أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بين التبرير والواقع.. لماذا انقلب اليونانيون على اللاجئين؟

قررت أنقرة في 28 شباط/فبراير فتح حدودها - جيتي

حاول تقرير إعلامي تفسير ما سماه انقلاب موقف الشعب اليوناني في تعامله مع مسألة الوافدين إلى بلاده من لاجئين ومهاجرين، وقيامه بطردهم ومقاومة دخولهم، بعد أن كان يستقبلهم منذ عدة سنوات ويقدم لهم المساعدات.

وقال تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إنه وخلافاً لعام 2015 حين أظهرت اليونان تعاطفا مع المهاجرين فإنها تقابلهم مؤخرا بالرفض، في تحوّل يعزوه خبراء إلى "السياق الجيوسياسي" للأحداث و"الإنهاك" الذي يشعر به السكان من سنوات الأزمة الاقتصادية.

في وقت كانت الحرب السورية في ذروتها عام 2015، وصل نحو مليون لاجئ إلى الجزر اليونانية في بحر إيجه المحاذي لتركيا، عبر غالبيتهم إلى أوروبا الوسطى.

وانتشرت حينها صور لنساء جزيرة "ليسبوس"، وهن يغذين الرضع من اللاجئين بواسطة زجاجات الحليب.

وفي عام 2016، تم ترشيح مجموعة من سكان الجزيرة لجائزة نوبل للسلام على خلفية دورهم في إغاثة طالبي لجوء، في خطوة وصفها المسؤولون حينها بأنها تقدّم "مثالاً مضيئا".

وتوضح "فيليبا حاجيستافرو" أستاذة العلوم السياسية في جامعة أثينا أنه في ذلك الحين، وبعد 5 سنوات من أزمة عام 2010 الاقتصادية، "كان السكان لا يزالون يأملون بأن حكومة ألكسيس تسيبراس اليسارية، مع رؤيتها الإنسانية بشأن اللاجئين، ستضع حدا لإجراءات التقشف".

لكن ذلك لم يحصل، بل على العكس، زاد فقر السكان بينما استمرت معاناتهم ما أفسح المجال لسلوكات عنيفة، بحسب الباحثة.

بينما يرى "كوستاس فيليس" من المعهد اليوناني للعلاقات الدولية أن "نزوح مئات الآلاف من الأشخاص خصوصاً من الحرب في سوريا ومن تنظيم الدولة كان عفوياً في عام 2015"، وأما "اليوم، فإن تدفق المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى اليونان، والأقل بكثير من ذلك الحين، تديره تركيا".

وقررت أنقرة في 28 شباط/فبراير فتح حدودها، مستخدمة المهاجرين "كسلاح سياسي"، بحسب أثينا. وبالنتيجة، تجمّع 13 ألف شخص خلال 48 ساعة على معبر كاستانييس الحدودي بين البلدين.

وتلحظ "حاجيستافرو" أن "جميع اللاعبين المعنيين بالأزمة السورية، منهكون، اليوم"، وأن "تركيا الباحثة عن دعم الغرب (في سوريا) تبدو أكثر عدوانية، وبات تدفق المهاجرين اليوم أثرا جانبيا، ووسيلةً جيوسياسيةً للدفع باتجاه تغيير توازن القوى".

رئيس الوزراء اليوناني المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي سبق أن شدد سياسة الهجرة في بلاده منذ وصوله إلى السلطة في تموز/يوليو، أمر بإرسال تعزيزات من الشرطة والجيش على طول نهر إيفروس (ميريتش بالتركية) الحدودي، لردع "الغزو" والتصدي لـ"التهديد" الذي تواجهه اليونان.

وتناقل وزراء وإعلاميون وسكان هذه المصطلحات أيضا، ما أدى إلى انتشار لغة عدائية تفيد "القوميين واليمين المتطرف"، بحسب كوستاس فيليس.

ويجوب سكان من إقليم "إيفروس" الحدود مرارا لمنع السلطات من السماح للمهاجرين بالعبور. وفي جزيرة ليسبوس، تضاعفت الاعتداءات على منظمات غير حكومية تساعد المهاجرين وعلى صحافيين.

ووصف الاتحاد الأوروبي اليونان بأنها "درع" القارة العجوز، في دعم واضح لأثينا.

وتوضح أستاذة السياسة الاجتماعية في جامعة بانتيون في أثينا ماريا ستراتيجاكي أنه "خلال 5 سنوات، نفد الصبر، وهذا يفتح الباب أمام العنف والخطاب العدواني".

وتنتقد منظمات غير حكومية للدفاع عن اللاجئين قرارات الحكومة بتعليق إجراءات طلبات اللجوء، والبدء بتنفيذ "طرد فوري" للمهاجرين، لكن السلطات تجيب بأن "المشكلة حاليا ليست مشكلة هجرة أو لاجئين".

وشدد المتحدث باسم الحكومة ستيليو بيستاس على أن "اليونان أثبتت أنها تستقبل أشخاصا مضطهدين من مناطق حرب، كما فعلت مع السوريين في عام 2015"، مضيفا: "المشكلة الحالية هي أن تركيا تستخدم مواطنين من أفغانستان وباكستان وإفريقيا لمحاصرة اليونان. وهذا ما نريد وضع حد له. سنبقي الحدود مغلقة بقدر ما يجب".

زمان الوصل
(128)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي