حنطاية.. ملازم من قوات النظام دعا لنفسه بالتسريح فسقط قتيلا في إدلب

خمسة أيام فقط بين منشوره الذي دعا لنفسه بـ"التسريح بالصحة والعافية"، وبين مصرعه على جبهات إدلب وهو يقاتل في صفوف مليشيات النظام ضمن ما يسمى "الفيلق الخامس"، الذي تديره روسيا.

ففي 25 كانون الثاني/ يناير الجاري، وعقب انتهاء آخر إجازاته، نشر العسكري "أحمد حنطاية" كلاما قال فيه: "وتنتهي الإجازات ونعود للموت والحرب.. اللهم نسألك التسريح بالصحة والعافية"، قبل أن يسقط قتيلا في جبهات إدلب وينعى بوصفه "الملازم الشهيد".

لكن "حنطاية" المتحدر من حلب، وابن أحد المحامين فيها، لم يكن يتمنى أي صحة ولا عافية لأهل إدلب وسكانها، وهو يشارك نظامه وقوى الاحتلال من روس وإيرانيين في قتلهم وتشريدهم، وذلك ما أفصح عنه عندما توعدهم بعبارة "قادمون يا إدلب" مرفقا إياه بصور له بالبدلة العسكرية، وفق منشور أدرجه في صفحته بتاريخ 17 الشهر الجاري.

وتكبد النظام خلال حملته الأخيرة على إدلب خسائر بشرية كبيرة في صفوف قواته، حيث أقرت موسكو بسقوط حوالي 520 من عساكر ومرتزقة الأسد بين قتيل وجريح خلال العشرين يوما الماضية فقط.

وخلال السنوات الأخيرة، أطلق الكثير من الموالين حملات مناشدة لبشار الأسد تدعوه للرأفة بحالهم، وتسريحهم حفظا لما بقي من صحتهم ومستقبلهم، لكن النظام تجاهل معظم هذه الأصوات، التي بدأت تتلاشى، لا لشيء، إنما لأن هناك قسما منهم قتل قبل أن يرى ورقة التسريح بعينيه، فيما قطع القسم الآخر الأمل من مغادرة الجيش سوى إلى المقبرة أو الكرسي المتحرك.