تناقلت وسائل الإعلام المختلفة مؤخرا لما قالت إنها صور حديثة لمقبرة جديدة لضحايا قضوا بفيروس "كورونا" تقع إلى الشمال من مدينة "قم" الإيرانية، وتبين هذه الصور الفضائية الحديثة المأخوذة لمكان تلك المقبرة العدد الكبير من الجثث التي دفنت بداخلها خلال فترة قصيرة.
وما يلفت الأنظار أن مقارنة بين الشكل الهندسي لهذه المقبرة داخل إيران وبين المقبرة الجماعية التي نشرت تفاصيلها منذ مدة قريبة تحت مسمى (أم المقابر) شمال دمشق، تكشف جوانب تتشابه بهما المقبرتان حتى ليظن المشاهد أنهما لمقبرة واحدة رغم وجود آلاف الكيلومترات التي تفصل بينهما.
بينما بدا أن الفرق الوحيد بينهما هو أن مقبرة مدينة "قم" هي مقبرة تحتوي على شواهد وأسماء للقبور بينما مقبرة شمال دمشق هي مقبرة بلا شواهد ولا أسماء.
لكن ذلك يقود إلى احتمال أن تكون الجهة الهندسية نفسها التي أشرفت على تأسيس وتخطيط هاتين المقبرتين.
أول وجوه الشبه بين المقبرتين هو التقسيم الهندسي داخلهما، حيث تكادان تتطابقان من ناحية توزيع مساحات وقطاعات الدفن، وكذلك من حيث توزيع الطرقات التي تفصل بين هذه القطاعات، فضلاً عن تقسيم وعدد خطوط الدفن داخل القطاع الواحد تكاد تكون متطابقة.
كما تتشابه المقبرتان في أن كلتيهما تقعان قرب عقدة طرق رئيسية، ولكن هذا ليس المهم، حيث إن الملفت للنظر هي في طريقة ربط الطرقات الفرعية داخل هذه المقابر، حيث تتشابه وتتطابق دوارات الطريق داخل المقبرتين بطريقة عجيبة.
ولعل من أوجه الشبه أيضاً هو في طريقة التحضير المسبق للمدافن ضمن القطاع الواحد بحيث يتم استغلال كامل المساحة.
والملاحظة الأخيرة هي مقدار التطابق في البناء الموجود داخل المقبرتين والذي يعتقد أنه براد لحفظ الجثث بشكل مؤقت.
وأنشأ النظام "أم المقابر" بداية العام 2014 في منطقة عسكرية خالصة، حيث تحيط بها الثكنات العسكرية من جهاتها كافة، محاذية تماماً لمدرسة الاستطلاع التي تجاورها من جهة الغرب، ومن الجنوب تحاذيها إحدى رحبات القوى الجوية، ومن جهة الشمال يوجد سرية لـ"الهجانة"، إضافة إلى معسكرات الصواريخ في "القطيفة"، بينما من جهة الشرق يقع حاجز "الفرقة الرابعة" و"المخابرات الجوية" الموجود على طريق دمشق - حمص الدولي (نهاية نزول الثنايا) وقد تم فتح طريق إسفلت من هذا الحاجز وصولاً إلى هذه المقبرة.
وعمل النظام على تسوير هذه المقبرة التي تبلغ مساحتها 66 دونم (6.5 هكتار) قبل البدء بالدفن فيه، ووضع عليها حراسة من "الفرقة الرابعة" و"المخابرات الجوية"، حيث يتبعون للحاجز الكبير الموجود على الطريق الدولي خلال الأعوام السابقة كانت حركة البرادات التي تنقل الجثث مرصودة ومصورة جواً، ويمكن لأي مستخدم لبرنامج "غوغل" أن يتابع ويرصد حركة هذه البرادات، مع حركة الدفن والحفر داخل المقبرة على مدار السنوات المنصرمة.
وتضم المقبرة، حسب تقرير سابق لـ"زمان الوصل"، جثامين لمعتقلين تمت تصفيتهم داخل المعتقلات والسجون نتيجة التعذيب وخاصة سجن "صيدنايا" وسجن "الفرقة الرابعة" و"الحرس الجمهوري" وفروع المخابرات المختلفة وباقي المعتقلات، وجثامين تم نقلها من مقابر جماعية أخرى كان النظام قد دفن فيها العشرات وخاصة بالقرب من الثكنات العسكرية المختلفة.
كما تحتوي جثامين لمصابين ومرضى من المعارضة كانوا قد قضوا داخل مشافي النظام بعد أن تم إسعافهم إليها خلال المعارك، وجثامين أخرى لمقاتلين من فصائل المقاومة السورية من المعارضة قتلوا خلال المواجهات مع النظام واستولى النظام على جثامينهم خلال المعارك.
إضافة إلى جثث لعناصر من المعارضة قام النظام بنقل رفاتهم من المقابر التي دفنوا فيها خلال سيطرة قوات المعارضة عليها، ومجندين حاولوا الانشقاق عن النظام وتم إعدامهم ميدانيا.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية