أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نال 5 جوائز عالمية.."سجون غير مرئية" فيلم يلامس خوف السوريين من المجهول

تم تصويره ما بين هولندا وفرنسا

نال فيلم "سجون غير مرئية" للمخرج السوري الشاب "عروة الأحمد" خمس جوائز عالمية بعد أشهر قليلة من إنجازه، ومنها جائزة أفضل مخرج في مهرجان Kosice وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان Beyond Earth Film Festival وجائزة أفضل فيلم وثائقي، وأفضل إخراج في مهرجان Košice International Film Festival 2019 في سلوڤاكيا.

وتم ترشيحه لجائزة أفضل فيلم في مهرجان KRAF في كرواتيا في عامه الخمسين، ويلامس الفيلم الذي ينتمي إلى السينما التجريبية هواجس السوريين وبخاصة الموجودين في أوروبا ممن بدؤوا ينخرطون في مجتمعات أو "أوطان بديلة"، ولم يعد موضوع العودة إلى سوريا وارداً ضمن حساباتهم، ويحاول الفيلم أن يجري تقاطعاً ما بين هواجس هؤلاء السوريين والإنسان الغربي، مسلطاً الضوء على مشاعر الخوف والحيرة التي تنتابهم حيال الماضي والحاضر والمستقبل.

وروى "الأحمد" في حديث لـ"زمان الوصل" أن فكرة فيلمه الجديد جاءت أثناء تفكيره بالبحث عن القاسم المشترك ما بين البشر جميعاً على سطح الكرة الأرضية على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم ومواقفهم، فلم يجد -حسب قوله- من جواب سوى الخوف والألم، وهو ديدن البشر والقاسم المشترك الأكبر بينهم. وأردف محدثنا أنه سأل مجموعة من الأشخاص قبل الشروع بالفيلم أسئلة محددة حول الأشياء التي يخافون منها في الحياة.

وكشف "الأحمد" أن فيلمه ضم ثلاثة أبطال وهو رابعهم، ولكل منهم تجربة مختلفة عن غيره، فأحدهم لديه تجربة اللجوء عبر البحر وثمة بطلة لديها خوف من أنها لن تستطيع رؤية والدتها بعد أن خرجت إلى أوروبا ولم يعد بوسعها العودة إلى سوريا.


وكان محدثنا -كما يقول- يبحث في عدم وجود مسببات للخوف وهذا -بحد ذاته- خوف أكبر، وما بين الناس الذين كان لديهم خوف من الماضي حملته معها إلى أوروبا، ومن لديه خوف من القادم وجد أبطال الفيلم أنفسهم -كما يقول- في منطقة الخوف بغض النظر عن أسبابه ودوافعه.

واستدرك المخرج المتحدّر من مدينة "حمص" أن "كل هذه المخاوف الموجودة عند الناس هم بالذات سببها، وهم من شيّد هذه السجون اللامرئية داخل عقولهم وباتوا يرضخون لها أو يعتقلون أنفسهم داخلها".

وأردف أن "الخوف سجن إما أن تدخله وتصبح حبيسه، وتقلع عن الطيران، أو ترفرف خارج قضبانه طليقاً لا مبالياً بكلّ احتمالاته التي يطرحها".

واستغرق تصوير "سجون غير مرئية"، وهو من النوع التسجيلي القصير حوالي الشهر وتخلله –حسب مخرجه- مشاهد فانتازيا ومشاهد درامية لذات الأبطال وهم يخوضون صراعاً مع الزمن ومحاربة الخوف والوقت والقلق. وأشار المخرج الشاب إلى أن ما يريد الفيلم قوله إن الهاجس الأول لدى البشر جميعاً هو فقدان من نحب، سواء الأهل أو الأصدقاء والأحبة، إضافة إلى معاناة الوحدة ومحاولة الإيحاء بأنهم على ما يرام ولكنهم ليسوا كذلك وهي الجملة التي ينتهي بها الفيلم.


وكشف "عروة" أن فيلم "سجون غير مرئية" الذي تم تصويره ما بين هولندا وفرنسا كان أصعب مشاريعه السينمائية ليس من ناحية الجهد الذهني فحسب، بل من حيث التنفيذ أيضاً، حيث اضطر أثناء تصويره لأن يكون شبيهاً بالآلة أو الجماد بعيداً عن التفاعل عاطفياً مع ما يقوله أبطال الفيلم لكي يكون حكمه أقرب إلى الحياد، ليتمكن من قيادة هذا المشروع إلى النهاية، وهذا أمر كان بمنتهى الصعوبة لأن ما يقوله أبطال الفيلم مؤثر ويشترك معهم فيه فكان أمام مهمتين أن يخرج هذا الفيلم من ناحية ويضبط نفسه حيال مشاعره أثناء التصوير، وختم الأحمد بالثناء على فريق عمله الذي امتلك الشجاعة لخوض هذه التجربة، فالحديث عن السجون السرية يحتاج الكثير من الجرأة، والتصالح مع الذات.

بطاقة الفيلم:

تأليف وإخراج عروة الأحمد:

تمثيل: "أحمد الحرفي، سيريز جلبوط، هدى الحلاق، وعروة الأحمد".

مدير التصوير: "سومر البيش".

الموسيقا التصويرية: الفنان الأمريكي "ستيڤ ماثيو كارتر"

مدير الإنتاج "بشار موسى".

إنتاج "فرات ميديا" -لندن و"ليو برودكشن" - باريس.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (144)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي