أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رعب "كورونا" يجتاح مصر

تذمر شعبي من إجراءات الحكومة - جيتي

تغص حسابات وصفحات المصريين في "فيسبوك" باالشائعات، وسط مخاوف تتفاقم في الشارع المصري، من تفشي "وباء كورونا"، في ظل إجراءات حكومية يشكك فيها الكثير من المصريين، ويخشون أن تكون بلدهم من تلك الدول التي قالت منظمة الصحة العالمية، قبل يومين، إنها لا تواجه احتمالية تفشي الوباء، بجدّية كافية.

ففي "الغردقة"، تلك المدينة السياحية القابعة على ساحل البحر الأحمر، سُجلت أول وفاة بـ "كورونا"، لسائح ألماني يبلغ من العمر 60 عاماً، كان قد قدِم من الأقصر، التي يبدو أنها باتت بؤرة الوباء في مصر، والذي اجتاح عشرات السيّاح المقيمين على متن سفينة "نيلية"، تم الحجر عليهم، داخلها.

وفي مقاهي "الغردقة"، تكثر الأحاديث والشائعات حول تفشي "كورونا" في المدينة، وحول إجراءات السلطة المحدودة في مواجهة الوباء.

إحدى أبرز تلك الشائعات، ما تناقله كثير من سكان المدينة، حول رفض الفريق الطبي العامل في مستشفى الغردقة العام، الاحتكاك بالسائح الألماني المُصاب، أو رعايته طبياً، الأمر الذي أدى إلى تدهور سريع في وضعه الصحي، مما أدى إلى وفاته.

تلك الشائعة التي يرفضها الكثير ممن تحدثنا إليهم، في الغردقة، يؤيدها آخرون، بل يرونها طبيعية، ومنهم "محمد، م"، الذي قال لنا: "إنتو متوقعين إييه.. جهل، وكوادر طبية مضطربة، مش عارفين يتعاملوا ازايي مع المرض الجديد ده.. والحكومة لسه مصرّة على إنه السياحة تبقى مستمرة، مهما كلف الأمر".

ويبدو أن قضية استمرار الحركة السياحية في مصر، التي يعتقد مصريون أنها الشاغل الأبرز لاهتمامات الحكومة المصرية، هي من أسباب التشكيك في جدّية السلطات حيال مواجهة الوباء. ذلك أن تردي الحركة السياحية في البلاد، سيضرب أبرز موارد القطع الأجنبي، ومصادر الدخل الخارجي للبلاد، والذي تتفاخر السلطات الحكومية منذ سنة، بأنها تزداد، بنسب مضطردة، بصورة دفعت الجنيه المصري إلى الارتفاع مقابل الدولار، إلى أعلى مستوياته، منذ التعويم، في خريف العام 2016، واعتباره من أقوى عملات الأسواق الناشئة خلال العام 2019.

وبالفعل، فقد الجنيه المصري، حوالي 1% من قيمته، خلال أيام فقط، منذ أن أقرّت السلطات المصرية بارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس "كورونا".

ويعتقد بعض المصريين أن حكومتهم تجنبت هذا الاعتراف طويلاً، لكن تأكيدات دول أخرى، مثل فرنسا وكندا، بوصول أشخاص مصابين بالفيروس، قادمين من مصر، اضطر السلطات المصرية إلى الإقرار بوجود إصابات، كانت تقول إنها ثلاث فقط، قبل أقل من أسبوع، لتقول يوم أمس (الاثنين)، بأنها ارتفعت إلى 59 حالة مؤكدة، منهم وفاة واحدة فقط.

لكن في "الغردقة"، يستبعد الكثيرون أن تكون تلك الأعداد المعلنة من جانب السلطات المصرية دقيقة. وتتفاقم الشائعات في المدينة.

إحداها تحدثت عن حالة رصدها شهود عيان لصينيّ يعمل في منتجع سياحي على البحر الأحمر، عاد من إجازة في بلده الأم، الصين، بعيد تفشي الوباء، ودخل إلى مصر، دون أي إجراءات فحص أو حجر، تُذكر، ومارس عمله بشكل طبيعي، إلى أن سقط مغشياً عليه، أثناء العمل، بعدما ظهرت عليه سابقاً، أعراض الحمى، التي ترافق إصابة "كورونا".

لكن إدارة المنتجع تكتمت على الأمر، وحجرت صحياً على العامل الصيني، دون أي إعلان للإصابة، وذلك كي لا يخسروا مجموعات السياح الذين يقيمون في المنتجع.

بهذا الصدد، يقول "أحمد، ع": "همهم تبقى السياحة شغالة.. طيب، لما يتفشى المرض بين السياح، وينتقل للمصريين.. هُمَّ متوقعين إييه.. السياحة حتِضِرب يمكن لسنوات قُدام.. الشفافية أمر ضروري.. كل دول العالم اللي ظهرت فيها إصابات مؤكدة.. اتخذوا إجراءات جدية لوقف تفشي الوباء".

*تذمر شعبي من إجراءات الحكومة
وبخصوص تلك الإجراءات، يزداد التذمر في أوساط الكثير من المصريين. فالسلطات ترفض حتى الآن، وقف العملية التعليمية، بذريعة أن الوضع في مصر يختلف عن دول الخليج التي أوقفتها. رغم أن عدد الإصابات في مصر، أكبر. ويكثر الجدل في وسائل التواصل، بين المصريين، بخصوص ما يمكن فعله حيال إرسال أبنائهم إلى المدارس.

وفي "الغردقة"، تقول لنا "ابتسام ، ع"، إنها محتارة، هل ترسل ابنتها للمدرسة أم لا. إن لم ترسلها، ستضيع عليها الكثير من الدروس، وينخفض تقيمها الدراسي بصورة كبيرة. وإن أرسلتها، ستعيش هواجس تفشي الوباء، في ظل شائعات متزايدة عن رصد حالة إصابة، في إحدى المدارس، بالفعل.

لكن، "جمال، ن"، العامل في القطاع السياحي بمصر، يصف ما يتم تداوله في الشارع، من شائعات، بأنه حالة "هلع غير مبررة".

ويعتقد أن السلطات تتخذ إجراءات تتناسب مع درجة انتشار الوباء، بالمقارنة مع عدد السكان. ويضيف "جمال": "الناس اتهبلت.. كل ساعة بتسمع قصة جديدة.. كلها تأليف أو مبالغات.. وده حيضرب السياحة بالأخير.. وحيخلي مئات آلاف المصريين قاعدين بالبيت، من غير مصدر دخل".

لكن وجهة نظر "جمال"، تمثل نسبة أقل، مقارنة بأصحاب وجهة النظر المضادة، فيما يبدو. ففي الغردقة أيضاً، تم رصد حالة تسوق وتخزين لسلع غذائية، وفقدان للكمامات الطبية أو غلاء أسعارها بشكل كبير في الصيدليات، وسط مخاوف متزايدة من الوصول إلى مرحلة "الحجر الصحي" على مناطق بعينها من مصر، تبدو مدينة الغردقة، مرشحة لتكون في مقدمتها.

وهكذا يبدو أن ثقة مشروخة بين معظم المصريين، وبين سلطات حكومتهم، تزيد من تفاقم الشائعات، وترفع من وتيرة "الهلع"، في الشارع، بصورة قد تنذر بحوادث متزايدة، من قبيل طرد ذلك الآسيوي من سيارة أجرة، في إحدى طرق القاهرة المزدحمة، ورفض الجميع مساعدته، وفق فيديو تم تداوله بكثافة مؤخراً.

زمان الوصل
(142)    هل أعجبتك المقالة (149)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي