أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نظام الأسد عاد إلى استخدام الذخائر العنقودية ضد الأحياء السكنية في محافظة إدلب وما حولها، معتبرة أن هذا يشكل جريمة حرب.
وشددت الشبكة في بيان لها أمس الخميس، أن النظام شن 4 هجمات عنقودية منذ بدء العمليات العسكرية الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر 2019، مشيرة إلى أن هجومين طالا مدارس.
وقال البيان إن الهجوم العسكري العنيف بمختلف الذخائر على منطقة شمال غرب سوريا لاسيما الذخائر العنقودية، والتقدم العسكري لقوات الحلف السوري الروسي على الأرض، هو السبب الأبرز للتشريد القسري الذي تعرَّض له ما يزيد عن 900 ألف شخص منذ 1 كانون الأول/ديسمبر 2019 بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأضاف أن ما لا يقل عن 4 هجمات بذخائر عنقودية منذ 1/ كانون الأول/ديسمبر 2019 حتى 25 شباط/فبراير 2020 نفذتها قوات النظام في محافظة إدلب، تسبَّبت هذه الهجمات في مقتل 12 مدنياً، بينهم 7 طفلاً و2 سيدة وإصابة 27 آخرين، كما أن هجومين اثنين منها استهدفا مرافق تعليمية وتسبَّبا في إصابات في صفوف الطلاب والمعلمين.
وقال مدير الشبكة "فضل عبد الغني": "لما كان النظام محصناً من المحاسبة بسبب حليفه الروسي العضو الدائم في مجلس الأمن، فالباب أمامه مفتوح لاستخدام ما يريد من أسلحة بطريقة محرمة دولياً ضدَّ مناطق مأهولة بالسكان، لقد عانى أطفال سوريا وشعبها من مئات حالات بتر الأطراف والإعاقة، بسبب استخدام قوات النظام السوري/الروسي للذخائر العنقودية بهذا الحجم وبهذه الكثافة وعلى مناطق واسعة، ونحن بصدد رسم خريطة شاملة توضِّح مواقع هذه الاستخدامات جميعها من أجل تحذير المدنيين والأطفال منها".
وسجَّل البيان ما لا يقل عن 492 هجوماً بذخائر عنقودية منذ أول استخدام موثَّق لها في تموز/يوليو 2012 حتى 25 شباط/فبراير 2020، نفذ النظام 248 منها، فيما نفَّذت القوات الروسية 236. كما قال البيان إن ما لا يقل عن 357 مدنياً بينهم 107 طفلاً و31 سيدة قتلوا إثر انفجار ذخائر فرعية تعود إلى هجمات سابقة بذخائر عنقودية.
وأشار أن قوات الحلف السوري الروسي تعمد من خلال استخدام الذخائر العنقودية إلى شلِّ حركة الحياة تماماً في المناطق التي تتعرض للقصف، إذ لن يكون بوسع المدنيين الذين يقطنون في المناطق التي تعرضت للهجمات العنقودية أن يعيشوا في أمان إلا بعد تحديد المناطق الملوَّثة بالمخلفات في منازلهم وأراضيهم الزراعية وأسواقهم، وتطهيرها من الذخائر الصغيرة المميتة الناجمة عن القنابل العنقودية، لذلك فإنَّ معظم سكان المناطق التي تستهدف بهجمات عنقودية يتعرَّضون للتشريد القسري بسبب استحالة إمكانية الحياة وبناء سبل العيش في تلك المناطق.
وأكَّد البيان أنَّ استخدام قوات النظام بقيادة بشار الأسد، وكذلك القوات الروسية لذخائر عنقودية يُعتبر انتهاكاً لكلٍّ من مبدأي التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ويُعتبر بمثابة جريمة حرب، مشيراً إلى أنَّ استخدام الذخائر العنقودية قد تم من قبل قوات النظام السوري، وضدَّ أهداف مدنيَّة، ولم توجَّه إلى غرض عسكري محدَّد، وتُشكِّل بالتالي جرائم حرب.
وطالبت الشبكة في بيانها مجلس الأمن بإصدار قرار خاص بحظر استخدام الذخائر العنقودية في سوريا على غرار حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، ويتضمَّن نقاط لكيفية نزع مخلفات تلك الأسلحة الخطيرة والتَّدخل المباشر والعاجل لحماية الشعب السوري من اعتداءات السلطة الحاكمة، التي تُشكِّل جرائم حرب.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية