أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تسرد عبر "زمان الوصل" قصتها... فنانة روسية تتعاطف مع إدلب بأغنية "راب"

ماري - زمان الوصل

سجلت الفنانة الروسية "ماري ماريسول" أغنية راب تضامناً مع ادلب وتجاوباً مع أغنية الشاب السوري "أمير المعراوي"ع كل الجبهات" التي غناها وصورها في إدلب.

وتتحدث أغنية ماريسول التي حملت عنوان "من روسيا مع الحب والقنابل" عن مشاهد الحرب والدمار في المدينة المنكوبة ومعاناة المدنيين والتوغل الروسي في سوريا.

وتتساءل ماري في سياق أغنيتها التي ترافقت بصور ومشاهد من الدمار الذي تشهده سوريا: "لماذا ولدت في البلاد، حيث يصنع أكلة لحوم البشر صواريخ".

وولدت ماري في مدينة بطرسبورغ الروسية عام 1998 ودرست الهندسة الإشعاعية والإلكترونيات، وانخرطت في الموسيقا وخاصة "الهيب هوب" منذ أكثر من 15 عاماً وسجلت 4 ألبومات إلى حد الآن -كما روت لـ"زمان الوصل"- مضيفة أنها تعلمت من خلال قراءاتها والمتابعة الحثيثة من والدتها أن تفكر بطريقة نقدية، وجنّبها هذا –حسب قولها- من الوقوع ضحية "البروباغندا" والدعاية الروسية المبالغ فيها، إضافة إلى أن الأدب الروسي الكلاسيكي وشعر العصر الفضي في روسيا ساهما أيضاً في تنمية إلهامها، وكانت الشفافية والصراحة المجردة الموجودة في الفن أكثر ما ألهمها، لأن الفن دون هذه الشفافية يبقى أجوفاً و لا طعم له.

في سن الـ14 بدأ اهتمام ماري بموسيقا الراب والهيب-هوب، وأكثر ما أثار اهتمامها بالراب -كما تقول- هو أنه الطريقة المثلى للتعبير عن أفكارها من دون أي رقابة، ومن خلال هذا النمط الغنائي السريع تستطيع أن تتكلم عن حياتها والفقر، والقضايا الاجتماعية، والمشاكل السياسية كذلك بحرية مطلقة. وتابعت الفنانة الشابة أن غناء الراب أتاح لصوتها أن يتجاوز نفسه وينتصر على جميع المعوقات ويجعل من المستحيل على أي شخص أن يؤثر عليها أو يسكنها -حسب قولها- لافتة إلى أن هذا الأمر كان أحد الأسباب في كونها آثرت البقاء في الظل لكي تتجنب جميع القواعد والشروط وسط الراب الفني وأن تبقى حرة وتعبر عن آرائها من دون قيود.

كانت بداية اهتمام ماري بما يجري في سوريا بسيطة وأغلبها من خلال الأخبار الروسية، ولكن الأخبار الروسية غير دقيقة، حسب قولها.

وتابعت موضحة أن هناك الكثير من الروس مثلاً يعتقدون أن الجيش الروسي قد غادر سوريا منذ وقت طويل، ولكن وسائل الإعلام العالمية كانت الطريقة البديلة لتعلم ما يحصل في سوريا حقيقة.

وأردفت: "لقد أُصبْت بصدمة وصُعقت فعلاً عندما علمت بما يحدث على الأرض هناك والأوضاع المأساوية للمدنيين من نساء وأطفال وكبار سن" وأشارت "ماري" إلى أنها ترفض بشكل قطعي هذه الطرق والوسائل البربرية المتبعة لحل الصراع، ولا يمكن لأي سبب أن يجعلها تتجاهل هذه الهمجية الغوغاء بالتعامل مع المدنيين أو أعداد الضحايا الضخمة، واستدركت الفنانة الروسية أن:"ما يحدث الآن في إدلب هو كارثة إنسانية وإذا كان بإمكاني أن أساعد بأي شيء بالإضافة إلى الموسيقا والغناء، فلن أتردد بفعل ذلك على الإطلاق. سنكون بقمة التناقض إذا بقينا صامتين أو إن لم نفعل أي شيء حيال ما يحدث هناك، وهذا ما يفعله الكثير من الروس".

ولفتت محدثتنا إلى أن أغنيتها التي كتبت كلماتها بنفسها ولحنتها "Dela Music" جاءت كتجاوب مع أغنية "ع كل الجبهات" للرابر "أمير المعري" من إدلب التي طرح فيها الموضوع الروسي أيضاً، وأضافت أن الهدف من هذه الأغنية التأكيد على أن هناك مواطنين روس لا يدعمون أو يؤيدون التوغل العسكري الروسي في سوريا، مضيفة أنها تتمنى أن يستيقظ الروس من الأحلام والبروغاندا التي تنشرها الحكومة الروسية ويعلمون ماذا يفعل الجيش الروسي هناك وباسم المواطنين الروس وبالأموال والضرائب التي يدفعونها.

"ماري" نوّهت إلى أن هناك الكثير من الروس الذين لا يتفقون مع وجهة نظرها والبعض يتفق معها، ولكن لا يجرؤون أن يواجهوا أو يتكلموا، بينما هناك من هم خاضعون تماماً للبروباغاندا الروسية، وهناك من يستفيد ويربح من الوضع الحالي.

وأشارت الفنانة الشابة إلى أنها تواجه معارضة شديدة وتتعرض لحملة كراهية من داعمي النظام الحالي في روسيا الذين يتهمونها بأنها "عدوة للشعب"، ولكن هناك بالمقابل عدد كبير من الناس العقلانيين ومحبي السلام.

وكشفت "ماري ماريسول" أنها استبقت نشر أغنيتها على مواقع التواصل الاجتماعي بتنظيم ورشة عمل تحت عنوان "حوار حركة ضد الحرب في سوريا" مع ناشطين من حركة ضد الحرب في "سانت بطرسبرغ" في روسيا، وتم عرض أغنيتها لأول مرة خلال جلسة الحوار وهي تنتظر -كما تقول- ردة فعل الشارع الروسي معها، معربة عن أملها بأن تلقى الأغنية الدعم الإيجابي والجيد كرد على حملات التهديد، والتخوين والكلمات النابية التي مورست عليها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(278)    هل أعجبتك المقالة (253)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي