
يبدو أنه لم يعد هناك ما يمنع شبيحة الأسد في تركيا من إعلان مواقف تأييدهم وبأعلى صوت وبحضور المئات، بل وعلى طريق التحيات المعروفة في أعراس بعض المناطق، والمشهورة بـ"الشوباش"، حيث يردد مطرب العرس ما يملى عليه من "تحيات" ويرفع بها صوته وهو يقبض في اليد الأخرى لقاء "شوباشه".
فبعد ساعات من انتشار مقطع يوثق حفل زفاف في أزمير (غربا) تضمن "شوباشا" لبشار الأسد، تداولت مواقع التواصل عرسا آخر على نفس المنوال ولكن هذه المرة في عنتاب (جنوبا)، والتي تضم واحدا من أكبر التجمعات السورية في عموم تركيا.
ففي حفلة زفاف "أزمير" أظهر المقطع المئات وهم جالسون أمام طاولات مغطاة بمفارش بيضاء، بينما يسمع في أرجاء القاعة صوت أحدهم وهو يقول عبر مكبر الصوت: "تحية من سماء أزمير لسماء سورية الحبيبة سوريا الأسد.. سوريا الأسد.. الله والله وكلشي موجود".
ولم تحرك هذه العبارات المستفزة بتحية مجرم دمر سوريا بشرا وحجرا.. لم تحرك أيا من الحاضرين للتعبير عن رفضه لها أو استيائه منها، وهو ما جعل كثيرين ممن شاهدوا المقطع يجزمون بأنها حفلة زفاف جمعت الشبيحة ببعضهم البعض.
ولاحقا لانتشار المقطع، تم التعرف إلى هوية شخصين انخرطا في توجيه "الشوباش" لبشار، وهما كل من: فراس عبد الغفور الحرح، وأحمد عدنان الحرح، من قرية معارة الأرتيق بريف حلب، وقد تم تقديم شكوى رسمية للسلطات التركية بسبب سلوكهما (ولم يتم ترحيلهما كما زعمت بعض الصفحات مستعينة بعريضة الشكوى على أنها قرار ترحيل).
وقد اعترف شقيق "فراس" بما أقدم عليه أخوه، مفتتحا كلامه بالآية التي تقول [ولا تزر وازرة وزر أخرى]، معقبا: "نحن عائلة الحرح نبرأ أمام الله من هذا العمل الطائش والمتهور".
لكن الرجل اعتبر أن ما فعله شقيقه كان مجرد "مزحة" صدرت من شاب أراد أن يداعب أقرانه فـ"تحولت إلى تصرف لايحمد عقباه".
وخلافا لما يوثقه المقطع المتداول من عدم وجود أي تحرك من أصحاب الزفاف ولا حتى من المدعوين، زعم شقيق "فراس" أنهم آثروا تهدئة الوضع "لكي لاتتحول الصالة إلى مذبح بين أبناء الوطن الواحد المشردين بسبب هذاالنظام المجرم". موجها اعتذاره إلى الشعب السوري وأرواح الشهداء، بل و"معتقلي عائلتنا القابعين بسجون هذا النظام المجرم".
واختتم شقيق "فراس": "عاشت سوريا حرة أبية.. ولعن الله الأسد ومن والاه".
وفيما كانت أصداء الاستياء من واقعة "أزمير" تعلو وتطالب بملاحقة كل شبيح يدعي الهروب من بطش الأسد بينما هو تابع له، جاء مقطع مشابه من "عنتاب" ليصب مزيدا من الزيت على نار الغضب المشتعلة.
وعلى نفس شاكلة زفاف "أزمير" ولكن مع قرع الطبل، جاء "شوباش" زفاف غازي عنتاب، الذي استهله مطرب الحفل بتحية "الحوت أبو محمد"، ثم تقدم منه رجل بقامة متوسطة ولحية طويلة، لليلوح له بالنقود طالبا منه ترديد عبارة "تحية من خالد العوني أبو محمد، الله وبشار الأسد، الله وبشار الأسد، الله وبشار الأسد لعيونك يا خالد العوني أبو محمد".
وقال ناشطون إن "خالد العوني"، ليس سوى رجل سيئ الصيت، ارتبط اسمه بتجارة الحشيش، لكنهم اختلفوا في تحديد المنطقة التي يتحدر منها، فمنهم من قال إن أصله من "منبج"، بينما نفى ذلك آخرون ونوهوا بأنه ربما يكون من "عون الدادات".

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية