
3. قلبي ليس مع الفلاسفة الذين سنحت لهم فرصة للاستفراد بجمهور أصبح أقل انشغالا وأكثر عرضةً للتأملات عن معنى الموت، فليس للموت معنى، والأجدى أن يفكر الفرد في معنى لحياته، وليس في معنى الحياة. لا أتعاطف مع الغاضبين الذين يقومون بمقارنات تاريخية خارج السياق التاريخي (أي غير تاريخية)، وليس عندي سوى الضجر والسأم لناشري الشائعات على أنواعهم (مع الفارق الكبير بينهم وبين من سبق ذكرهم). قلبي مع الأطباء والممرضات والعاملين في المشافي، والعاملين في الزراعة وقطاعات الإنتاج ومحطات توليد الكهرباء وشركات المياه والاتصالات، ونعم العاملين في الشرطة والأمن الوطني (اسمحوا لي هذه المرة!)، والإعلاميين الذين يؤدون دورهم، والمتطوعين، وغيرهم كثيرين.
4. سوف تضطر الدول قريبا إلى التفكير بجدية بطول مدة الإغلاقات على أنواعها، فسوف تظهر تداعيات تعطيل مرافق تبدو لأول وهلة غير حيوية على العمل والإنتاج في المرافق الحيوية التي ما زالت عاملة؛ فمن المرجح أن يحصل تشويش في إسناد المرافق الحيوية، ومنها الصحية، وتزويدها بما تحتاجه من غذاء ومعدات ودواء وغيرها. ولا أتحدث عن الآثار على الاقتصاد الكلي، فهذه قصة أخرى، بل عن الأثر الفوري المباشر على حياة الناس التي تهدف الإجراءات إلى حمايتها.
5. أفكر بالمرضى المصابين بأمراض خطيرة غير كورونا الذين، في زمن كورونا الذي لا شريك له، سوف يخجلون بعد قليل من التصريح بذلك، أو حتى طلب الطبيب حين يتألمون وسوف يترددون كثيرا قبل ألتوجه إلى مستشفى حين يصابون بنوبة.
6. كانت الأوبئة عبر التاريخ من أسباب وقف الحروب منذ التقارير الأولى عن حرب البليبونيز التي كانت فيها أثينا على شفا الانتصار قبل ان يضربها الوباء (يقال الطاعون ولكن لا نعرف). وربما كانت الحمى المسماة خطأ الإسبانية (فربما كان مصدرها أصلا المعسكرات الإنكليزية المكتظة في فرنسا أو حتى الولايات المتحدة) من أسباب وقف الحرب العالمية الأولى. لكن حفتر (هل لدى أحد أي طاقة للتفكير بهكذا شخص حاليا؟) لا يكترث بالوباء ولا يعتبره سببا كافيا لوقف قصف طرابلس، ولا يبدو أن أطراف الصراع في اليمن تأبه به، أما النظام في سورية فيواصل حربه على شعبه، وسوف ينتصر على الفيروس كما انتصر على "جراثيم الإرهاب"، وقد يختار الرد على الفيروس "في الزمان والمكان المناسبين". كل شيء وارد في هذه المنطقة المنكوبة المصابة في روحها وجسدها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية