أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فيديوهات نبش القبور.. هل مجرد مشاهد مسربة أم سياسة تتبعها أجهزة المخابرات؟

الموتى لم يسلموا من بطشهم، فكيف للأحياء والمعارضين - أرشيف

أظهرت فيديوهات مسربة من قوات الأسد، جنودا يتكلمون بسخرية مع عظام الموتى، وينبشون القبور، وينتهكون حرمات المساجد، بعد السيطرة على عدة قرى في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.

وأثارت الفيديوهات الأخيرة المسربة جملة واسعة من التساؤلات تدور حول الهدف من تسريب هذه المشاهد التي تترفع عنها العصابات المارقة المشكلة لهدف واحد وهو نشر الموت ولا شيء غيره.

بين الحين والآخر يسرب النظام فيديوهات لقواته، تظهر مدى دمويتها وهمجيتها، بهدف إيصال رسالة للسوريين بأنه يحكمهم عبر هؤلاء الوحوش الذين يحرقون الأخضر واليابس من أجل كرسي سيدهم حتى ولو أفنوا عن بكرة أبيهم.

المشاهد التي رآها السوريون على مدار اليومين الماضيين، من الكلام مع عظام الموتى، ونبش للقبور، وانتهاك حرمات المساجد، جعلت الغالبية المطلقة من السوريين (الموالاة قبل المعارضة) تتساءل عن حجم الإجرام الذي زرعه نظام الأسد في نفوس جنده، الذين كانوا ذراعه الطويلة في قتل نحو مليون سوري وتهجير 12 مليونا بعد تدمير المدن وتسوية المنازل بالأرض، ظننا منهم أنها بطولة وشجاعة، كما وأنهم يواجهون جيوشا نظامية مدججة بالأسلحة.

تساءل السوريون كيف لنا أن نعيش مع هكذا وحوش، على أرض واحدة وتحت سماء وطن واحد، فالموتى لم يسلموا من بطشهم، فكيف للأحياء والمعارضين، ثم كيف يتعامل هؤلاء مع المعتقلين الذين قضى غالبيتهم تحت التعذيب، والصور المروعة شاهدا على ما لاقوا وتجرعوا من مرارات العذاب، لأنهم تطاولوا على "الذات الإلهية" المتمثلة ببشار الأسد.

ولعل فيديو انتهاك حرمة المساجد الذي ظهر فيه "سامر حلوم" الملقب بـ"الأصلع" يهتف من على المنبر لبشار الأسد، كما وأنه "ربه الأعلى"، يجيب على هذه التساؤلات ويظهر مدى الانسياق الأعمى لهؤلاء الجند من أجل إرضاء "سيدهم"، حتى ولو كان على حساب أبائهم وإخوتهم وأقاربهم وجيرانهم وجميع البشر.

بالنهاية علينا أن نعترف بصراحة مطلقة أن السبب الرئيسي لما وصلت إليه سوريا اليوم، هو "الجيش" الذي دفع السوريون لبنائه من قوت أبنائهم، فهو الذي حاصر المدن واقتحم البلدات ودك منازلها بالصواريخ دون رحمة أو هوادة، متلذذا بسماع أنين الأطفال وصرخات الكثالى، ليهنأ بشار وأولاده في قصر "المهاجرين" ويبقى عمرا مديدا على سدة الحكم.

زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي