أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شظية صاروخ تنهي حلم "عبير" بتسلم شهادتها الجامعية في "سراقب"

قضت "عبير" نتيجة قصف النظام وروسيا على مدينة "سراقب" - نشطاء

كانت بانتظار استلام شهادة تخرجها من كلية هندسة التقانات الحيوية بجامعة حلب في اليوم التالي، ولكنها قضت نتيجة قصف النظام وروسيا على مدينة "سراقب" وتدمير المخبر الطبي الذي كانت تعمل به لتعانق روحها السماء وتختلط دماؤها بدم المرضى وتتحول إلى ضحية من ضحايا الواجب الإنساني.


وروى الدكتور"حسن قدور" مدير المخبر الطبي الذي عملت به عبير لـ"زمان الوصل" جوانب من حياة الفتاة التي نشأت وترعرعت في مدينة "سراقب" ودرست في مدارسها، وبالرغم من ظروف الحرب وتدهور التعليم كان لديها إصرار على متابعة دراستها في ظروف صعبة للغاية تحت القصف والنزوح للمزارع المحيطة بالبلدة، حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة، وحصلت على شهادة الدراسة الثانوية بتفوق.


وأضاف أن "عبير" درست بعد ذلك في كلية الهندسة التقنية -قسم التقانات الحيوية بجامعة حلب وبالرغم من كل الصعوبات كانت متفوقة في دراستها الجامعية.


وفور تخرجها من الجامعة توجهت فوراً للعمل في أقرب مجال لدراستها في خدمة المرضى وهو العمل المخبري بالرغم من معرفتها بأن العيادات والمشافي والمخابر مستهدفة بالقصف الجوي.


ولفت المصدر إلى أن الشابة عملت في مخبره بمدينة "سراقب" تحت ظروف صعبة جداً كانت المدينة خلالها تُستهدف بالقصف بشكل يومي ومع ذلك أصرت على تقديم الخدمة لأهالي المدينة.


وكشف أنه وبسبب تعرض المدينة لقصف من الطيران أبلغ موظفيه قبل يومين أن الدوام في المخبر كيفي ولا حرج لمن يريد الغياب فأصرت "عبير" وباقي زملائها -كما يقول- على العمل وعدم التقاعس عن تقديم الخدمة للمرضى مهما كانت المخاطر، وتابع أنه كان يتوقع لها أن لا تحضر صباح أمس (السبت الماضي) للعمل بسبب الخطورة الكبيرة والوضع الأمني السيئ، ولكنه فوجئ بدخولها إلى المخبر وتوجهت مباشرة لسحب دم مريضة كانت بالانتظار.


وتعرضت "سراقب" صباح السبت الماضي لقصف جوي مفاجئ، حتى أن المراصد -حسب د. قدور- لم تعمم على وجود طائرة في الأجواء وطال القصف المخبر، ما أدى إلى وفاة المخبرية الشابة على الفور بعد إصابتها بشظية أدت إلى نزف صاعق كما قضى 7 من زملائها وأصيبت زميلتها المخبرية "نور" في الوقت ذاته.


وختم المصدر أن دم "عبير" الوحيدة لأبويها سيبقى دافعاً له ولكل العاملين في الوسط الطبي للسير على خطاها، والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى مهما كانت الظروف والمخاطر.


وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد وثقت وفاة 15 عنصرًا من الكوادر الطبية في محافظة إدلب على يد قوات الحلف السوري- الروسي منذ بداية الحملة في شباط فبراير الماضي حتى نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي 9 منهم ضحايا لقصف قوات النظام السوري، في حين أن 6 هم ضحايا قصف القوات الروسية، كما وثقت الشبكة ما لا يقل عن 54 حادثة اعتداء على المنشآت الطبية في المحافظة في الفترة ذاتها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(166)    هل أعجبتك المقالة (118)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي