أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صاحبة سليفي الجثث تتحول إلى مندوبة دعاية ومبيعات

علوش

من محل إلى محل، قفزت المذيعة في قناة "سما" الموالية بمكيرفونها (ميكرفونها الخاص) لتنشر مقاطع الدعاية لعدد من محلات وتجار حلب، ممن شاركوا بحملة لـ"دعم الليرة"، بدءا من "حمالة السيديات" على حد وصفها، وانتهاء بـ"صندويشة فلافل" على حد تعبيرها أيضا.

5 مقاطع مرئية صورتها المذيعة "كنانة علوش" يوم أمس الاثنين في حلب، عملت بموجبها كمندوبة دعاية وتسويق لعدد من المحلات، تحت ذريعة تغطية المشاركين بحملة "دعم الليرة".

ورغم أن تغطية جميع ما قامت به هذه المحلات يمكن أن تتم عبر تقرير لا يتجاوز دقيقتين، فقد حرصت "علوش" على إبراز كل محل في تقرير خاص، وتراوحت مدة التقرير بين 3 دقائق وصولا إلى 8 دقائق، كما في التقرير الخاص بصاحب مطعم للفلافل، أفاد علوش بأن هدفه من المشاركة في المبادرة أن يجعل "الشعب الي مات يرجع يحيا".

هذا "الشعب" الذي حرصت "علوش" في مقاطعها الدعائية على إظهاره جوعانا ومستعدا للتزاحم والانتظار المهين في جو قارس من البرد، لقاء أن يحصل على لقمة بـ"ليرة" (لم تسطع في تغطيتها لمحل شاورما أن توثق حصول أي من المتجمهرين على ما جاء لأجله).

وفي خضم انشغالها بالدعاية لبعض المحلات، لاسيما المطاعم، ودعوتها لتزويدها باسم كل محل يشارك بالحملة، من أجل أن تهب لتصويره والترويج له.. في خضم ذلك، تجاهلت "علوش" التعليقات التي تشكك بالحملة، وتلك التي تبين أن حقيقتها هي التسويق لا أكثر، بل إن بعضها مجرد دعاية "خلبية" من أجل جلب الناس من بيوتهم إلى المحل المقصود، وعندما يحضرون يفاجئون بمن يقول لهم إن "العرض انتهى".

وتساءل البعض عن مغزى عرض السلع المشاركة بليرة، علما أن هذه الليرة شبه مفقودة، بل هي عمليا مسحوبة من التداول منذ عام 2013، وبموجب قرار صادر عن "الحكومة" التابعة للنظام.

كما تساءل آخرون لماذا لايقبل التجار المشاركون بالحملة بمبلغ من قبيل 5 أو 10 ليرات، ولماذا يصرون على قطعة الليرة شبه المفقودة، والتي يحتفظ البعض بها على سبيل الذكرى لا أكثر.

"علوش" تجاهلت كل ذلك، وتجاهلت أيضا من سألها بكل مباشرة ووضوح، أين هي "الدولة" من دعم الفقراء ولماذا لا تخفض أسعار الخبز أو المحروقات إن كانت جادة بدعمهم، بدل تركهم فريسة لحملات تستمر ساعات ولا تسمن أو تغني من جوع.

وعرفت "علوش" بكونها مراسلة حربية نشطت في مواكبة قوات النظام ومليشياته، وتوثيق إجرامهم دون أي وازع أخلاقي ولا حتى مهني، وبلغت هذه التغطية قاعها عندما نشرت "علوش" صورة سيلفي لها أمام عدد من الجثث في ربيع 2016، وهي بكامل مكياجها مع ابتسامة واضحة، زاعمة أن هذه الجثث تعود لـ"إرهابيين" قضى عليهم نظامها وخلص السوريين من شرورهم.

زمان الوصل
(137)    هل أعجبتك المقالة (140)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي