فقد النازح السوري "جمال بارود" أي أمل بإيجاد خيمة يعيش فيها مع أبنائه الثمانية بعد نزوحه من ريف حلب إلى مخيمات النزوح في الشمال السوري فعرض كليته للبيع.
ونشر المصور الصحفي "عارف وتد" على صفحته في "فيسبوك" صورة للنازح الأربعيني يعرض كليته للبيع، مقابل شراء خيمة يؤوي فيها عائلته بإدلب، مع صورة له وهو يحمل لوحة كرتونية كتب عليها "أنا نازح منذ 27 يوماً، لدي كلية للبيع بحق خيمة تؤويني أنا وعائلتي لأنه أنا الله معي فقط".
وكان بارود المتحدر من حي "السكري" في حلب قد هُجر إلى "خان شيخون" ومنها إلى "عنجارة" بريف حلب الغربي، وعمل خياطاً قبل سنوات الحرب، ولكنه اعتقل بسبب نشاطه الثوري وتعرض لتعذيب في أحد فروع الأمن أدى لكسر في رقبته بمنطقة العمود الفقري، ما جعله عاجزاً عن العمل.
يروي "بارود" لـ"زمان الوصل"أنه عندما نزح تشرد في الشوارع، ولم يترك منظمة إغاثية وإنسانية إلا وناشدها دون جدوى، لأن هذه المنظمات حسب قوله، "تعمل بمبدأ الواسطات والمحسوبيات".
وكشف الشاب النازح أن أغلب أبنائه الثمانية يعانون من أمراض وإصابات ومنهم ابنة تعاني من نزيف داخلي في الكلية ولديه ابنة 10 سنوات لديها نقص نمو وثالثة 15 سنة لديها بروز في الفك العلوي ورابعة لديها اختلاج بسبب كهرباء في الدماغ وطفل في الثالثة من عمره يعاني من الخوف لدى سماعه صوت أي محرك أو آلية حتى ولو كانت دراجة نارية، ولم يتمكن من علاج أي منهم بسبب ضيق الحال، ولذلك عرض بيع كليته أو أي عضو في جسده إذا كان ذلك يساعده في الحصول على خيمة أو في علاج أطفاله وإخراجهم من جو الحرب، لأن أولاده -كما يقول- أهم من صحته.
وكشف "بارود" أن العديد من الناس عرضوا مساعدته بعد أن أعلن هذا القرار، ولكن التجاوب كان بسيطاً، واستدرك أنه لا يطلب أموالاً أو مساعدات وإنما علاجه وعلاج أبنائه أو مساعدته في الخروج من سوريا لأنهم تعبوا من الحرب والمعاناة وباتوا يخافون من صوت الطائرات والقصف، ولم يلتحقوا بالمدارس منذ أكثر من سنتين.
وكشف محدثنا بنبرة مؤثرة أنه يفكر بالانتحار هو وأطفاله ليرتاحوا لأنه لا يحتمل أن يراهم يموتون من الجوع والبرد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية