كما سعت الأعمال الدرامية الموالية للنظام خلال سنوات الثورة السورية، على إظهار المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، وكأنها تعج بالإرهاب والجهل والتخلف، تسعى دراما النظام الآن إلى ملاحقة اللاجئين السوريين الذين هجرتهم المجازر ونيران الصواريخ.
الأعمال التي يزمع النظام إنتاجها والمتعلقة باللاجئين السوريين في أوروبا، لا يخرج بعضها عن نطاق التشويه المتعمد لصورة السوريين أمام العالم، فيما يذهب الجزء الآخر ليقول إن "سوريا الأسد سليمة معافاة وهي أفضل دول العالم".
وبدأت كاتبة السيناريو ومديرة شركة "آيرس" (ديانا فاضل كمال الدين)، وهي شريكة المخرج الأشهر في تزوير الحقائق "نجدت أنزور" في أعماله "وحدن، ودم النخيل"، بالعمل على كتابة أعمال درامية تتعلق باللاجئين السوريين في أوروبا عموما وألمانيا على وجه التحديد.
وقال المخرج السوري "بسام قطيفان" في منشور على صفحته "فيسبوك": "سولافتنا اليوم عن (ديانا فاضل كمال الدين).. كاتبة السيناريو ومديرة شركة (آيرس).. وشريكة المخرج (العالمي الفذ) نجدت أنزور في عدد من الأعمال التي تلوي عنق الوجود لا الأحداث فقط، وذلك على حساب دم الشعب السوري وأطفاله وأبريائه وحرية أحراره، وهذا بدافع تلميع وخدمة أجندات النظام وجيشه ومليشيات حلفائه الذين لم يتورعوا ولم يدخروا سلاحاً فتاكاً الا وجربوه ومارسوه على رؤوس أهلنا".
وأشار "قطيفان" إلى أن من بين أعمال "كمال الدين" مسلسل "وحدن"، وفيلم "دم_النخيل"، وغيرها من أعمال استفزت الشارع السوري في وجدانه وقيمه، وذلك من خلال كم التزوير والتلفيق الذي تنطوي عليه نصوصها، هذا ناهيك عن الإبداع "الأنزوري" المرافق بصرياً.. وبالطبع فجوائزها تنالها فقط من طهران....!".
وكشف "قطيفان" أن آخر محطات "كمال الدين"، وجودها في برلين لإقامة شبكة من التواصلات والاتفاقات مع سوريين متواجدين في برلين، وذلك انطلاقاً من مقهى "السندباد" المعروف، مؤكدا مساعدتها من قبل شخصين سوريين آخرين، وهما "نزار، وأكثم".
وقال: "يبدو أنها تنوي جمع معلومات تفيد في كتابة عمل فني مبني على شهادات أناس مهزوزين، قلقين، حول ظروف خروجهم وملابسات فكرة العودة للوطن ومعاناتهم في بلاد اللجوء، وذلك كي تصل الى ما تدّعيه (أمام بعض من التقتهم) أن أفضل من النظام الموجود لا يمكن لسوريا أن تحلم، وأن المعارضة والخروج على هذا النظام خيانة"
وأضاف: "وبالتأكيد ستكون كل جهودهم - المعارضة- فاشلة في إسقاط النظام، ودليلها، فشل المعارضة حتى في تكوين بديل سياسي عن الأسد، متناسية طبعاً كل الدعم العسكري والاقتصاد والرمادي، والدبلوماسي لحلفاء النظام والصمت الدولي على مجازره حتى اليوم.. فالدليل على فشل المعارضين للأسد في أن يكونوا بديلاً كما هو واضح_مكتمل الأركان والحجة. لذلك لابد من العمل على العودة إلى سوريا التي هي أفضل مكان جدير بالحياة في العالم".
وتابع: "يبدو أن الهدف الأساس من هكذا عمل فني تحضر له (ديانا)، هو التركيز على رفع معنويات الشعب السوري المسحوق، والذي لا يزال متواجد تحت سيطرة آلة النظام، وذلك بتسليط الضوء على السلبيات التي يعانيها المهجرون في أوروبا وتضخيمها، وإن لابديل أمامهم سوى الخيار الأمثل وهو العودة إلى ما تحت سقف النظام (اللطيف الجميل الكيوت) الذي حارب بدماء أبنائه الإرهابيين وانتصر عليهم، وآن لأبنائه أن يبادلوه هذا (الجميل) بجميل العودة".
وأردف: "لكنني أراهن أنها أبدا لن تتطرق إلى ما بعد العودة، وما ينتظر السوريين المهجرين وأبناءهم في الواقع على يد بقايا الشبيحة والأفرع الأمنية والميليشيات الطائفية المرتزقة (المنتصرة) في شوارع سوريا وأقبيتها القادمة". وحذر المخرج السوري "جميع من يتواصلون معها في أرجاء أوروبا"، مهيبا بـ"جميع الأحرار أن يوقفوها عن حدها.. بما يتلاءم من آليات وعلاقات"، كما حذر من"فنانين" آخرين يروجون لمثل هذه الأفكار وهم موجودين في أوروبا ويعملون في أعمال فنية تمس دماء أهلنا وأحلامهم وتستهين بها، وتروج أن النظام هو الخيار الأفضل رغم كل سيل الدم الذي أغرقنا به على مدى العقد الاخير.
وختم "قطيفان" بالقول: "وهكذا يمكن أن يساهموا في طمس جرائم النظام ومرتزقته والإفلات من المحاسبة التي لا بد قادمة".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية