أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحت عباءة "كورونا".. النظام يحذّر أطفال المدارس في "الرحيبة" من التعامل بالدولار

تُركز أفرع النظام في الوقت الراهن على ملاحقة وتجريم كل من يتعامل بالدولار

شهدت مدارس مدينة "الرحيبة" الواقعة بمنطقة "القلمون" الشرقي بريف دمشق، أمس الخميس، ورش عملٍ استهدفت شريحة الطلاب لمرحلة التعليم الأساسي، لتحذيرهم من مغبة التعامل بالدولار الأمريكي، وذلك تنفيذاً لتعليمات صارمة وردت مؤخراً من وزارة "التربية والتعليم" في حكومة النظام.

وبحسب مصدرٍ محلي خاص في مدينة "الرحيبة" فإنّ ممثلين عن "المجمع التربوي" في محافظة ريف دمشق، اجتمعوا بعددٍ من الكوادر التعليمية من مدراء وموجهين في مدارس "الرحيبة"، وأوعزوا إليهم بتنظيم ورش عملٍ صفية، تناولت في مقدمتها الحديث عن التوعية من مخاطر مرض "كورونا" وطرق الوقاية منه، لكن الحديث عن هذا الوباء اقتصر على شرح بسيط وسريع لم يتعدَّ من الدقائق عدد أصابع اليدّ الواحدة.

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"زمان الوصل" قائلاً "ما إن تجاوز الكادر التعليمي مسألة الحديث عن فايروس (كورونا)، حتى بدأ بشرح العقوبات الأمنية المترتبة على الأشخاص الذين يتعاملون بالدولار الأمريكي، كما طلب من الطلاب إيصال رسالة واضحة إلى ذويهم بعدم الحديث عن هذه العملة مع أحد، أو حتى التعليق -ولو بنقطة- على نشرات أسعارها في مواقع التواصل الاجتماعي".

وأضاف "توجب على الطلاب إخبار أهاليهم بكافة التعليمات والتحذيرات التي وُجهَت إليهم في المدارس، بما فيها عقوبة (السجن لمدّة سبع سنوات لأي شخصٍ يتعامل بالدولار)، وقد طُلب من أولياء الأمور التوقيع على دفاتر أبنائهم التي تحتوي على تعليمات تخص (المرسومين 3 و4، المتعلقين بالتداول بغير الليرة السورية)، كان تمّ تلقينها للطلاب خلال فترة الدوام الرسمي في المدرسة، وهو ما أثار حفيظة قسمٍ كبير من الأهالي جراء تحويل المدارس إلى منابر لنشر الهلع والخوف في صفوف الأطفال وذويهم على حدٍ سواء".

ووفقاً لما أشار إليه المصدر، فإنّ النظام عاد إلى ممارسة عمليات التضييق الأمني التي أخذت تطال مختلف جوانب الحياة العامة والخاصة للمدنيين في مناطق سيطرته، إلاّ أنّ أحداً لا يجرؤ على الاعتراض أو التعليق على هذه الممارسات خوفاً من الاعتقال أو المساءلة القانونية.

وتزامنت هذه الخطوة مع قيام الأجهزة الأمنية للنظام باعتقال اثنين من أبناء مدينة "الرحيبة" أثناء عودتهم من العاصمة دمشق إلى المدينة، وذلك بحجة حملهم لبعض الأوراق المالية من فئة الدولار الأمريكي، دون الإفصاح حتى الآن عن مكان اعتقالهم.

وتُركز أفرع النظام في الوقت الراهن على ملاحقة وتجريم كل من يتعامل بالدولار في منطقة "القلمون"، حالها في ذلك حال بقية مدن وبلدات محافظة ريف دمشق، دون الأخذ بعين الاعتبار حاجة البعض ولا سيما التجّار والصناعيين إلى هذه العملة لاستمرار أعمالهم ونشاطهم التجاري داخل وخارج سوريا. كانت قوات النظام سيطرت في شهر نيسان/ إبريل من العام 2018، على كامل مدن وبلدات منطقة "القلمون" الشرقي وهي: (الرحيبة، الضمير، جيرود، الناصرية)، عقب اتفاق جرى التوصل إليه برعاية "روسية" مع فصائل "المقاومة" العاملة فيها، وقضى حينئذٍ بتهجير المقاتلين وآلاف المدنيين الرافضين لبنود "المصالحة" مع النظام إلى الشمال السوري.

زمان الوصل
(133)    هل أعجبتك المقالة (138)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي