بدأت الحكومة التركية في الآونة الأخيرة بتطبيق إجراءات تهدف إلى تجنيس عائلات قتلى "الجيش الوطني" المشاركين في عملية "نبع السلام" التي أطلقتها بتاريخ 11/ تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.
وبحسب مصدر خاص في "الفيلق الأول" المنضوي في "الجيش الوطني" فإنّ تركيا طلبت مؤخراً من فصائل الأخير تزويدها بقوائم تضم أسماء قتلاهم الذين قضوا في عملية "نبع السلام"، وذلك بهدف استكمال إجراءات منح عائلاتهم الجنسية التركية، على غرار ما حصل سابقاً في منطقتي (درع الفرات، غصن الزيتون) في ريف حلب الشمالي والشرقي.
وأوضح المصدر في حديثه لـ"زمان الوصل" قائلاً إنّ "قرار التجنيس يشمل زوجة وأبناء كل مقاتل سوري (فقد حياته) في المعارك التي دارت في منطقة (نبع السلام)، وفي حال كان المقاتل غير متزوج فسوف تمنح الجنسية لوالديه، بالإضافة إلى إخوته غير المتزوجين".
حسب قوله ووفقاً لما أشار إليه المصدر فإنّ عدد أسماء عناصر القتلى الذي يشملهم قرار التجنيس والتعويضات المادية، تجاوز 350 اسماً، حيث تسلمت الحكومة التركية كافة البيانات الخاصة بعائلاتهم وعدد أفراد كل عائلة منهم، إضافةً إلى نسخٍ مصورة عن جميع الأوراق الثبوتية الرسمية التي يمتلكونها. ورجّح المصدر أن يتم منح عوائل مقاتلي "الجيش الوطني" الذين فقدوا حياتهم في العمليات الأخيرة شرق نهر الفرات، امتيازات أخرى مثل: منح شقة سكنية مجانية لكل عائلة، فضلاً عن تعويضات مادية تقدّر بنحو 40 ألف ليرة تركية، بما يضمن لهم حياة كريمة على الأراضي التركية.
ونبّه المصدر إلى أنّ أسماء عوائل قتلى "الجيش الوطني"، الذين رُفِعت أسماؤهم للحصول على الجنسية التركية ما تزال في طور الدراسة، وهي عملية تحتاج إلى وقتٍ وجهد طويلين، ويتوجب على كل عائلة منهم إجراء العديد من المقابلات التمهيدية مع مندوبين أتراك، بغية التأكد من استيفاء شروط القبول هذا من جهة، ومن جهة أخرى للتأكد من صحة بياناتهم ومطابقتها مع ما بحوزة الأتراك من معلومات عنهم.
واستدرك المصدر قائلاً "توجد عشرات العوائل التي لم يُقبل ملفها سابقاً في عملية (غصن الزيتون)، وبعضهم رُفِض ملفه أو ما يزال إلى الآن بانتظار فرصة الحصول على الجنسية التركية، دون معرفة أسباب الرفض أو التأخير".
*تجنيس القادة
في موازاة ذلك طلب ممثلون عسكريون أتراك -بشكلٍ سري- من بعض قادة فصائل "نبع السلام" تزويدهم بقوائم اسمية أخرى، تضم أسماءهم وأسماء عدد من المقربين لهم، تمهيداً لمنحهم الجنسية التركية أيضاً.
وبيّن المصدر ذاته أنّ هذه المسألة نسبية، إذ إنّها تختلف بين فصيلٍ وآخر، حسب درجة الولاء ومتانة العلاقة مع الأتراك، وقد تتراوح الأعداد المرشحين للحصول على الجنسية بين 5 إلى 10 أشخاص على أفضل تقدير، وربما أكثر أو أقل من ذلك.
وأكدّ المصدر أنّ هذه الخطوة مبدئية، ومحصورة في عددٍ ضيق جداً من الفصائل، حيث تمثلت برفع الأسماء فقط، علماً أنّ بعض قادة الفصائل الأخرى ولا سيما "التركمانية" منها، سبق لهم وأن حصلوا على جنسيات تركية.
وكان "الجيش الوطني" سيطر في 13 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على كلٍ من مدينة "تل أبيض" وبلدة "سلوك" المحاذيتين للحدود السورية-التركية، وذلك في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في أنحاء متفرقة شرق نهر الفرات.
خالد محمد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية