ما إن أطلقت صفحات النظام حملتها لدعم الليرة المتهاوية، حتى انبرى الكثيرون للمزاودة بعروض أقل ما يقال عنها إنها عروض تصيد واستغفال، لخلوها من أي مقومات تتوافق مع أدنى درجات العقل والمنطق.
ولكن كل تلك العروض الخلبية أو الاستغفالية الهادفة لحصد الإعجابات وجمع المشاركات كانت بكفة، والعرض الذي قدمه شبيح مقيم في ألمانيا كان بكفة أخرى، إذ عرض "جورج نقولا أنطون" أمرا لا يمكن تصديقه إلا من قبل العقول الواهية، ولكنه ما لبث أن تنصل منه، بحجة أنه لم يكن يتخيل هذا القدر من الطلبات.
فقد أعلن "أنطون" عن عرضه في صفحته الشخصية قائلا: "أنا المواطن السوري جورج نقولا أنطون المقيم حاليا في ألمانيا أعلن عن شرائي أي قطعة نقدية معدنية من فئة الليرة السورية بواحد يورو على أن يتم دفع ثمن الليرة المعدنية بالعملة السورية وحسب سعر المصرف السوري المركزي الحالي. على الراغبين بهذا الاستبدال التواصل معي على الخاص ليقوم أحد أصدقائي في سوريا بدفع المبلغ واستلام الليرات المعدنية، كما أناشد جميع المغتربين السوريين أن يحذو حذوي مساهمة منا لزيادة الطلب على الليرة السورية الحبيبة".
وما إن أدرج "أنطون" منشوره حتى طارت به صفحات النظام وتداولته بكثافة عالية، مستغبية متابعيها الذين انساقوا وراء الأمر، قبل أن يعلن الشبيح "أنطون" تنصله مما وعد ومنى بها الكثيرين.
اللافت أن الصفحات الموالية ما زالت مصرة على تناقل ومشاركة منشور "أنطون" الذي يتضمن عرضه الاستغفالي، بينما لم تكلف نفسه عناء إخبار متابعيها بأن "العرض" انتهى ومات ككثير من العروض التي ولدت في الفضاء الافتراضي، وهدفها الأول ركوب الموجة والاستحواذ على أكبر قدر من الإعجابات.
واللافت أن "أنطون" لم يكتف بالتنصل من عرضه، بل إنه حذف منشور العرض كليا، وكأنه لم يكن، وساق للناس حجة سخيفة مفادها أنها فوجئ بغزارة الطلبات التي انهالت عليه، وكأنه كان متوقعا مثلا أن يكون لديه 3 أو 4 طلبات من طرف ملايين السوريين!
وقال "أنطون" في منشور تنصله: "الأصدقاء الأعزاء، كنت قد طرحت في منشوري السابق عن مبادرتي لدعم الليرة السورية و استبدالها باليورو حسب سعر صرف المركزي، لكني و بصراحة لم أتوقع هذا العدد الهائل(بالمئات) من الطلبات على الماسنجر حتى أني لم أجد الوقت الكافي للرد على الجميع فقمت بأخذ بضعة طلبات كبادرة مني للمساهمة في دعم الليرة السورية وحسب الميزانية المتواضعة التي رصدتها لهكذا موضوع"، وتظهر العبارة الأخيرة من منشور التنصل مدى استهتار الشبيح بالسوريين واستغبائه لهم، إذ إنه وللأسف رصد "ميزانية متواضعة" للأمر، في حين أنه قال في منشور العرض الأول إنه مستعد لشراء "أي" قطعة نقدية معدنية من فئة الليرة السورية، و"أي" هنا تعني لمن يعرف أبسط قواعد العربية "كل"، ولكن الكل تحول على يد شبيح الأسد إلى "بضعة" ليقفل باب استغباء القطيع إلى حين، ريثما يسعفه النظام بحملة أخرى لإلهاء الناس عن وضعهم الكارثي والتلاعب بعقولهم.
بقي أن نقول إن جولة قصيرة في صفحة "جورج نقولا أنطون" تفصح أنه ليس شبيحا عاديا فقط، بل هو من الطراز المثير لأعلى درجات الغثيان، حيث يعيش في الغرب ويدعم بكل ثقله محور الإجرام والقتل، الذي يسميه محور المقاومة، وفي مقدمته بشار الأسد ونظام الملالي، فضلا عن روسيا البوتينية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية