ما تزال حملة نظام الأسد وداعميه والصامتين عن جرائمه مستمرة في إدلب، وما يزال السوريون المدنيون يدفعون الفاتورة الأكثر كلفة لهذه الحملة، حيث تسببت بتهجير 130 ألف مدني، وباتت الأوضاع المأساوية أصلا، أوضاعا لا تطاق.
ووفقا لمدير مكتب سوريا في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، سليم طوسون، فقد أصبحت الأوضاع في إدلب تمثل مسألة حياة أو موت، معقبا "نتيجة القصف العنيف على المنطقة، كان على المدنيين المغادرة. كان الخيار الذي واجهه المدنيون هو البقاء والقتل أو المغادرة باتجاه الشمال إلى المنطقة الحدودية. هذا هو أملهم الأخير".
هذا النزوح الجماعي الكبير نحو أقصى الشمال إلى منطقة بعمق لايتخطى 30 كيلومترا على طول الشريط الحدودي مع تركيا، شكل ضغطا هائلا على بقعة محدودة تضم أكثر من مليون شخص.
وأضاف طوسون في حديث لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "كانت المنطقة مُتوترة بالفعل بسبب المساحة والموارد، اعتدنا أن نقول إنه لا توجد موارد كافية، والآن يمكننا أن نقول بسهولة إنه لا توجد موارد. نحن نرى خيامًا مخصصة لعائلة واحدة يسكن فيها ما يصل إلى 5 أسر".
وأكد "طوسون" نبأ إخلاء بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب بشكل شبه كامل، مشددا على أن الحشود الكبيرة ممن تم تهجيرهم بفعل الهجوم الأخير يقارب عددهم 130 ألف شخص، وهم بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية للبقاء على قيد الحياة".
ومما يزيد كارثية الوضع أن أغلب النازحين جراء الحملة المستمرة، هم ضحايا موجات نزوح سابقة، بمعنى أنهم أشخاص سبق لهم أن فقدوا كثيرا من مدخراتهم، ولا شك أن "النزوح الجديد" سيعقد أوضاعهم بصورة كبيرة وخطيرة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية