بدأ الخلاف واضحا بين "هيئة تحرير الشام" والقوات التركية التي حاولت تدعيم مراكز هامة بجنود ومعدات تابعة لها في ريف إدلب الجنوبي.
تعتقد مصادر ميدانية شهدت هذه التطورات أن الهيئة ربما باتت تتوجس من الوجود العسكري التركي، بينما يتخوف البعض -على ضوء ما شاهدوه- من احتمالية وجود تنسيق من قبل قياديين في الهيئة مع روسيا. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان اجتماعا محتملا جرى قبل سنوات في "أبو دالي" بين الروس وقيادة الهيئة.
في 20 من الشهر الحالي حاول رتل تركي التمركز في أعلى تلة في جبل الزاوية وهي قمة "النبي أيوب" (1000 متر فوق سطح البحر)، مصدر ميداني أكد أن عناصر الهيئة انتشروا في المنطقة لمنع الأتراك من التمركز في القمة.
المصدر أكد أنه لا وجود لأي جندي تركي حتى اللحظة في المكان الاستراتيجي الهام. وهو ما يلمح إلى وجود من يغدر بالقوات التركية من الفصائل، والأصابع تشير إلى "الجولاني" قائد "هيئة تحرير الشام".
مظاهر الخلاف بدت واضحة أيضا خلال العمليات القتالية التي شهدها المحور الغربي لـ"معرة النعمان"، حيث تمدد النظام في "الركايا وكفرسجنة والنقير والشيخ مصطفى" بهدف الاقتراب من "كفرنبل" ثم "كفر عويد" لتهديد مواقع المقاومة السورية في سهل الغاب ثم محاصرة جبل الزاوية.
قام الأتراك مؤخرا بإجراء عمليات استطلاعية جنوبي إدلب تزامنت مع بدء النظام هجماته على المنطقة.
تلا ذلك تحقيق قوات النظام اختراقا في بلدة "الركايا" التي تحوي 5 نقاط لـ"تحرير الشام" ونقطتين للفيلق، الاختراق جاء من نقاط الهيئة التي انسحبت دون معارك تذكر من هذا المحور في غضون ساعات.
لم تستهدف مقاتلات النظام والروس كامل هذه البلدات بأكثر من 10 غارات وعدد محدود من الرمايات المدفعية وهو ما يشير إلى أن عمليات الانسحاب جرى التخطيط لها مسبقا.
"كفرسجنة" التي سقطت في ظروف غامضة محصنة بشكل جيد وفيها أنفاق وخنادق وهي منطقة مرتفعة تتميز بمساحة واسعة وتضاريس صعبة.
تشير مصادر ميدانية من داخل المنطقة إلى أن تركيا تحاول وقف تمدد النظام نحو طريق (m4) بهدف الضغط على روسيا والنظام للتوصل إلى اتفاق أو تفاهم عسكري قبل نهاية شهر شباط فبراير الجاري، وهي المهلة التي حددتها تركيا لانسحاب النظام حتى "مورك".
لكن بات من الواضح أن هناك جهات تغدر بتركيا، الهدف ليس واضحا تماما وإن كان يتمحور بين توجس هذه الجهات من عملية تركية مرتقبة تستهدف القضاء عليها، أو أن هناك ترتيبات سرية جرت بالتنسيق مع روسيا لتنفيذ مخطط روسي فعال جرى في الشيشان وهو التجهيز لـ"أحمد قديروف" سوري على غرار "الرئيس الشيشاني".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية