"بي بي سي": زعماء عشائر وشخصيات علوية تجتمع سرا في برلين

كشفت محطة "BBC" البريطانية عن اجتماعات سرية عُقدت في برلين مؤخراً وضمت رؤساء عشائر سورية وبعض شخصيات الطائفة العلوية "للتغلب على الانقسامات الطائفية التي تمزق البلاد وإيجاد طريق للسلام بعيدا عن وهج الدعاية والضغوط السياسية"- بحسب تقرير كتبه الصحفي "داميان ماكغينيس".
وأشار التقرير إلى أن العديد ممن حضر الاجتماعات قريبون من النظام وسافروا مباشرة من دمشق، لكنهم لا يدعمونه بشكل كامل بالضرورة، إلى جانب آخرين ينتمون إلى مناطق تقع خارج سيطرة النظام لكنهم -حسب قوله- لا يدعمون المعارضة المسلحة، والبعض يعيشون في ألمانيا وهم الأغلبية الصامتة التي تريد السلام.
وزعم "دانييل جيرلاش" محلل شؤون الشرق الأوسط ويساعد الألمان لكاتب التقرير أن "أن هؤلاء المشاركين في الاجتماعات يرون أنفسهم كممثلين لحوالي 70٪ من المجتمع السوري الذي لا ينحاز إلى الفصائل المسلحة أو إلى النظام أو مع كل أطراف الحرب في هذا البلد".
وتعقد الاجتماعات التي تمولها تبرعات خاصة وحكومات أوروبية، في برلين لأن ألمانيا تعتبر دولة محايدة نسبياً ولأنها تضم عدداً كبيراً من اللاجئين الذين تدفقوا إليها بعد الحرب.
وكانت اجتماعات سابقة ضمت شخصيات وقيادات من المكونات العرقية والدينية والطائفية السورية عقدت في برلين نوفمبر عام 2017 قد أفضت إلى توقيع وثيقة من 11 بنداً وعكست هذه الوثيقة التي أُطلق عليها اسم "مدونة قواعد السلوك للتعايش السوري" توافقات الكتلة الوسط في المجتمع السوري بعيداً من معادلتي النظام والمعارضة -حسب بيان صدر آنذاك- ومن هذه البنود "وحدة سوريا" و"المحاسبة الفردية بلا ثأر" و"جبر الضرر" و"متابعة الملف الإنساني" و"المكاشفة والاعتراف".
ورأى كاتب المقال أن بعض المشاركين في هذا اللقاء الذي يعقد في الظل خاطروا بحياتهم للقدوم إلى هذا المكان، حيث يُعتبر تواصل الطرفين مع بعضهما البعض خيانة لكل من النظام والمعارضة، ولذلك اضطر المشاركون إلى ترك جوالاتهم عند الباب منعاً لأي تسريبات من داخل الاجتماعات.
وقال الشيخ "أمير الدندل" زعيم إحدى القبائل الكبيرة على الحدود السورية مع العراق وفقد أخاه في الحرب عندما سأله كاتب المقال كيف يدير الحديث مع أشخاص على الجانب الآخر من الصراع بأن "الكل خاسر ولذلك نحن بحاجة للتغلب على جروحنا والاستمرار في هذا الصراع يعني ببساطة المزيد من الخسائر"، حسب قوله.
وقال "عبد الله روفائيل"، وهو مسيحي من حمص: "عندما تم توقيع قواعد السلوك أول مرة كان الموقعون خائفين"، مشيرا إلى أن مثل هذه الوثيقة وقعها جده بعد الحرب العالمية الأولى وأدى توقيعها إلى استقلال سوريا في النصف الأول من القرن العشرين.
وأضاف كاتب المقال أن هذه الوثيقة الآن تحظى بقبول كبير في المجتمع السوري ويعتمد عليها السوريون لكي يصبحوا شعباً جديداً بعد الحرب الرهيبة، حسب تعبيره.
وأشار "ماكغينيس" إلى أن الشخصيات القيادية المجتمعة دأبت من خلال اتصالاتها ونفوذها ووسائل التواصل الاجتماعي على نشر التعهدات التي تم الأخذ بها عام 2017، وبعد نقاش حاد تم توقيع التزام آخر مساء الأربعاء يتعهد بعدم تحميل أي شخص المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها أفراد آخرون من دينهم أو أسرهم أو عرقهم، بهدف تجنب العقاب العنيف ضد مجموعة معينة، حسب قوله.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية