قال معارض وناشط سوري إن نظام الأسد نجح بالتعاون مع المخابرات العالمية الداعمة له وحتى من يدّعي صداقة الشعب السوري، في إحداث شرخ اجتماعي في سوريا، وقسّم المجتمع بين ثائر ومعارض من جهة وبين مؤيد ورمادي ومرغم من جهة ثانية وعمل إعلامهم، وبعض الأقلام المأجورة المحسوبة على الثورة والمعارضة، على ترسيخ هذا الانقسام.
وطالب الناشط "بريتا حاجي حسن" في حديث لـ"زمان الوصل" بعدم تعليق الآمال على جهات دولية من دون أن ندعم أنفسنا ونعمل على رأب الانقسامات الموجودة بيننا، ودعا إلى النهوض لمساعدة أهلنا النازحين في ظل الانكسارات والخسارات والقصف والتهجير والنزوح والدم والدمار والكارثة البشرية الانسانية التي نعيشها.
وأشار "حاجي حسن" الذي يقيم في فرنسا إلى أن الجهات المعارضة، التي تدّعي تمثيل الشعب السوري من ائتلاف إلى هيئة تفاوض، لم تتخذ أي موقف مشرف للثورة على مدى أعوام، ولم تحقق أي شيء يداوي هذه الجروح التي كانت ولا زالت تنزف، لا بل على العكس من ذلك شاركت تباعاً –كما يقول- بمؤامرات بعيدة كل البعد عن أهداف ثورتنا وتطلعاتها؛ في مسار أستانة مع المحتل الروسي الإيراني الأسدي والتركي الذي أخذ دور الضامن، وكان له دور في تقويض الجيش الحر وتقنين عمل المعارضة التي هي أصلاً مسلوبة القرار.
وانشغلت هذه المعارضة -حسب قوله- في توليفات المناصب والتحالفات والمحاصصات وكسب الأصوات وشرائها لخوض انتخاباتهم وتجديد مدد ولاياتهم وانتخاب قيادة الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات.
وطالب المسؤول المحلي السابق برفع الغطاء عن كافة جهات المعارضة بعد تسع سنوات من التراجع لأننا ندفع الثمن من الدماء والتضحيات والتهجير والدمار والنزوح، وحثّ على ضرورة إيجاد مركز قرار مستقل، يوحد خطابنا ويعبر عن ألمنا يولد من رحم الألم والمعاناة ليعطي الأمل في الاستمرار وعدم الذل والخنوع والتبعية، لأن الأمر لم يعد يحتمل –كما قال- فإما أن يكون لنا كيان مستقل واستراتيجية مستقلة لتحقيق أدنى تطلعات شعبنا، وإما أن نبقى متعايشين مع واقعنا ونحلل وننقد ونتعاطف ونشجب ونندب ونبكي دون فعل أي شيء".
وأعرب المهندس عن اعتقاده بأن جميع أنصار الثورة أخطئوا بتفرقهم وتشرذمهم وسعي الكثيرين منهم لتحقيق أجندات وأهداف ومصالح تتناقض والمصلحة الحقيقية للثورة وأخطؤوا بتعليق الآمال على الآخرين وسلموا أمرهم لمن خيبوا آمالهم وكانوا في كثير من الأحيان سبباً في المزيد من التمزق والانقسام والتشرذم وتعميق الهوة ما بين الثوار والحاضنة الثورية فظهرت-حسب قوله- الولاءات المقيتة والمنصات والتيارات والشللية التي يسعى كل منها لتحقيق مصلحته الخاصة البعيدة عن مصلحة الثورة الحقيقية .
و"بريتا حاجي حسن" مهندس اتصالات خريج جامعة حلب 2002 عمل في مجال الاتصالات في المراكز الهاتفية عام 2011 ساهم في الحراك السلمي منذ بداياته وشارك في تأسيس "تجمع المهندسين الأحرار" بعد ذلك، وعمل رئيساً للمكتب الاقتصادي في المجلس المحلي الحر بحلب في دورته الأولى، ومن ثم نائباً لرئيس المجلس في الدورة الثانية ليتولى رئاسة المجلس في الدورة الرابعة بشكل تطوعي دون أن يتقاضى أي مبلغ من المجلس المذكور، وتم ترشيحه لرئاسة عمدة العالم التي أُطلقت في الأول من شباط فبراير/2016.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية