روى ناشط سوري جوانب من رحلة اعتقاله لثلاث مرات من قبل السلطات اللبنانية وتعرضه للتعذيب والإذلال، وكان الشاب "أحمد الخضر" الذي يقطن في مدينة "جونية" قد تعرض لاعتقال بسبب أغان ثورية عُثر عليها في جواله ودخول لبنان بصورة غير شرعية رغم أنه يملك أوراقًا ثبوتية.
ونزح "الخضر" المتحدّر من بلدة "الحولة" بريف حمص الغربي إلى لبنان بتاريخ 15/ 4/ 2013 بعد المجزرة التي حصلت في البلدة، وأجرى هناك تسوية لأنه دخل بطريق غير شرعية -كما قال لـ"زمان الوصل"- مضيفاً أنه عمل بشكل متقطع بسبب عدم توفر أوراق إقامة وعدم إمكانيته التنقل بسبب الحواجز.
وتم اعتقاله ثلاث مرات كانت الأولى منها لمدة 13 يوماً أجرى بعدها تسوية وضع، وفي المرة الثانية عام 2017 في مدينة "طرابلس" حين استوقفته سيارة بداخلها ضابط، وكان محدثنا -كما يقول- يحمل كاميرا فتمت مصادرتها وتفتيش الجوال.
وتابع "الخضر" أن الضابط المذكور طلب دورية لاقتياده والبحث عن اسمه (تفييش) ليتم اقتياده بعدها إلى فرع مخابرات الجيش وتحويله فيما بعد إلى مركز المخابرات في "طرابلس"، وهي تابعة لميليشيا حزب الله ومن السهولة إلصاق تهمة الإرهاب بأي لاجئ، لكنه تمكن من الخروج من الاعتقال كما يقول.
بتاريخ 21/6/ 2019 كان "الخضر" قادماً من "طرابلس" أيضاً داخل سيارة "فان" ويستمع من خلال سماعات جواله إلى أغنية للشهيد "عبد الباسط الساروت" وهي عبارة عن فيديو مصور يضم مشاهد من المظاهرات السلمية، وكان يجلس خلفه -كما يقول- عنصر أمن يتابع المشاهد المرافقة للفيديو من إدلب وحلب، وبدأ العنصر المذكور بسؤاله عما يعمل وأين يسكن، ثم طلب من السائق أن لا يقف على الطريق قبل الوصول إلى منطقة "الكولا"، وهي آخر نقطة للفان، وقبل الوصول إلى النقطة المحددة تمكن "الخضر" من النزول وبدأ بالركض فلحق به عنصر الأمن مع شخص آخر بسيارة "فان"، وألقوا القبض عليه واتصلا بأحد ضباط المخابرات ليبلغاه أنهما قبضا على سوري يحضر مشاهد فيها سلاح وإرهابيون.
وتابع المصدر أن دورية حضرت إلى المكان وتم تسليمه لفوج التدخل الثالث التابع للجيش في بيروت، وبعد فترة تم نقله إلى مركز القيادة وهناك تم التحقيق معه ومصادرة جواليه وتعرض الشاب العشريني للضرب والشتائم قبل أن يتم نقله ثانية إلى مخابرات الجيش ليتكرر سيناريو الضرب والتعذيب بالهراوة على قدميه وضهره وتوعد عناصر الفرع بنقله إلى غرفة الكهرباء الكفيلة باعترافه، ولشدة التعذيب تم تحويله إلى أحد المشافي، ليعاوَدْ التحقيق معه في اليوم التالي عن سبب وجود مقاطع ثورية في جواله ومع من يتواصل ومن يدعمه.
بعد ذلك تم تحويل الناشط السوري إلى فرع الشرطة العسكرية وهناك وتم إيداعه في نظارة الفرع لثلاثة أيام تعرض خلالها للكثير من العنف والقسوة، وتمكن حينها من التواصل مع شقيقه طالباً منه التواصل مع رئيسة الاتحاد اللبناني للجمباز السيدة "نادرة فواز" التي حضرت في اليوم ذاته إلى الفرع لمساعدته.

وتابع المصدر أنه علم منها أن هناك حكماً غيابياً بحقه يعود إلى العام 2014 بالإضافة إلى غرامة مادية وقرار بتسليمه إلى مخابرات الأسد بعد شهر من توقيفه.
في اليوم التالي تم تحويل "أحمد" إلى مخبر حبيش (رأس بيروت) المعروف بقضايا الدعارة والمخدرات، وكان عبارة عن غرف لا تتجاوز مساحتها 1م ×2م تضم حوالي 12 موقوفاً أغلبهم من مناصري "حزب الله" و"حركة أمل" ممن يتعاطون المخدرات وبعد ضغوطات على الأمم المتحدة حضرت موظفة منها إلى السجن وحصلت منه على معلومات حول ما حصل وأبلغته بتوكيل محام، واتضح أن الحكم الذي صدر بحقه بسبب دخوله إلى البلاد خلسة ولم يتم تبليغه به رغم أنه -حسب قوله- أجرى تسوية قبل صدوره، وأصدرت القاضية طلب الطعن وقرار ترك بعد 17 يوماً من التوقيف التعسفي في المخفر المذكور، ولم تنته معاناة "الخضر" عند هذا الحد إذ تم توقيفه لشهر وتحويله إلى الأمن العام بعد توقيعه على سند إقامة وهناك جرى التحقيق معه من جديد ليتم إخلاء سبيله بتاريخ 10/7 /2019 على أن يكون قيد المحاكمة وتسوية وضع إقامته.
وشهد لبنان خلال السنوات الماضية حملة اعتقالات وتحريض غير مسبوقة ضد اللاجئين السوريين، وسبق أن شنت الأجهزة الأمنية حملة مداهمة واعتقال طالت عشرات الشبان، وسلمت بعضهم للأمن السوري بالرغم من وجود منشقين عن النظام بينهم.
ومنهم الناشط "عثمان طه"، الذي سلمته قوَّات الأمن العام اللبناني إلى قوات أمن نظام الأسد وذلك بعد اعتقاله بتاريخ 4/6/2019 بمنطقة "عكار" شمال لبنان.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية