أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لمصلحة من يعاد خلط الأوراق على "الساحة" اللبنانية؟ ... مهى عون


 
   بادئ ذي بدء نعتذر من بعض اللبنانيين ، الذين ينزعجون من كلمة "الساحة"،بالرغم من كونها مستعملة وعلى نطاق واسع.
يبقى أنه بالفعل وبغض النظر عن هذه المواقف المبدئية، فلبنان كان وعلى مدى العقود الماضية،"ساحة"، تقام عليها صفقات من نوع تصفية الحسابات الإقليمية والدولية ، وعلى ما يبدو، وللأسف اليوم، لم يتغير الحال، وما زال لبنان يعاني من العلة نفسها. وإن كان هذا الكلام يزعج بعض الشرفاء، إلا أن الغالبية الساحقة من القوى السياسية التقليدية، والتي تتوارث السلطة المبرمة على هذه "الساحة" لا تقلقها كثيراً هذه التسمية. فهذا البلد  كان وما زال مرتعاً لمصالحها ومربطاً لخيلها، ولطالما لعب هذا الدور بالنسبة للزعماء الآباء والأجداد، فلما لا يكمل على المنوال نفسه بالنسبة للزعماء الأحفاد، حيث بات لهؤلاء اليوم في تناتش وتقاسم مساحات ربط الخيل، أكثر من موقعة، وأطول من ملحمة.
وآخر هذه الملاحم وربما ليس أخيرها، تدور فصولها حول "تكويعات" أحد الزعماء الإقطاعيين ، والشاملة على جملة من الدراسات والتحليلات والأبحاث حول تقلباته الأخيرة ، مما دفع هذا الزعيم إلى الاستغراب قائلاً بأن التحليلات التي تناولته في الآونة الأخيرة غطت على أخبار الانتفاضة في إيران!..... 
 هذا مع العلم أن أي محلل سياسي دقيق وصادق بإمكانه أن يدرك أن هذا السياسي  لا يختلف عن سواه، وأنه تعرض لضغوط ، ورضخ لها ، وما من شيء يؤكد أنه سيبقى عليها غداً، وقد ينقلب عليها في أي لحظة، تماما كما فعل الجنرال عون من قبله. فلماذا الاستغراب؟
 ولماذا كل هذه الهالة حول سياسي عادي تركّب حول شخصه أقاويل وقصص، من نوع أنه في ظلمة الليالي الحالكة، "يطلع له انتينات"، تمكنه من رؤية طريقه، ومن استشراف المطبات والمخاطر القادمة. ويغفل المحلل أو يغيب واقع وهو أنه لا يشكل سوى حلقة تدار تبعا لمصالح أي دولة مؤثرة على الساحة اللبنانية. قد تكون عربية اليوم، وكانت غربية من دون شك البارحة.........
 ولكن الشعب لا حول له ولا... فمصيره بات رهينة مزاجية وتقلبات السياسيين وأطوارهم. وهو الذي هرول كالطفل البريء لإسقاط صوته بصندوق الاقتراع، ظناً منه أن صوته سوف يساهم بطريقة أو بأخرى بتغيير الأوضاع المعيشية المتفاقمة، الذي تكاد تخنقه وتسود له حياته. ولم يكن يدري أنه وفي اليوم الثاني لمشاركته هذه، سوف يرمى صوته في سلة المهملات، وتبدأ عملية التقاسم الفعلية لمراكز ومواقع في سلطة، ليس معنياً سوى صورياً بإنتاجها.  فلا الأكثرية الخارجة من صندوق الاقتراع بقيت أكثرية ولا الأقلية، أقرت بالخسارة، ووقفت عند حدها. وهذه الأوضاع والتي باتت تيأس المواطن، وتقلقه على المصير، هي سابقة حتى لموقف جنبلاط الأخيرة والتي تحمله قوى 14 آذار مسؤولية نسف الأكثرية ونتائج الانتخابات.
 فالتعنت العوني الغير قابل بنتائج الانتخابات كان سابقاً "للتكويعات" الجنبلاطية، وكان يتشرط على الرئيس المكلف من منطلق الرابح في الانتخابات لا الخاسر فيها.
 وبما أنه كل تبديل في الأوضاع السياسية في الداخل اللبناني لا بد وأن يكون له خيوط ما خارجية، فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو حول الجهة المحركة والمستفيدة من "الخربطة" الحاصلة ومن إعادة خلط الأوراق بهدف إحداث تغيير في موازين القوى التي أنتجتها الانتخابات النيابية الأخيرة. 
مما لا شك فيه أن الأرض كما العادة هي خصبة والمعنيين الداخليين بتشريع الأبواب أمام التدخلات الخارجية، هم دائما على أتم الاستعداد لاستقبالها وحتى المشاركة فيها على حساب الشعب اللبناني الغافل أو العاجز. والذي بات واضحاً اليوم هو أن النظام السوري، ما زال يملك قدرة التأثير والتغيير في هذا الداخل اللبناني لمصلحته. ولا يلام فكل طرف أو دولة تفتش عن مصالحها حيث تجدها. بل الملام هو الطرف الداخلي الذي يرضخ للإملاءآت الخارجية أياً كان مصدرها. والتساؤل اليوم ليس على هوية  الطرف القابل بطأطأة الرأس، بل الرهان بات يدور حول الأسرع في الهرولة على طريق بيروت دمشق.
 وفيما خص الإستراتيجية السورية المتجددة، فلقد بدأت بواسطة المقربين التقليديين والذين أوكلت إليهم مهمات محددة.
مهمات تكمن في قلب الأوضاع بشكل تفقد الأكثرية مكاسبها الانتخابية، وتتعادل مع الأقلية في تشكيل الحكومة، أو على الأقل تتمكن الأقلية بعد هذه "الخربطة" من فرض شروطها من موقع قوة.  وتعويم المعارضة جاء أولاً عن طريق زرع شقاق بين مسيحيي فريق 14 آذار، أي بين القوات والكتائب. وعن طريق استجلاب الكتائب وجذبهم بوعود ما زالت مضامينها مخفية، باتوا وبالسرعة القصوى شبه مقاطعين لنشاطات تجمع 14 آذار.
ومن بعدها جاءت مرحلة دفع وليد جنبلاط والذي يملك كتلة نيابية من 11 وزير، إلى الخروج من هذا الفريق، بعد أن بشر بخروجه هذا عن طريق لعنه لمسيحيي 14 آذار حين نعتهم "بالجنس العاطل".
 والسوريون هم بحاجة اليوم لكل هذه "الانقلابات" في موازين القوى على "الساحة "اللبنانية. فلبنان بيد الأكثرية السنية لا يشكل عجينة طيعة. وبما أن الرئيس السوري هو اليوم على مشارف إعادة استئناف محادثات شائكة ومتعثرة مع إسرائيل،ومع الولايات المتحدة، فهو بحاجة لأوراق جديدة شديدة التأثير على الطرفين.وهذه الورقة هي "الساحة" اللبنانية، و كان لا بد من استعادتها.
وهي ضرورية اليوم لسوريا  في غياب إمكانية التلويح بورقة التحالف مع إيران، كما كانت تفعل من قبل ، نظراً لهشاشة وضعف هذه الورقة حالياً، وبالتالي لعدم جدواها على طاولة المفاوضات. خاصة وأن العراق بات بحكم الخارج عن التداول أما وقد تعهدت سوريا برفع يدها عنه مقابل تخفيف الضغوط الأميركية عليها.
  لذا من غير المتوقع أن تستتب الأوضاع على "الساحة" اللبنانية، وتتشكل حكومة، قبل أن تحقق سوريا مطالبها. ويمكن القول أن الخرق السوري للساحة اللبنانية قد تحقق وبوقت يمكن تسميته بالقياسي.  فرمي الشقاق بين مسيحيي 14 آذار كان جداً سهلاً. ووليد جنبلاط ركب قطار مقاطعة فريق 14 آذار على جناح السرعة. ومن المتوقع أن يبتعد أكثر بالمرحلة المقبلة، بالرغم من إصرار فريق 14 آذار على التمسك به وعلى اعتبار أنه ما زال معها وأنها غيمة وتمر، وأن وليد جنبلاط ما زال على ثوابته.
 يبقى أنه وعلى ما يبدو المطلوب سورياً من وليد جنبلاط هو أكثر مما هو بصدد تقديمه، بدليل أن الضوء الأخضر السوري لزيارته إلى دمشق  لم يضيء بعد، مما يعني أن عليه بذل جهود إضافية.  
                                                    

      

كاتبة وباحثة سياسية لبنانية
(92)    هل أعجبتك المقالة (86)

خليل صارم

2009-08-22

غريب أمركم ياقطعان الرابع عشر من آذار .. تستقبلون السفراء ..تتدخل سيسون بكل صغيرة وكبيرة وتوجهكم .. الحريري يتنقل مابين فرنسا ومصر والسعودية طالبا ً المعونة والرأي في تشكيل حكومته حتى اسرائيل تنتظرون رأيها عبر الاعلام .. وبعد كل هذا تتهمون سوريا ..ماذا تريدون من سوريا .. أن تقف معكم ضد المقاومة وتجردها من سلاحها .. هذا ماتريدونه .. تريدون أن تنسقوا مع اسرائيل علنا ً وبكل وقاحة .. تستحضرون الخطاب الطائفي والمذهبي القذر عندما تحشرون ..!! هذا المقال ليس سياسة .. هو هرف وتخريف وقباحة لاأكثر ولاأقل .. وتتضايقون عندما نتهمكم بالعمالة .. ا1ذا مامعنى كل هذا التخريف والقباحة .. سبق وقلت لك يمكنك أن تكتبي في المانيكير والباديكير زز إلا السياسة . .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي