أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دافوس هو الحل .. شوقي حافظ

 ألف يورو يدفعها كل من يشارك في اعمال منتدى دافوس، تشمل تكاليف الإقامة المرفهة والطعام الفاخر وتبادل الابتسامات والانخاب في صحة السلام العالمي والتنمية والرخاء، ثم إصدار بيان ختامي يدين غاز الميثان الذي تضرطه الخرفان من أدبارها فيحدث الاحتباس الحراري الذي يتسبب في ارتفاع حرارة الارض وذوبان ثلوج جبال الألب، بما يحرم الدافوسيين من متعة التزلج على الجليد، والتمتع بمزاج صاف يتيح لهم اتخاذ القرارات المناسبة الخاصة بقوائم الطعام المقترحة لاجتماعات المنتدى القادم!.
لا أعرف تحديدا عدد من يشاركون في دافوس سنوبا، لكنهم جميعا من الأثرياء الذين يمتلكون اجهزة هضم عالية الكفاءة، تستطيع التعامل مع مختلف انواع الطعام والشراب والتخلص الهيّن اللّين من فضلاته ، باعتبارهما اهم المعايير التي حددتها منظمة الصحة الدولية كعلامات اساسية على تمام الصحة والعافية بدنيا ونفسيا، وعلى هذا يمكن القول ان فقراء الجنوب المصابين بعسر في الهضم والاخراج هم الذين يصنعون اقدارهم بأيديهم، فلا أحد يحول بينهم وتدبير الأموال اللازمة للانضمام الى منتدى من يتخلصون من فضلاتهم بسلاسة مطابقة للمعايير الدولية!.
وهذا الفهم المتبصر لطبيعة منتدى دافوس واعماله وتوصياته، يقدم حلا تنمويا ملهما للدول المتعثرة او الفاشلة بالقياسات الاميركية، التي يتعين عليها الاقتداء بأساليب الكبار في الثراء والسلطة، واستخدام أي وسيلة تمكنها من الاندماج مع أهل القمة، كما ان هذه الرؤية تقدم حلولا بيئية رائدة لاشكالية اختناق شبكات الصرف الصحي واصابتها بالجلطات الناجمة عن مخلفات الفقراء، تأكيدا لحقيقة ان المخرجات تأتي دائما من جنس المدخلات، فمن كانت فضلاته نتيجة تعامل دائم مع الباذنجان النيئ، لا يستوي منزلة مع من يرفد المجاري بفضلات المحار والكريم شانتيه!


جريدة الوطن العمانية

(114)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي