· عبرت عن صدمتها من الجانب المضيء جدا، ورفعت القبعة للقيادة الحكيمة
· كررت دعوتها لعودة المغتربين مؤكدة أن "البلد فاتحة أيديها" وتقدم كل التسهيلات
على الشاشة التي احتفت بتهجير أهل حمص وتدمير حلب واحتلال الغوطة واجتياح درعا، وتغنت بقتل السوريين أطفالا ونساء وكهولا بالبراميل والكيماوي والقصف الجوي بوصفهم إرهابيين، ومجدت جرائم بشار الأسد باعتبارها انتصارات على المؤامرة الكونية.. على الشاشة التي عرفت بترويج أحط أنواع الدعايات السوداء وأرخص الروايات الصفراء.. على نفس هذه الشاشة اختارت مذيعة أن تعلن توبتها وعودتها إلى حضن نظام، كانت يوما ما تساهم في فضح انتهاكاته ولكن من على شاشات أخرى.
فتحت عنوان "المسؤولية المجتمعية للمغتربين السوريين مع المغتربة وسيدة الأعمال د. تهامة بيرقدار"، وعلى وقع عبارات تقول "حتى لو طلعنا من الوطن، الوطن ما بيطلع من قلوبنا، ودائما السوري الي بيشرب من مية الشام ومن أرض سوريا ما بيقدر يفارقها".. ظهرت مذيعة قناة "أورينت" ومن قبلها قناة "الآن"، تهامة بيرقدار، على شاشة النظام، معلنة عودتها إلى حضنه.
وتم تقديم "بيرقدار" بوصفها من ضمن المصرين على المشاركة بإعادة إعمار سوريا (اليافطة الكاذبة لإعادة تعويم نظام الأسد وشرعنته)، وتجاهلت مذيعة شاشة النظام تماما أن "بيرقدار" ليست سوى مذيعة مثلها، خالعة عليها لقب "سيدة الأعمال" و"الدكتورة".
السؤال الأول الموجه لبيرقدار كان: "قديش الك ما أجيت على سوريا"، لكنها التفت عليه تماما، وقالت: "لا! في حدا بيبعد عن سوريا وما بيجي، لا أنا دايمن موجودة بسوريا لكن تواجدي كأعمال خيرية، بس داخل سوريا هيدي كانت أول مرة، لكن مننزل بشكل متتالي على سوريا، ما منقدر نبعد عن سوريا".


شاشة النظام منحت "بيرقدار" حوالي 25 دقيقة، لتمارس خلالها تلميع النظام، ولكن بطريقتها، حيث قالت إنها "تجرأت" ونزلت إلى سوريا رغم كل التحذيرات، حتى ممن هم في الداخل، وهنا لمست بنفسها كم التشجيع والتسهيلات، على حد قولها، مؤكدة أن التجربة هي أكبر برهان.
وأشارت "بيرقدار" أنها مددت بقائها في حضن النظام (إجازتها) لمدة تقارب الشهر، بعد أن كانت تخطط للبقاء أسبوعين، وذلك بدعوى متابعة أعمالها الخيرية الموجهة للمحتاجين، مجددة التشديد على الترحيب والتشجيع الذي لقيته من النظام، بل ومتخطية ذلك لتوجيه رسالة مباشرة تدعو فيها كل متخوف ومتردد لنبذ خوفه وتردده، والعودة كما عادت.
وطمأنت "بيرقدار" إلى أنها "مسؤولة عن كلامها"، معقبة: "أنا حدا معروف اتجاهي معروف خطي، ما بحكي شي إلا بكل وضوح وثقة، والشي الي متأكدة منها".
وأضافت في دعوة سافرة لدعم النظام تحت ستار إعادة الإعمار: "الي حابب يقدم شي للبلد، البلد فاتحة أيديها عن جد، وكل التسهيلات عم بتكون من جميع القطاعات".
وتصف بيرقدار نفسها بأنها سفيرة النوايا الحسنة في منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فرع ساند العالمية، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات، حول كيفية اختيار الأمم المتحدة لسفرائها، وهل سيسحب من بيرقدار اللقب بعد عودتها إلى النظام المصنف كمجرم حرب عالميا... خصوصًا أنها تتعامل مع اللقب، كنوع من "البرستيج"... وتكثر من نشر صورها مع الأطفال في المخيمات وهي بكامل أناقتها ومكياجها بمناسبة ومن دون مناسبة....
وتناغمت بيرقدار" بشدة مع الأسئلة المطروحة عليها، لا بل إنها زاودت في وصف "الوضع" في سوريا، منوهة بأن هناك "جانب جدا مضيء"، مفسرة كلامه بالقول أنها كانت تتخيل ان ترى التعب أكثر من ذلك وأثار الأزمة أكبر، ولكن الناس لديها طاقة إيجابية، مع مقومات كثيرة لا تدل على وجود أزمة، وهنا سعلت إحدى المذيعات منبهة إياها إلى التمادي في الكذب الفج، الذي بات يثير استياء الموالين أكثر من المعارضين بدرجات.
عند هذه "الكحة"، حولت "بيرقدار" مجرى الحديث، وقالت إن هناك جانب مظلم (اكتفت بهذا الوصف دون أن تشرح ما هو ودون أن تخوض في تفاصيله)، معقبة: "ولكن هاد الجانب لايقارن بالجانب المضيء بعد أزمة استمرت 8 سنوات... هاد الشي بيفرح القلب".
ثم وصلت "بيرقدار" إلى مربط الخيل في مقابلتها لتقول: "هاد الناتج ناتج جبار، يعني أنا بقول في ظل القيادة الحكيمة أكيد عمل جبار ترفع له القبعات، الله يديم قيادتنا.. ويديم شعبنا كمان ما قصر".
ورجعت "بيرقدار" للتناغم مع ما يطرح عليها، بل والمزوادة على الأسئلة الموجهة، معبرة عن "صدمتها" من الإيجابيات التي لمستها، حتى في قطاع الكهرباء "ما شاء الله، نعم في انقطاع بالكهرباء، لكن بعدها موجودة، معليش يسامحوني الناس أنا بدي أحكي بكل صدق، المغترب بيفهم هالكلام منيح، يعني دول عم تعاني من أزمات اقتصادية ما في أزمات تانية ومع ذلك في ضعف، بينما نحن الأزمة من أكتر من جانب ولكن الحمد لله والشكر".
ودخلت "بيرقدار" إلى الحديث عن أعمالها "الخيرية" وفي مقدمتها توزيع ألف طرد معونة، قسم منهم في "منطقتي أنا الي هي السلمية –ريف حماة-"، مطنبة في الحديث عن هذا الجانب، بما في ذلك تقديم معونات لأبناء قتلى النظام (الشهداء في قاموسها).
لكن اللافت أكثر في كل حديث المذيعة "بيرقدار" كانت مهاجمتها للإعلام، "الإعلام بكل مكان أحيانا بيلعب دور سيء ومغاير للحقيقة.. أعطيكم مثال بسيط، أنا ماما (أم) وعندي عيلة، عندي أخطاء بعيلتي أي نعم صحيح، بس بسمح لحدا من برا يجي ويقلي في غلط ببيتك، قطعا لا".
وتغافلت "بيرقدار" عن كل المبالغات والرسائل المضللة التي مررتها خلال كل مقابلتها، من الحديث عن "الجانب المضيء جدا"، ووضع الكهرباء، والتسهيلات، والناتج الجبار بفضل القيادة الحكيمة.. تعامت وتغافلت عن كل ذلك لتقول: "دور الإعلام المحلي، دوره دائما يعطي صورة صحيحة وبعيدة عن المبالغة".
وأكدت "تهامة بيرقدار" أنها ستنقل لكل مغترب سوري، رسالة مفادها: "ما بدي حدا يخاف.. شفت كل الدعم، شفت كل المساعدة... وشفت روح الخير".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية