انتقد المحامي والكاتب السياسي "ادوار حشوة" ما أسماها "احتفالات أشجار الميلاد فوق حقول الدم"، ورأى في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أن القيادات الدينية في سوريا اعتادت حين وقوع حدث كبير من زلازل وبراكين أو عدوان خارجي وغيره مما ينتج عنه حزن عام أن تعلن الحداد وتوقف تقبل المعايدات وتخفف مظاهر الفرح الدينية وتحصرها داخل الكنائس احتراما للرأي العام وتشاركا مع حزنه، وكان ذلك -حسب قوله- أساسيًا في السلوك السياسي المسيحي الذي وضع أسسه المرحوم "فارس الخوري" أيضاً.
وأشار المحامي المقيم في ولاية "أوهايو" الأمريكية إلى أن سوريا تعيش اليوم في كوارث لا مثيل لها في التاريخ نشرت الخراب وقتلت وهجرت واستباحت أموال الناس وحرياتهم وحقوقهم، ونشرت الحزن العام فوق حقول الدم من هنا أو هناك، ومع ذلك "تطلع علينا بعض القيادات الدينية المسيحية المأجورة للمخابرات بما يتناقض مع هذه الآداب والسلوك الوطني فيدفعون السذج من المؤمنين إلى احتفالات فرح دينية خارج الكنائس وفي الشوارع في تحد وقح للواقع المحزن العام".
واستدرك عضو اللجنة الدستورية السورية: "كل ذلك لأن النظام يريد من ذلك نشر الانطباع بوجود الحريات الدينية وأن النظام يحميها، كما يهدف إلى إعطاء الانطباع بأن الحياة الطبيعية في البلد قد عادت واستقرت بدليل الفرح الديني والمطاعم المزدهرة والأعراس الباهظة التي تم تجنيد أغنياء الحرب والسلطة الذين نهبوا أموال الناس والدولة في وقت يعاني الناس ويجوعون ويختزنون الحزن والقهر".
وأردف: "لا يوجد في سورية منتصر فكلنا خاسرون وكل ما في الأمر أن هناك خاسرون أكبر أو خاسرون أقل".
وتابع المحامي الذي عُرف بمعارضته لنظام الأسد منذ عقود أن "ما يفعله الكهنوت المأجور من اصطناع الفرح في حقل الدم والدمار والحزن العام هو خروج سافر عن الخط الوطني المسيحي والآداب المسيحية"، محمّلاً البطاركة مسؤولية ذلك.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية