قال خبير ألماني إن مئات آلاف المسيحيين الذي فروا من سوريا لن يعودوا إليها مطلقا، وإن سوريا قد "خسرتهم".
فقد أشار منسق حوار الأديان الدولي في مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية، أوتمار أورينغ، إلى تقديرات تتحدث عن فرار أكثر من 700 ألف مسيحي سوري (من إجمالي نحو 1.2 مليون مسيحي) فروا من البلاد، معقبا على ذلك بالقول: "هؤلاء خسرتهم سوريا، ولن يعودوا إليها".
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، ذكر "أورينغ" أن العقبة الكبرى أمام عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لا تزال غياب الأمن، مضيفا: "من يرغب في العودة يريد إعادة إعمار ما تم تدميره، حتى يمكنه أن يعيش هناك... لكن لا يزال هذا أمرا غير ممكن في كثير من الأماكن".
وادعى الخبير الألماني أن مسيحيي سوريا الذين غادروها لديهم مخاوف من الاضطرار إلى العيش في المناطق التي سيطر عليها الإسلاميون سابقا، بينما ينظر قطاع كبير من المسيحيين في المقابل للعيش في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام على نحو إيجابي، لكن لا يزال هناك دمار كبير ومخاوف من التعرض لعنف جديد.
ورأى "أورينغ" أن المسيحيين بإمكانهم تحت حكم الأسد ممارسة أعمالهم "دون عوائق... شرط الولاء التام له والامتناع الكامل عن الممارسة السياسية"، مستدركا: "هذا أمر يصعب علينا فهمه، لأن الأمر يتعلق بنظام قاتل، لكن المسيحيين لديهم معه تجارب جيدة".
وانتقد "أورينغ" المساعي الرامية لتقديم مساعدات للنظام بحجة إعادة الإعمار، مذكرا أن معارضته لهذه المساعدات مبنية على وجوب الامتناع عن دعم الأسد حتى ولو بطريق غير مباشرة.
وزاد الخبير الألماني على ذلك قائلا إن السوريين الفارين لن يعودوا إلى بلادهم حتى في حال تقديم هذه المساعدات، مذكرا بقاعدة: "لا يوجد أمل حيثما لا يوجد أمن".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية