أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيديو.. جنازات قتلى النظام تشهد بتحول خطير أحدثته معركة إدلب في صفوف الحاضنة الطائفية

طرطوس إحدى أهم الخزانات البشرية التي دعمت النظام - أرشيف


ستكون معركتكم الأخيرة مع الإرهابيين، وبعدها سنعلن الانتصار ونحصد ثماره.. هكذا منّى بشار الأسد عساكره الذين يدافعون عنه، مؤكدا لهم أن معركة إدلب ستكون الأخيرة، ومثيرا في خيالاتهم كل صور الراحة والهناء والعودة لمقارفة جميع متع الحياة بعد انتهاء هذه المعركة.

لكن ما تقوله الوقائع على الأرض، ينذر بأن معركة إدلب لن تنتهي قبل أن تحدث تحولا خطيرا ضمن الحاضنة الطائفية التي تعد الخزان الرئيس لعساكر ومرتزقة النظام.

فقد بدأت موضة الغناء في جنازات قتلى النظام بل وحتى الرقص تتسلل إلى حواضن النظام الطائفية، حسب ما توفر من مقاطع مصورة تم بثها على الشبكات خلال الأيام الأخيرة.

صحيح أن أهالي القتلى كانوا وما زالوا يسمونهم "شهداء" وهم بالتالي "عرسان" يستحقون أن يزفوا لا أن ينعوا، ولكن الطائفة بقيت ملتزمة إلى حد كبير بطقوسها المعتادة في تشييع هؤلاء القتلى، وإن كانت مترافقة مع إطلاق غزير للرصاص.

أما اليوم، ومع توافد النعوش من جبهات إدلب (المفترض أنها آخر المعارك)، يبدو المشهد مختلفا، فقد دخل الرقص والغناء إلى تشييع القتلى من جنود النظام، برضى بل وحتى مشاركة ذوي القتلى أنفسهم، وهذا ما وثقته مثلا جنازة "علاء محمود بدور" من قرية بيت السلطان بريف طرطوس، وبعدها جنازة الرائد شادي عيسى الشعبان من قرية بيصين في مصياف.

ففي الجنازة الأولى يقوم والد القتيل "محمود" بالرقص على وقع الأغاني، ويتمايل و"يهز" بشكل غريب وكأنه فعلا في عرس وليس جنازة ابنه الأكبر "علاء"، أما في جنازة الرائد "شادي" فإن حلقة الرقص تتوسع لتشمل عددا أكبر، لاسيما ممن يحلمون النعش، حيث يصرون على أن يهزوا ويهز معهم النعش ومن بداخله.

في التحليل النفسي والاجتماعي البسيط، يعرف الكثيرون أن مبالغة الإنسان في التعبير عن أي مشاعر من فرح أو حزن أو خلافهما، إنما تكون طريقا وطريقة لإخفاء مشاعر أكبر تعتمل في صدره، وقد تكون هذه المبالغة ناجمة عن فقدان الشخص السيطرة على زمام عقله، وكل هذا من ضمن توثقه بعض مشاهد الجنائز الأخيرة دون لبس.

فـ"المعركة الأخيرة" بخسائرها الكبيرة والمؤثرة جعلت عقول ذوي القتلى تذهل، وأفلتت مشاعر الغضب في أنفسهم ممن ورطهم وورط أبناءهم، ولكن بعضهم لايستطيع أو لا يريد التعبير عن هذا الغضب والسخط، فيتحايل عليهما بسلوك متطرف يتمثل في الرقص في جنازة فلذة كبده، وهو سلوك يرضى بشار الأسد وحلقته الضيقة بشكل كبير.

فالرقص في الجنازات، كفيل بقلب صورة الكارثة إلى "فرح" و"عرس وطني"، أي إنه كفيل ليس برش مزيد من السكر على الموت وعلى الواقع الأسود، وهذا ما يضمن دوام السيطرة على الجموع، ويضمن مداومة الأهالي على تقديم أبنائهم للذبح على يد بشار.

إن مثل هذه المقاطع التي ينشرها بعض الموالون بداعي التفاخر والقول بأن قتلاهم أشبه بالعرسان، ما هي في النهاية سوى دليل على واقع غارق في البؤس والموت والإذلال والكآبة وصل حدوده القصوى فتظاهر في صورة مغايرة تماما.. ألم يقولوا إن كل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده؟


زمان الوصل
(243)    هل أعجبتك المقالة (222)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي