طالبت القيادة التركية من فصائل "الجيش الوطني" الاستعداد لـ"مرحلة قد تكون المواجهة هي الخيار الرئيسي إن لم يكن الوحيد في ضوء وصول الجهود الدبلوماسية إلى طريق مسدود فيما يتعلق بالتهدئة".
جاء ذلك في اجتماع مطول يوم أمس الخميس في اسطنبول، جمع رئيس جهاز المخابرات التركي "حقان فيدان" ومستشار الرئيس التركي وضباطا كبارا من هيئة الأركان التركية، ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة "سليم إدريس" وقائد الجبهة الوطنية "فضل الله الحجي" وقادة الفصائل التابعة للجبهة، ومنهم قائد "فيلق الشام وقائد صقور الشام وقائد أحرار الشام وقائد الجبهة الشامية".
وأكد مصدر خاص لـ"زمان الوصل" أن الأتراك وصلوا لدرجة كبيرة من اليأس نتيجة الوعود الروسية غير الصادقة تجاه التهدئة، ومن هذه المزاعم أن "نظام الأسد لا يبدي تجاوبا كاملا معهم".
وشدد المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن "القيادة التركية أكدت على عدم تخليها عن الدعم المطلق للثورة"، معتبرا أن هذا "الاجتماع من أهم الاجتماعات على الإطلاق استمر 6 ساعات".
وأوضح أن "الجانب السوري نقل تصوره للأوضاع وتوقعه للتطورات في المستقبل، كما طرح تخوفه مما يجري ومما يمكن أن تؤول إليه الأمور، مبديا مخاوفه مما يمكن أن يكون عليه الموقف التركي في المستقبل ودون أي مواربة أو مداهنة".
وقال المصدر إن "أهمية الاجتماع لأنه يأتي عقب اجتماع مماثل ولم يكن بهذا الحجم عقد الأربعاء قبل الماضي مع الأتراك، حيث رتب الاجتماع على عجل وأبلغ الأتراك فيه الجانب السوري بتصلب الروس وتفلت النظام وضرورة الاستعداد في ضوء ذلك للقادم".
وأضاف أن "الاجتماع السابق أثار ظنون البعض أو ساد الشعور لديهم أن الأتراك بدؤوا بالتنصل من تعهدهم بالدعم المستمر للثورة، غير أن الأمر لم يكن كذلك أبدا، وما حدث بالتحديد أن الاتراك طلبوا الاستعداد لمرحلة قد تكون المواجهة هي الخيار الرئيسي إن لم يكن الوحيد في ضوء وصول الجهود الدبلوماسية الى طريق مسدود بصدد التهدئة".
ولفت المصدر أن "البعض فهم الرسالة خطأ، فلم يعلن الأتراك لا في هذا الاجتماع ولا في أي اجتماع غيره تخليهم عن الدعم المطلق للثورة، ولم يظهر ما يشير إلى ذلك أبدا".
وأشار إلى أن "اجتماع الخميس جاء ليزيل الشكوك التي سربها البعض عن أجواء الأربعاء قبل الماضي، ولتوضيح الصورة بجلاء، حيث قال (فيدان) إن الموقف التركي مبدئي من ثورة السوريين وإن الدعم للثورة سيستمر وسيتطور وسيكون حسب الحاجة، وإن علينا أن نتوقع مواجهة طويلة لن نقف فيها وحدنا بل ستجدون إخوانكم الأتراك معكم".
وأكد "فيدان" أن "الدعم التركي لن يكون بحدود حتى يتحقق الحل الذي يرضي السوريين كلهم، مشددا على أن على السوريين أن يتحملوا مسؤوليتهم فالقضية قضيتهم بالدرجة الأولى، وأول ما يجب أن يقوموا به هو توحيد صفوفهم وخطابهم".
وأردف محدثنا أن "فيدان" أشار "بوضوح إلى أن دعم الثورة السورية مسألة أمن قومي تركي، ولن نسمح بحال من الأحوال بانكسار الثورة السورية". وقال المصدر إن "موضوع محاربة أو مواجهة هيئة تحرير الشام لم يطرح، وكل ما نشر حول ذلك لا أساس له من الصحة".
وختم المصدر بالقول: "إن تطورا نوعيا بدأ على الأرض من حيث تزويد الثوار ببعض أنواع الأسلحة الحديثة سيظهر خلال أيام أو أسابيع لا أكثر وسيرى أثره أهلنا بأعينهم".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية