على عكس ما يروج إعلام الأسد.. شهادات تؤكد منع النظام مرور مدنيي إدلب إلى مناطق سيطرته

من ريف إدلب - جيتي

يعمد النظام إلى ممارسة تدقيق أمني مشدد بحق جميع المدنيين الخارجين من إدلب باتجاه مناطق سيطرته، حيث يفشل معظم المارة من الدخول إليها على خلاف ما يبث إعلام النظام حول ترحيبه بمدنيي آخر جيب تديره قوات المقاومة السورية.

8 سيدات من دمشق وإدلب وحمص يقمن في إدلب أجمعن في تصريحات لـ"زمان الوصل" أنهن حاولن المرور باتجاه مناطق سيطرة النظام على خلفية احتدام القتال في المنطقة، لكن محاولات 6 سيدات منهن باءت بالفشل بينما سمح للسيدتين الباقيتين بالانطلاق نحو دمشق بعد أخذ ورد.

وأعلن النظام مؤخرا عن ثلاثة معابر "إنسانية" سرعان ما أغلقت نتيجة تمدده في المنطقة.

وهذا ما جعل المدنيين الراغبين بالخروج من إدلب يفضلون المرور من معبر "أم جلو" الذي يصل بين مناطق "درع الفرات" (جيش وطني) ومدينة "منبج" (قوات سوريا الديمقراطية -قسد) باتجاه مدينة حلب ثم باقي المحافظات السورية.

وقالت مصادر لـ"زمان الوصل" إن عبور المدنيين يتم بسهولة تامة نحو "منبج"، لكنه سرعان ما يغدو صعبا للغاية عند الخروج باتجاه أول حاجز للنظام وهو حاجز "التايهة"، حيث يمارس الحاجز تدقيقا أمنيا كبيرا وعمليات (تفييش) للهويات.

وقالت سيدة من إدلب لـ"زمان الوصل": "أوقفني الحاجز ودقق حول وضعي في إدلب على الرغم من كوني موظفة وكنت سابقا أعبر نحو مناطق النظام بكل سهولة".

وتابعت: "لم يكونوا يرغبون بعبوري نحو مناطقهم، لكن حدث أمر طارئ على الحاجز ما جعلهم يسمحون لنا بالعبور بسرعة".

وقالت أربع نسوة من السيدات الثماني اللواتي تحدثن لـ"زمان الوصل" إنهن خرجن من إدلب عبر الترفيق عن طريق أحد المكاتب المنتشرة في المنطقة. وأعطيت كل واحدة منهن وصل هوية مزور ما جعل أمرهن يكشف عند أول عملية تدقيق.

وتعرضت النسوة للاستجواب والتهديد بالاعتقال كما تم سحب معلومات كاملة عن أسمائهن وأسماء أزواجهن وإذا ما كانوا قد حملوا السلاح في وجه النظام ثم سمح لهن بالعودة إلى إدلب على الرغم من توسلهن للسماح بمواصلة الرحلة نحو دمشق.

وقال مدير مكتب ترفيق يقيم في إدلب إنه يسير حتى الآن رحلات نحو مناطق النظام لقاء 200 ألف ليرة عن السيدة و400 ألف عن الرجل مهما كان وضعه الأمني، لكن الأمور باتت معسرة في الوقت الراهن بسبب التدقيق الأمني.

وبيّن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن الركاب الذي يحملون هويات دمشقية لا يسمح لهم بالدخول إلى مناطق النظام منذ فترة طويلة.

أما بقية الركاب المنتمين لمحافظات مختلفة فالتدقيق على هوياتهم تم مؤخرا بالتزامن مع معارك السيطرة على مدينة "سراقب".

ويبدو أن النظام لم يعد يرحب بالمدنيين المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة الذين يتهمهم بالعيش في "حضن الإرهاب" حسب مزاعمه.

وتدحض هذه الشهادات كذب النظام وإعلامه الرسمي حول دعوته مدنيي إدلب لمغادرة المنطقة نحو مناطق نفوذه وهو ما تبثه وسائل إعلام روسية أيضا.

محمد كساح - زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي