ما تزال عين الثورة في حوران تقاوم مخرز النظام بأساليبها، محاولة ردعه عن ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء المحافظة التي دفعت الكثير، قبل أن يكبلها النظام وأعوانه وعملاؤه باتفاقات خيانية تحت مسمى التسوية.
آخر التطورات جاءت من بلدة "اليادودة" حيث تم تنفيذ عملية يمكن وصفها بالنوعية، مع اقتحام مقر للفرقة الرابعة، الأكثر إجراما وإرهابا، واقتياد ضابطين من المقر كرهائن، في رسالة واضحة إلى التشكيل الذي يقوده ماهر الأسد، بأن فرقته التي تتمادى غير عابئة بأي عواقب، لن تبقى بعيدة عن الحساب.
وأقرت صفحات موالية بالعملية، موضحة أن الضابطين هما الملازم أول علي بدران، والملازم أول علي إحسان، اللذين يخدمان في "مقر الصوامع" بالقرب من اليادودة.
ويتحدر الضابطان من محافظة اللاذقية، التي يعتمد الأسد كثيرا على ريفها في تجنيد عشرات الآلاف من مقاتليه ومرتزقته.
وليست جبهة النظام هي الوحيدة التي تقاتل عليها حوران، فهناك إلى جانبها محاولات لقصقصة أجنحة رموز المصالحات والتسويات، الذين ألحقوا العار بالمحافظة نتيجة تصرفاتهم، ونقلهم المخزي للبندقية من كتف الثورة إلى كتف الأسد، متناسين كل فظائع الأخير بحق درعا وبقية المناطق السورية.
وفي هذا الإطار، سقط ركن جديد من أركان الخيانة، متمثلا بـ"وسام قاسم مسالمة"، الملقب "عجلوقة"، ومعه علي عبد الرزاق المسالمة، وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة بسيارة كانا يستقلانها قرب دوار المصري في مدينة درعا.
وكان "وسام مسالمة" يعمل في صفوف الثورة، لكنه وبعد اجتياح درعا التحق مع شقيقه المعروف بلقب "الكسم" بالأمن العسكري، ليكونا عصا بيد النظام في ملاحقة أهل حوران والتنكيل بهم.
وفي نفس السياق، أردى رصاص "مجهولين" خلال الساعات الماضية في الصنمين متطوعا في الأمن العسكري التابع للنظام، يدعى عمار وليد العتمة، ويلقب بـ"الضايع".
ومنذ سقوطها بقبضة النظام، تتقلب محافظة درعا على بركان من عمليات الخطف والتصفية، التي تخلط حابل المشهد بنابله، بينما يواصل النظام حملات اعتقال وملاحقة كل من وقف بوجهه يوما ولو بكلمة، متنكرا لكل وعوده و"ضماناته" التي بذلها خلال "التسوية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية