أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ناشطون يشاركون أطفال المخيمات معاناة "الطين" في ريف إدلب

الصور أدناه - زمان الوصل

بعيداً عن أضواء الكاميرات والبدلات الأنيقة والقمصان وربطات العنق لموظفي المنظمات الإغاثية التي ألفها أهالي مخيمات النزوح في الشمال السوري شتاء كل عام نظّم ناشطون في ريف إدلب فعالية ترفيهية أرادوا لها أن تكون تجسيداً حقيقياً من واقع هذه المخيمات، وتحمل الفرحة لقلوب أطفالها من عمق معاناتهم، وتضمنت هذه الفعالية التي أُقيمت في مخيم "البراعم" غرب مدينة "سرمدا" الخميس الماضي مباراة بكرة القدم ونشاطات في الرسم واللعب والترفيه فوق الطين.

وروى الناشط "يوسف موسى شعبان" أحد منظمي الفعالية لـ"زمان الوصل" أن أهالي مخيمات النزوح اعتادوا في فصل الشتاء كل عام مع مأساة الغرق والطين والعواصف على حضور ناشطين بثيابهم الدفيئة وهم يمتشقون كاميراتهم ليلتقطوا الصور وينشرونها مع نداءات الاستغاثة على صفحاتهم لإنقاذ هذه المخيمات ويتكرر الأمر كل عام دون أن يتغير شيء، إلى درجة أن العالم -كما يقول- ملّ هذه النداءات والصور والمناشدات، وباتت هذه الأوضاع المأساوية -حسب قوله- خبراً روتينياً في نشرات الأخبار مثلها مثل أخبار مقتل السوريين بشكل يومي.

وأشار "شعبان" إلى أن الفكرة جاءت من أجل إيصال المعاناة بطريقة مختلفة أي من خلال الانغماس في الطين الذي لطالما حمل صفة القدسية وسُقي من ماء السماء -حسب تعبيره- مشيراً إلى أن المخيم المذكور اعتاد على الغرق في الطين كل عام وصعوبة وصول السيارات إليه، سواء سيارات الإغاثة أو الخبز أو الدفاع المدني أو حتى طواقم الإسعاف في حالات الطوارئ، علاوة على وجود مسافات بعيدة بين هذه المخيمات والطرق المعبدة.

ولفت محدثنا إلى أن الهدف الرئيسي من هذه الفعالية الأولى من نوعها إيصال معاناة النازحين بطريقة لافتة ومشاركة أطفال المخيم أجواء المرح واللعب التي حُرموا منها لسنوات.

وأضاف المصدر أن الطين الذي كان أحد أشكال مأساة النازحين كل شتاء تحول إلى مصدر لبعض لحظات الفرح في الفعالية التي شارك فيها 40 شخصاً من جمعيات إغاثية وإعلاميين وناشطين في الثورة ومنشدين ورسامين، إضافة إلى أهالي المخيم وأطفاله.

وتابع "شعبان" أن هذه الفعالية المبتكرة وإن كانت غير مألوفة بالنسبة لضيوف المخيم فإنها كانت روتينية وجزءاً من حياة أطفال المخيم في معايشتهم اليومية للطين، حين اعتادوا الذهاب لجلب الخبز أو إلى المدارس وحتى أثناء اللعب والعودة إلى خيمهم وقد ملأ الطين أجسادهم وثيابهم.

وأردف أن ناشطي الفعالية عاشوا التجربة ذاتها ولكن الفرق -حسب قوله- أنهم عادوا إلى منازلهم ليستحموا بالماء الساخن، بينما يضطر الأطفال إلى الاستحمام بالماء البارد في حال توفره، علماً أن مخيم "براعم أبي الفداء" يعاني شحاً في مياه الشرب والاستخدام اليومي.
وختم محدثنا أن الرسالة التي أراد مع رفاقه إيصالها إلى العالم أن من حق أطفال مخيمات النزوح أن يعيشوا ويفرحوا ويلعبوا رغم القصف والدمار والموت اليومي، ولكي يرى العالم كيف يعيش أهالي هذه المخيمات معاناة الشتاء كل عام.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(293)    هل أعجبتك المقالة (464)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي