أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هاني المحيمد.. مدرس نازح تفانى في عمله وقضى جراء صاروخ عنقودي على مدرسته في إدلب

قضى جراء صاروخ عنقودي أطلقه الطيران الروسي - نشطاء

خيّمت معالم الحزن داخل الصفين الثامن والتاسع الإعدادي في "مدرسة البراعم النموذجية الثانية" بإدلب وعلت تعابير الأسى وجوه طلابها ومن تبقى من أساتذتها حينما وجدوا مكان مدرس الكيمياء "هاني المحيمد" فارغاً خلف طاولة التدريس بعد أن قضى جراء صاروخ عنقودي أطلقه الطيران الروسي واستهدف المدرسة التي تديرها "هيئة ساعد الخيرية" صباح الثلاثاء الماضي 25/2/2020.

وشاءت الإرادة الإلهية أن ينجو الطلاب من مجزرة لولا أن إدارة المدرسة قامت بصرفهم بداية الدوام ليقضي المحيمد والمدرس "لزكين حمو" جراء الاستهداف ويصاب آخرون إصابات بعضهم حرجة.

وروى الناشط "قصي الشبيب" لـ"زمان الوصل" أن المعلم "هاني فياض المحيمد" ينحدر من قرية "سويدان شامية" بريف دير الزور 1984، حصل على الإجازة في الكيمياء عام 2007 من "جامعة الفرات" في مدينة دير الزور وتم تعيينه كمدرس لمادة الكيمياء والفيزياء في عدد من مدارس المدينة، وعند اندلاع الثورة السورية نزح من دير الزور إلى الريف الشمالي، ومن ثم إلى محافظ إدلب.

وأردف محدثنا أن الراحل التحق بهيئة "ساعد" الخيرية للعمل في المدرسة النموذجية الثانية مع بدء الموسم الدراسي 2018-2019.


صباح الثلاثاء الماضي 25/2/2020 صرفت إدارة "مدرسة البراعم النموذجية" طلابها 25/2/2020 بسبب الأوضاع الأمنية، ولم يبق إلا المدرسين وبعد حوالي ساعة من انصرافهم سقط صاروخ عنقودي في باحة المدرسة أثناء وجود عدد من المدرسين فيها فقضى المدرسان "هاني المحيمد" و" لزكين حمو"، وأصيب 8 آخرون إصابات بعضهم حرجة، وتم إسعاف المصابين جميعاً إلى مشفى "الشفاء" المجاور للمدرسة.

وأشار "الشبيب" إلى أن إصابة "المحيمد" كانت الأشد بين الإصابات، وبعد إجراء بعض الإسعافات الأولية له في المشفى المذكور تم نقله إلى مشفى المحافظة، حيث كان بحاجة لعملية في الرأس وكانت هناك شظايا عديدة في بطنه فأجريت له عمليات وعائية وأوردة وأمعاء، ولكن شاءت إرادة الله أن يفارق الحياة أثناء العمل الجراحي بعد ساعتين ونصف من إصابته تقريباً في الحادية عشر ظهراً.

وأكد محدثنا أن المحيمد "كان نبراساً للأدب والذوق والأخلاق الرفيعة والتواضع وسباقاً إلى كل عمل تطوعي أو جماعي في المدرسة أو خارجها، ومحبوباً من قبل الجميع أساتذة وإداريين وموظفين وطلاباً".


وتابع أن المدرس الشاب "كان مضيافاً سموحاً كريماً كغيره من أبناء دير الزور، ولم يحصل منه أي موقف خلال سنتي عمله يزعج الآخرين.
وكشف المصدر أن راتب "المحيمد" كان يذهب إلى إحدى العائلات الفقيرة كونه كان أعزب، مع العلم -كما يقول- أن عائلته التي يقطن معها كانت في حالة يُرثى لها كونهم نازحين ومنزلهم مستأجر.

وعلى المستوى التعليمي كان للشاب الفقيد لمسة لا تُنسى وأثر واضح في نهضة الطلاب خاصة في مادته الفيزياء والكيمياء، وأشرف على العديد من التجارب العلمية التي يقوم بها الطلاب وترك أثراً كبيراً في نفوس جميع زملائه المدرسين والكادر الإداري والوظيفي ولدى كل من عرفه في الحي الذي يقطن فيه.

وختم أن المحيمد "كان حريصاً على أداء واجبه التعليمي الذي يعتبره ثغراً من ثغور الجهاد في سبيل الله، علماً أن والده المقيم في "سلقين" طلب منه ترك التعليم والذهاب إليه فأبى من أجل أن يتابع مهمته العلمية والإنسانية".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(148)    هل أعجبتك المقالة (159)

ابو أدهم

2020-03-02

ربي يرحمه ويتقبله من الشهداء ، هو وجميع شهداء الشعب السوري.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي