أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل تسبب "اجتماع درعا" بمقتل سليماني... المشروع الإيراني على المحك في الجنوب السوري

من تشييع سليماني في طهران - جيتي

منذ أن قامت روسيا ونظام الأسد باستلام الجنوب السوري عبر اتفاقيات دولية وخيانات محلية، لم تتوانَ إيران وميليشيا حزب الله اللبناني عن خلق وإيجاد مشاريعهما وخلاياهما الخاصة للسيطرة على المنطقة، فقد استطاعت إيران وحزب الله تجنيد مئات الشباب في الجنوب السوري بدءا من القنيطرة وصولا إلى الريف الشرقي لدرعا، وكل ذلك وفق إما توجه عقائدي شيعي بحت أو تحت عباءة العداء للصهيونية ومحاربة "إسرائيل".

مصادر خاصة أكدت لـ"زمان الوصل" أن "قاسم سليماني" عمل على إجراء اجتماع قبل مقتله بشهر واحد في مقر (الفوج 89) التابع لنظام الأسد في بلدة "جباب" بمحافظة درعا، ضم هذا الاجتماع ممثلين عن المجالس المحلية في المحافظة، إضافة لعدد من الأشخاص الفاعلين في تجنيد الشبان السوريين، والذين تشرف على عملهم ميليشيا حزب الله اللبناني.

*ما هو مضمون الاجتماع
أضافت المصادر الخاصة أن "قاسم سليماني" ومعه 12 شخصا توزعوا بين ضباط إيرانيين وقادة من ميليشيا حزب الله اللبناني أكدوا على ضرورة تكريس كل عمل المجالس المحلية في دعم المليشيات التي أوجدتها إيران وحزب الله هناك، وذلك عبر عدد من المشاريع التي تنفذها ميليشيا الحرس الثوري في المنطقة، إضافة إلى تجنيد أي دعم خارجي يتم تقديمه من المنظمات المدنية الدولية لصالح تلك الميليشيات، وكل ذلك يتم عبر المجالس المحلية وعبر إحداث منظمات إغاثية جديدة في الجنوب مثل منظمة "الإحسان".

المصادر أضافت أنه تم التشديد في الاجتماع على زيادة عدد المنتسبين للميليشيات التي تسميها إيران بالمقاومة الإسلامية في الجنوب السوري، وخاصة في بلدتي "كفر شمس" و"الحارة" من ريف درعا الغربي، وهذا ما حصل فعلا بعد الاجتماع الذي تم على مدار أسبوع كامل، حيث سلم المدعو "ثامر الفروخ" من مدينة "الحارة"، وهو أحد الأشخاص الذين حضروا الاجتماع ملفات 40 شابا للانتساب إلى ميليشيا المقاومة الإسلامية، وتم تقديم هذه الملفات للحاج "مرتضى الحسين" مسؤول المكتب السياسي لحزب الله اللبناني، وهو سوري من محافظة دير الزور ويقيم بحي "الأمين" بدمشق، والمدعو "محمد جعفر" وهو شيعي سوري من مدينة "بصرى الشام"، ويعتبر المسؤول الميداني لميليشيا حزب الله في المنطقة.

*المشاريع الإيرانية في الجنوب
أوضحت المصادر الخاصة أن إيران بدأت بالعديد من المشاريع الإنتاجية في الجنوب السوري، كان أهمها في محافظة القنيطرة والريف الغربي لدرعا، حيث سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي التي تعود ملكيتها للدولة، وعملت على شراء أكثر من 15 ألف رأس من الماشية، في حين تم منع الأهالي من اقتناء أكثر من عدد محدد من المواشي، وذلك لحصر إنتاج الثروة الحيوانية بيد عملاء الميليشيات الإيرانية، كما واستثمرت إيران في الثروة السمكية في سد "كودنة" الذي يعتبر خزانا للثروة السمكية في المنطقة.

إلى جانب ذلك قالت المصادر الخاصة "إن إيران بدأت بتوزيع بطاقات إلكترونية خاصة بالإنترنت اسمها "ايمتل"، وأوجدت العديد من المراكز لبيعها، بالإضافة إلى استثماراتها في المطاعم ومحلات الأدوات الصحية والدهان والبناء في المنطقة عبر كل من عملائها المدعو "خضر الطاهر الملقب بأبو علي غوار".

*الرابعة تتهم روسيا بمقتل "سليماني"
على إثر قيام أمريكا بقتل قائد الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" في العراق بعد مغادرته سوريا، بدأت الإتهامات تتوجه من قبل المليشيات الإيرانية وضباط "الفرقة الرابعة" التابعة لنظام الأسد والموالية لإيران إلى الروس، بأنهم هم من قاموا بإعطاء تحركات "سليماني" ومن معه للإستخبارات الأمريكية والتي عملت على استهدافه.

وعزت المصادر الاتهام جاء بعد الخلاف الذي تم بين "سليماني" وجنرال روسي في اجتماع ضم "سليماني" وجنرالات روس بمدينة "حماة"، حيث طلب الروس من "سليماني" زيادة عدد ميليشياته المشاركة في معارك "إدلب"، وذلك بسبب النقص في الجنود على الأرض، وهو ما وافق عليه "سليماني" بشرط أن ترفع روسيا يدها عن الجنوب، وهو ما رفضه الروس، وعلى إثرها أصدر "سليماني" أمرا لميليشياته وللفرقة الرابعة بالانسحاب من ريف اللاذقية، والتوجه الى مدينة "حلب" وريفها، وهذا يعني كشف الغطاء العسكري عن قاعدة "حميميم" الروسية على الساحل السوري، وهو ما أثار سخط الروس على "سليماني" وبعدها تم تسريب تحركاته وتمت تصفيته بعدها على يد سلاح الجو الأمريكي وذلك بحسب ما فسرته المصادر الخاصة.

*المشروع الإيراني بعد مقتل "سليماني"
قاد "قاسم سليماني" خطة انتشار مليشيا حزب الله والمليشيات الإيرانية في جميع أرجاء سوريا، وخصوصا في الجنوب السوري، لما له من أهمية كبيرة من قربه لإسرائيل التي تعتبر الشماعة الرئيسية التي تقيم عليها إيران ميليشياتها الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.

كان آخر اجتماع أجراه "سليماني" في بلدة "جباب" هو الاجتماع الأهم من حيث التخطيط والإستراتيجية التي ستتبعها المليشيات في الجنوب، لكن هذه الخطط والاستراتيجيات تم تغييرها بعد مقتل "سليماني"، إذ باتت تحركات الميليشيات أكثر تقيدا وأكثر سرية من ذي قبل، حيث تم تقليص حركة القيادات الميليشيوية بشكل شبه نهائي، بالإضافة إلى ذلك تم تكليف شخص واحد فقط لإدارة أمور الجنوب وهو الحاج "منير شعيتاني" المعروف بأبي هاشم -لبناني الجنسية، والذي يعتبر المسؤول عن ملف مرتفعات الجولان بميليشيا حزب الله، في حين تم سحب باقي القيادات إلى دمشق، وخصوصا بعد أن تلقى النظام الأسد رسالة من ضباط روس مفادها بأن على الروس اتخاذ إجراءات وتسويات قد تكون مؤلمة بالنسبة للنظام بحسب ما أكدته المصادر الخاصة.

يعتبر العالم مقتل قائد ميليشيا الحرس الثوري "قاسم سليماني" تاريخ فاصل للمشاريع الإيرانية في الدول العربية، فالعقل المدبر للإرهاب في المنطقة قُضي عليه بطريقة أشبه بسيناريوهات الأفلام الأمريكية، كما وأن إيران تعاني عقوبات اقتصادية هائلة، وبالتالي باتت مشاريعه الإجرامية في مهب الريح وخصوصا أن الدور الروسي بدأ يظهر جليلا أمام تحركات المليشيات الإيرانية في سوريا.

وليد السليمان - زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (162)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي