كشفت منصة "تأكد" السورية عن عملية تزييف للحقيقة قامت به قناة ألمانية من خلال أحد تقاريرها المصورة عما يجري في سوريا، فضمن تقرير مصور نشره التلفزيون الألماني الوطني (ZDF) تحت عنوان "الهجمات التركية شمالي سوريا 400 ألف نازح" ادعى أن الهجمات التركية شمالي سوريا هجّرت 400 ألف شخص من بينهم 150 ألف طفل.
ولفتت "تأكد" إلى أن القناة الألمانية استخدمت شهادة الطفلين "صباح محمد بركات" و"ابراهيم جميل شرتح" في سياق الحديث عن الهجمات التركية، وقالت الطفلة في التقرير المذكور إن شقيقتها كانت جالسة في غرفتها وأصيبت جراء سقوط صواريخ، بينما قال الطفل إنه كان يلعب بالكرة في المدرسة مع رفاقه فسقطت قذائف قرب المدرسة وبدأ التلاميذ بالاختباء والبكاء.
وعلّقت "تأكد" أن قناة "ZDF" لم تأت على ذكر مكان التسجيل أو المنطقة التي نزح منها الطفلان، مضيفة أن مصدر الفيديو الذي استخدمته القناة هو منظمة "يونسيف" وتناول الفيديو الأساسي أوضاع الأطفال النازحين في إدلب وهي منطقة لم تطلها العمليات العسكرية التركية.
وتمكّن مراسل المنصة من مقابلة الطفلين اللذين يقطنان في مخيم "خير الشام" شمالي إدلب بنحو 30 كم وتحدثت صباح عن نفسها، مشيرة إلى أنها في الحادية عشرة من عمرها من قرية "كفرومة" بريف إدلب الجنوبي.
وأضافت أنها نزحت مع أهلها من شمال قرية "كلي" إلى المخيمات بسبب قصف الطيران الروسي والأسد بعد مقتل أختها بصاروخ، وعرّف الطفل ابراهيم بنفسه –حسب فيديو تأكد- بأنه من قرية "كفرومة" وأنه نزح بسبب الطيران الروسي ونظام الأسد وجاء إلى مخيم "خير الشام" الذي تعرّض أيضاً لقصف الطيران المروحي الروسي والأسدي.
وعقّبت منصة "تأكد" أن مناطق إدلب وريفها لم تسجل قصفاً تركياً خلال السنوات الماضية من الحرب، إذ شملت عملية "نبع السلام" مناطق في ريفي الحسكة والرقة اللتين كانتا تحت سيطرة "قسد" التي تسبب بنزوح حوالي 500 ألف شخص -حسب منظمة هيومن رايتس ووتش- وتساءلت المنصة في نهاية تقريرها عن الهدف من هذا التضليل الذي تمارسه قناة (ZDF) إحدى أهم المؤسسات الإعلامية الألمانية.
ومنصة "تأكد" التي تأسست في 23/3/2016 هي منصة إعلامية متخصصة بتمحيص الأخبار والصور وتدقيق المعلومات، وتسعى منصة "تأكد" –كما جاء في التعريف بها- إلى تحقيق هدفين ساميين، هما: ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة الدقيقة والصحيحة، والإسهام ما أمكن في تحسين أداء الإعلام السوري والارتقاء به من خلال عرض الاختلالات التي تطاوله.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية