وبخت "حميميم" الروسية عبر صفحتها على "فيسبوك" النائب المقرب لنظام الأسد خالد العبود، بعيد توجيهه نداءا ما قال أنه:" لأصدقائنا الروس بوجوب رفع اليد عن التنظيمات الإرهابية في درعا، وضرورة سحقها وعودتها لحضن النظام".
وردّت "حميميم" عقب المنشور في اليوم التالي، بتوبيخ شديد اللهجة قائلة:"لقد اطلعنا على فحوى رسالة عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود ونعتقد أن ثمة مغالطات شنيعة وردت في السياق".
مضيفة:"إن مجموعة القوات الروسية في سوريا، لم تقدم في وقت من الأوقات على دعم مجموعات إرهابية البتة، لكنها تشرف على عمل مجموعات عسكرية وجدت نفسها في صفوف المعارضة بفعل عوامل عدة خارج إرادتها".
وفي سياق ردها على دعوة العبود للحسم العسكري، قالت الصفحة التي تحمل اسم القاعدة العسكرية الروسية بأن :"التوتر المتزايد في جنوب البلاد يعتبر مؤشراً خطيراً، وعلى جميع الأطراف ضبط النفس بدلاً من الانزلاق نحو حماقة ومواجهة عسكرية جديدة لا تحمد عقباها، ونؤكد أن القوات الروسية لن تدعم أي صراع في مقاطعة درعا، على اعتبار إعطائنا تعهدات للدول الإقليمية بعدم عرقلة اتفاق التسوية السوري في المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ عام".
وكانت "زمان الوصل" نشرت تقريرا حول معطيات الواقع الذي تعيشه محافظة درعا ودعوات العبود وأمين فرع حزب البعث بدرعا، لوجوب الحسم العسكري، فيما بدت الجبهة المضادة منقسمة بين مخاوف حقيقية، من الموقف الروسي، غير الواضح، ونوايا نظام الأسد وتهديداته، ليأتي الموقف الروسي الذي حملته "حميميم" بما يشي بالموقف الروسي غير الرسمي، وبالتالي استمرار الأوضاع على معتادها، بانتظار انفراج بملف المعتقلين، إن استمرت الاحتجاجات التي بدأت تعاود سيرتها وإن بوتيرة أقل نتيجة الحصار الذي تعاني منه حوران عامة.
وفي تعليقه على ما أوردته صفحة "حميميم"، قال الصحفي "طه عبد الواحد" المختص بالشؤون الروسية:"رسميا لا يوجد أي منصة إعلامية تتحدث باسم القاعدة، وبعبارة أخرى، هذه الصفحة، ومع أنها تتحدث باسم "حميميم"، لكن لا يمكن أخذ ما تنشره على أنه موقف رسمي.
وفي الوقت ذاته واضح من طبيعة المعلومات التي تنشرها، وكيفية إدارتها، أن القائمين عليها لديهم اطلاع واسع على أدق التفاصيل. وفي كثير من الأحيان، ينشرون معلومات دقيقة، أو معلومات عن حدث مقبل ويتضح أنها دقيقة".
ويرجح عبد الواحد:"أن الصفحة تُدار من جانب مجموعة مختصين في القاعدة، لكن لم يتم منحها صفة رسمية ولا تبنيها بشكل رسمي للإبقاء على مساحة من الحرية في النشر من جانب، وللتهرب من المسؤولية عما تنشره، إن اضطر الأمر ذلك، من جانب آخر. ولفت انتباهي الحضور الواسع للمولاة على الصفحة، وبذلك باتت أداة روسية جيدة لضبط مزاجية الرأي العام الموالي".
مضيفا في جواب على عدم نية روسيا الدخول فيما أسمته الصفحة أية صراعات في الجنوب:"روسيا رعت كل المصالحات، ويبدو أنها مستاءة من عدم احترام النظام لها، أي للمصالحات وبنودها".
واعتبر عبد الواحد :"بالنسبة لروسيا لا تريد فتح جبهة جديدة في الجنوب، وهي تدرك أنها ستكون مضطرة للانخراط عسكرية في أي معركة يفتحها النظام، لأنها لن تسمح بأن يخسر المعركة، وتعرف أنه سيخسرها دون دعم القوات الروسية، وخسارته تعني ضربة لموقفه التفاوضي وضربة للـ"انتصارات" الروسية، لذا يفهم تماما تعنيه الدعوة لضبط النفس من الجميع، وهي تولي الجنوب أهمية خاصة، كون ترتيبات الوضع فيه متصلة بتفاهمات مع الأردن، والأهم، مع إسرائيل".
وختم المختص بالشأن الروسي:"روسيا غير مهتمة بخرق اتفاقيات المصالحات، لأنها تريد تثبيت نفسها وسيط موثوق بالأطراف السورية وهي بنفس الوقت تدرك أن معركة في الجنوب، ستؤدي إلى توتر مع عمان وتل أبيب، لأن اتفاق الجنوب تم بما في ذلك مع أخذ الهاجس الأمني الإسرائيلي بالحسبان وهي تحاول وقف القتال، ودفع المسار السياسي، لكن بما يضمن مصالحها، وبالدرجة الأولى النأي عن صفة "داعم للنظام" وتثبيت صفة "راعي موثوق للعملية السياسية".
وفي سياق درعا جنوبا، أكدت مصادر "زمان الوصل" أن ما جرى خلال الأيام الماضية، انتهى بوجوب تثبيت المتفق عليه مسبقا، والسعي لإطلاق المعتقلين، وإبلاغ خلية الأزمة، بعدم المساس بأي شخص من درعا البلد، حتى الوصول لحل شامل.
وقالت ذات المصادر، إنه تم التأكيد على ذلك بالتوجيه لجميع خطباء المساجد، بتبليغ واقع الاتفاق بطريقة مواربة، بأن كل من يحمل بطاقة تسوية لا يمس"، فيما لا ينص الاتفاق على بطاقة التسوية.
ورأت بعض المصادر أن ما تم يعطي "فسحة" من الحركة لرافضي الوجود الإيراني، وهو ما تريده روسيا، وبذات الوقت يعطي فرصة للتهدئة ويبقى المخاوف، جراء حالة "الفلتان الأمني" بحسب ما يروجه نظام الأسد.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية