أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيلم كندي يتناول حياة عائلة سورية ناجحة في المهجر

يتناول رحلة نجاح عائلة "هدهد" السورية وشهرتها في صناعة الشوكولا

يعكف المخرج السينمائي الكندي "جوناثان كايزر" على وضع اللمسات الفنية الأخيرة على فيلمه Peace by Chocolate "السلام عن طريق الشوكولاته" الذي يتناول رحلة نجاح عائلة "هدهد" السورية وشهرتها في صناعة الشوكولا منذ افتتاح أول مصنع لها في أحد ضواحي دمشق عام 1986 وتصدير منتجاته إلى ألمانيا والسويد ولبنان وتركيا والعراق والأردن قبل سنوات الحرب وتوقف المصنع أواخر 2012 بعد تعرضه لغارة جوية، وصولاً إلى البدء من الصفر بعد لجوء العائلة إلى كندا والتكيف مع الحياة في بلدة "نوفا سكوشا" الصغيرة أثناء إعادة بناء إرث العائلة في بلد جديد وأصداء نجاح التجربة بدعم من المجتمع الكندي رغم أنهم لم يكونوا يملكون سوى خبرتهم وهمتهم وإكسير الأمل الذي يعتمل في دواخل أفرادها.

وروى الفنان "أيهم أبو عمار" الذي يؤدي دور "طارق هدهد" لـ"زمان الوصل" أنه علم عن عزم المخرج كايزر إنجاز فيلم "السلام عن طريق الشوكولاته" وبحثه عن فريق للعمل معه بالمصادفة عن طريق صديق له فقدم سيرته الفنية ومن اللحظة الأولى للقائه مع المخرج –قرر كما يقول محدثنا- ضمه إلى فريق الفيلم لتجسيد شخصية طارق أحد أعمدة النجاح في عائلة "هدهد" ووقع العقد قبل أسبوعين من بداية التصوير.

وكان عليه -كما يقول- أن يعمل على الشخصية ويحفظ دوره في وقت ضيق جداً، وهذا كان بمثابة تحد له، والأصعب من ذلك-حسب قوله- أن الشخصية الحقيقية على قيد الحياة وليست شخصية متخيلة أو غائبة حتى أنه حضر التصوير ومعه كل عائلته.

ولفت محدثنا إلى أن حالة من التفاهم والانسجام نشأت بينه وبين مخرج الفيلم الذي درس الموسيقى والكونتر باص إلى جانب دراسة الإخراج، وكانا يخلطان في أغلب الأحيان مصطلحات الدراما بالموسيقى والشاعرية في الأداء والمضمون للحصول على النتيجة التي يرغب بها المشاهد.

وكشف أبو عمار أنه تواصل مع الشخصية الحقيقية "طارق هدهد" وحاول قدر الإمكان استشفاف الكثير من التفاصيل في حياته وسلوكه اليومي ليتمكن من تجسيدها بحرفية وصدق فني، كما حضر فيديوهاته على "يوتيوب" و"تيدتوكس" للإلمام بخيوط الشخصية، وشاهد كذلك فيلماً وثائقيا للمخرج ذاته بعنوان "الإخوة" يتحدث عن بدايات نجاح "عصام هدهد" ورجل الأعمال "فرانك" الذي يعود إليه الفضل في انطلاق العائلة بمصنعها الأول الذي تحول فيما بعد إلى معمل كبير وشهير في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا.

ويتحدث فيلم "Peace by Chocolate" عن "طارق" الذي يدرس الطب في سوريا ومع بداية الحرب وتدمير معمل والده لم يجد أمامه من خيار إلا الرحيل لتحقيق حلمه بدراسة الطب وإيجاد ملاذ آمن للعائلة وخيارات طارق وعمره وتجربته في الحياة المختلفة عن خيارات وعمر وتجربة والده وهذا هو محور الصراع في الفيلم -كما يقول محدثنا- مضيفاً أن الفيلم يسلط الضوء أيضاً على كندا ذلك البلد المضيف الذي أتاح، لكل فرد من أفراد العائلة العصامية اكتشاف حدود شخصيته وإمكانياته وما الذي يمكن أن يقدمه على المستوى الشخصي والعام.

ولفت أبو عمار الذي يعيش في مدينة "مونتريال" الكندية منذ العام 2018 إلى العديد من الصعوبات والتحديات التي واجهت فريق الفيلم وأغلبهم من السوريين القادمين الجدد، ومنها اللغة حيث كان نص الفيلم باللغة الانكليزية بنسبة 70 % و30 % باللغة العربية، والصعوبة الحقيقية كانت في تصوير المشاهد الخارجية، حيث ظروف البرد والثلج والمناخ السيء ودرجة حرارة 20 تحت الصفر ورغم أن التصوير كان في مدينة "مونتريال"، وبعض فريق الفيلم كانوا يأتون من "كيبيك"، إلا أنهم عملوا بشغف وإخلاص للمهنة وللحكاية، وكان الجميع يملكون –حسب قوله- الشعور بأن القصة تعنيهم بشكل أو بآخر كسوريين أو كمهاجرين أو ككنديين اعتادوا على الترحيب بالمهاجرين واللاجئين وإتاحة المجال أمامهم للنجاح والتميز.

وأثنى أبو عمار على مشاركة وأداء الفنان "حاتم علي" الذي يعد من أهم الممثلين في سوريا رغم أنه اختار أن يقضي أطول وقت خلف الكاميرا، ولكن ذلك لم يقلل –كما يقول- من حرفيته وسحر أدائه كممثل، ولكونه مخرجاً فهذا كان عاملاً مساعداً بالنسبة له -أي أبو عمار- شخصياً وأعطاه الكثير من الحافز المعنوي-أما الفنانة "يارا صبري" فشهادته فيها مجروحة لأنه من معجبيها وكان العمل معها ومع الفنان حاتم علي -على حد قوله- بمثابة حلم تحقق بالنسبة له.

وأبان أبو عمار أن فيلم "Peace by Chocolate" يحكي عن كل سوري ناجح وليس عن عائلة "هدهد" فحسب، مضيفاً أن عمر السوريين الحقيقي أكبر بكثير من المكتوب في أوراقهم الثبوتية بل هم يحملون في لاوعيهم تاريخاً يتزامن مع عمر الإنسانية ونجاح كل واحد منهم دليل على تمسكهم بالحياة والحب والحق والجمال.

و"أيهم أبو عمار" فنان سوري من مواليد مدينة السويداء 1984 تخرج من المعهد العالي للموسيقا بدمشق (قسم الموسيقى الشرقية) وتخصص في الغناء العربي عامي 2011- 2012 وهو فنان متعدد المواهب فهو مغن وعازف عود وممثل أدى العديد من الأدوار المسرحية منذ العام 1996، كما شارك في أكثر من 30 مسرحية من خلال فرقة HAKAYA (حكايا) ما بين عامي 1996- 2004، وشارك في العديد من المسلسلات ومنها أبو خليل القباني (مسلسل أبو خلیل القباني) إخراج "إيناس حقي" ومسلسل "سقف العالم"- إخراج "نجدت أنزور" وفي مسلسل "أسمهان" حيث أدى أغنيتين من أشهر أغاني شقيقها الراحل فريد الأطرش وكعازف فعال شارك أيهم في العديد من المهرجانات في سوريا وألمانيا وإيطاليا والمجر وتونس وقطر ومصر ولبنان- وفاز بالجائزة الأولى في برنامج الغناء الشرقي في برنامج البحث عن النجوم عام 2004 على تلفزيون "MBC"، وله تجربة في تدريس موسيقى العود في "مركز الجليلة الثقافي" للأطفال في دبي وتجربة كمغنٍ في أوركسترا "أوبرا دبي" العربية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(779)    هل أعجبتك المقالة (565)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي