ارتكب نظام بشار الأسد يوم الخميس ما يمكن توصيفه بمذبحة في حق الجيش التركي، عندما قتل بغارة جوية 33 عسكريا منه في ريف إدلب، وهو ما ينتظر أن تتلاحق تداعياته وتتوسع متجاوزة الرد العسكري الميداني، إلى ملفات أضخم ربما تنسف تعاون أنقرة مع موسكو، حسب ما تراهن واشنطن.
رهان واشنطن على نسف التعاون والتنسيق التركي الروسي، باحت به وبكل وضوح المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في حلف ناتو، كاي بيلي هاتشينسون، حيث قالت في مؤتمر صحفي لها: "آمل أن يرى الرئيس أردوغان أننا حلفاء لماضيهم ومستقبلهم وأنهم بحاجة إلى التخلي عن إس 400، إنهم يرون ما هي روسيا، يرون ما يفعلون بهم (بالأتراك) الآن".
وأفصحت المندوبة الأمريكية أكثر: "إذا هاجموا (الروس) القوات التركية، فإن هذا يجب أن يطغى على كل شيء آخر بين تركيا وروسيا".
وأعلنت أنقرة على لسان حاكم محافظة هاتاي التركية، عن ارتفاع عدد قتلى الجنود الأتراك في الهجوم الذي شنه طيران الأسد في إدلب يوم الخميس إلى 33 عسكريا، وهي مجزرة بكل المعايير قياسا لقوة الجيش التركي وتصنيفه كواحد من أبرز جيوش "ناتو"، وهي أيضا مجزرة لم تكن لتحدث لو معونة ومشورة ورضا الروس، وفق ترجيحات مبنية على وقائع التحالف بين موسكو ونظام الأسد.
واعترضت واشنطن طويلا على مساعي أنقرة لاقتناء منظومة إس 400 الروسية، ولوحت بورقة العقوبات في وجه تركيا لردعها عن إكمال الصفقة، لكن أنقرة أتمتها ولم تلتفت لتحذيرات واشنطن.
عسكريا فقط، خسرت تركيا جراء إصرارها على إس400 فرصة كبيرة حين تم استعبادها من المشاركة بإنتاج مقاتلات إف35 الأمريكية، التي ينتظر أن تنقل الطيران الحربي إلى مستويات جديدة وبالغة التطور، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل جمدت الولايات المتحدة برنامج تدريب الطيارين الأتراك على هذه المقاتلات.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية