أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف إدلب.. مركز تعليمي يمد يد العون للأيتام ويبلسم جراحهم

تتراوح الفئة العمرية للأطفال الملتحقين بالمركز بين 5 و12 سنة - نشطاء

قدّرت إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عدد السوريين الذين ليس بإمكانهم مواصلة التعليم في المدارس، بأكثر من 3 ملايين طفل جراء الحرب الدائرة في سوريا، والتدمير الذي طال البنى التحتية في المدن والأرياف، وخاصة المدارس والتهجير والنزوح داخل وخارج سوريا، ولأجل هذه الشريحة المظلومة من ضحايا الحرب أُنشئ مركز باسم "هبة الله التعليمي الخيري في إدلب" لبلسمة جراحهم والأخذ بيدهم للخروج من تبعات الحرب وآثارها السلبية، ويقف وراء فكرة المركز الناشط "محمد اسماعيل" الذي عمل كمدرس وكيل لست سنوات في قريته الواقعة في الشمال السوري بعد تخرجه من الجامعة اختصاص إدارة أعمال، وانصب اهتمامه على رعاية الأطفال الأيتام تحديداً ومساعدتهم أولى سنوات الحرب قبل أن ينتقل بعدها للعلاج في تركيا من مرض ألم به مما أجبره على التخلي عن الأطفال، وبعد تماثله للشفاء سعى الناشط الشاب -كما يروي لـ"زمان الوصل" –إلى إطلاق مبادرة إنسانية غير ربحية في مدينة "مرسين" التركية وهي إنشاء مركز تعليمي خيري لهم يقدم لهم الدعم النفسي والترفيهي والنفسي ولكن هذا المركز لم يُكتب له الاستمرار بسبب شح الدعم والتمويل.

بعد عودته إلى ريف إدلب وبسبب ما يمر به الأطفال بشكل عام والأطفال الأيتام خصوصا من ظروف صعبة متعددة الجوانب المعيشية الاقتصادية والتعليمية والنفسية نتيجة الظروف الصعبة في المنطقة تجدد حلم اسماعيل بضرورة إنشاء مركز في الشمال السوري يؤمن مساحات آمنة وبرامج ترفيهية نفسية لهؤلاء الأيتام تهدف للتعامل مع الفئات المختلفة ومساعدتها على تخطي صعوباتها بأكبر قدر من النجاح وتنمية قدراتهم ومتابعتهم من الناحية التعليمية. واستدرك محدثنا أن المركز الذي يقع في بلدة "تلعادة" بريف إدلب الشمالي يجهد للتعامل مع صعوبات هؤلاء الأطفال النفسية والاجتماعية والتعليمية وضم أطفال المخيمات المحيطة به إليه لتأمين بيئة مناسبة للأطفال للتعليم والرعاية والترفيه، وإتاحة خدمات المتابعة التعليمية والنفسية وبنوعية جيدة للأيتام وغيرهم، ورفع قدرات الاطفال العقلية من الجانب التعليمي الذي يشرف عليه نخبة من المعلمين والمعلمات ذات كفاءة وخبرة.

وتتراوح الفئة العمرية للأطفال الملتحقين بالمركز بين 5 و12 سنة يتلقون مواد اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنكليزية والديانة وفق المناهج التعليمية المعتمدة من التربية والتعليم في إدلب، إضافة إلى النشاطات الترفيهية كالمطالعة والرسم.

وتجاوز عدد الأطفال المستفيدين من مركز "هبة الله التعليمي الخيري" –حسب المصدر- 147 طفل وطفلة طفل وطفلة معظمهم من الأيتام، وإضافة إلى النشاطات والمشاريع التعليمية قدم المركز الكثير من الخدمات الطبية للأطفال وتأمين العلاج لحالات الحروق والتشوهات في سوريا تركيا.
ويسعى المركز –حسب مؤسّسه- لوضع بصمة في مجال مساعدة عائلات الأيتام والأرامل من خلال تقديم بعض المساهمات المادية لهم، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع تخديم المخيمات من خلال تعبيد الطرقات والممرات في فصل الشتاء.

ولفت اسماعيل إلى أن للمركز أولوية وهدفاً واحداً يتمنى الوصول إليه في ظل شح الدعم وهو تقديم الدعم والمساعدة للأطفال الأيتام وتطوير تلك النشاطات بإنشاء مركز رعاية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة.

ووفق منظمات محلية، فإن محافظة إدلب والأرياف التابعة لها تضم 37 ألف أرملة و190 ألف طفل دون 18 عاماً، ويعيش نحو 5 آلاف طفل في 24 دارا لرعاية الأيتام بريف إدلب الشمالي، وتعاني هذه الدور من نقص في الإمكانيات.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي